دعونا في البداية نعرف مفهوم «أنسنة المدن» وأقول بأنه يتمثل في التركيز على البعد الإنساني في تصميم الطرق والحدائق والأماكن العامة، بحيث يجد الإنسان مساحات خضراء كافية، وكذلك مساحات وممرات لممارسة المشي والتنزه، مع سهولة وانسياب الحركة دون عوائق، وكذلك تذليل صعاب التحرك لذوي الهمم، إضافة إلى مراعاة الجوانب الجمالية للأماكن العامة في المدن وخاصة في المدن القديمة وكذلك المدن القائمة حديثاً حيث يسعى المسؤولون عنها إلى أنسنتها لتكون أكثر ملاءمة لحياة الإنسان العصري وصديقة له، وليست مجرد مكان يعيش فيه. فأنسنة المدن كمصطلح له تأصيله ونظرياته، يعني أن تكون المدينة الإنسانية أكثر ملاءمة وجاذبية للإنسان، حيث تخدمه وتمكنه من الاستمتاع بحياته، وتطوير إمكاناته ومزاولة حياته الفكرية والعملية والاجتماعية.
ولأن المسكن يُعد من أهم احتياجات الإنسان وحقوقه الأساسية، التي نصت عليها كل المواثيق الدولية والإنسانية، والذي صنفته جميع النظريات ضمن المستوى الأول من متطلبات الحياة البشرية مثل المأكل والمشرب والملبس، فإن شركات التطوير العقاري بالمملكة، ووفق نظريات «الأنسنة» الجديدة في تشييد المدن والتجمعات السكنية، أدركت أهمية توفير المسكن لمختلف شرائح المجتمع، لذلك عملت تلك الشركات وفق عدة اتجاهات وطرق لتسهل على المواطن السعودي حصوله على المسكن مع مراعاة متطلبات الرفاهية التي أصبحت سمة من سمات المساكن الحديثة بالمملكة، فأخذت شركات التطوير العقاري تتنافس في تقديم النماذج والوحدات، مقدمةً عدة خيارات، بهدف تمكين المستهدفين من الحصول على منازلهم بسهولة، بما يعنيه ذلك من تبني تلك المدن الإنسانية عدداً من القيم والمبادئ، منها الاستدامة والألفة والتعاطف والرفاهية والعيش المشترك.
ولعلي أذكر في هذا المقال خبر قرأته في جريدتنا «اليوم» عن دعم ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية -رعاه الله- يوم الإثنين الماضي بتاريخ «3/ 2/ 2025» بالتوقيع على عقود لمشاريع بـ600 مليون ريال لـ «أنسنه» مدن الشرقية، حيث أشاد سموه بدعم ورعاية القيادة الحكيمة «رعاها الله» لجميع القطاعات ولا سيما القطاع البلدي، مشددًا على أهمية سعي القطاعات إلى تعزيز الاستدامة في مشاريعها، بما يُسهم في تحقيق مفهوم جودة الحياة، والاهتمام بتحسين المشهد الحضري وأنسنة المدن، والاستثمار الأمثل للمقومات الحضارية، وقال سموّه: إن توقيع عقود هـذه المشروعات الاستثمارية سيكون لـه أثر إيجابي، في تحقيق التطلعات لخدمة الإنسان، والمساهمة في تعزيز البنية السياحية والترفيهية والبحرية والصحية والصناعية الـتي تمتلكها المنطقة، وتوفير فرص عمل لشباب وشابات الـوطن، مثمنًا التكامل بين أمانة المنطقة وبقية الجهات المختلفة، واستقطاب المستثمرين من خارج المملكة وداخلها.
@KBarshaid
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.