فيديو / صحيفة اليوم

خبيئة


تكثر الانشغالات، وتزداد الروتينيات، يبدأ النهار في ربكةٍ واستعجال.. ابتدأ اليوم، بدأت المحادثات بين الناس، تُعَقّب مواضيعُ الأمس، تداخل الحديثُ ببعضه، بدأ الانغماس في الكلام، الضحك، زلّ اللسان وبدأت المشاحنات، الاغتياب، الطَعْن في الآخرين.. يا للآسف! وانقضى اليوم.. أدركنا يومنا في مهاتفة هذا وذاك، انقضت ساعاتٌ منه في هَذَيَان، وأخرى في تصفح منصات التواصل الاجتماعي، تارةً نُقلّب في صورة وتارةً أخرى في تغريدة، وتكثر السفاسف ولا تنتهي. في حنايا يومك، ماذا فعلت من خبيئةٍ صالحة؟ كم سطرًا من القُرآنِ قَرأت؟ كم استغفارًا ذَكرت.. كم من صدقة ابدأت؟ مفتاح الجنة أُدرِكت؟!
جميعًا أسرفنا، أذنبنا ولن تنقذنا سِوى خبايانا؛ فهي دروعنا.
ان الحياة ذات طبيعة متسارعة خاصة في وقتنا الحاضر مع دخول التقنية في كل تفاصيل يومنا وتوافر وسائل متنوعة تدار من خلالها سبل تواصل البشر الإجتماعي وحتى الأسري، فهي قد أثرت على علاقات البشر وكذلك أولوياتهم وطريقة تفكيرهم وتقييمهم للكثير من الأولويات والواجبات والعمل الصالح إلا من رحم ربي، جميع هذه الحقائق تجعل المرأ يسير في دروبه متأثرا وربما غير مستدرك لجوهر الإستقامة وأهمية الخبيئة ودروب الاستقامة.
إن صلاح السَّريرة أساس كل شيء، فإن صَلحت، وأُخُلِصت لله قولًا وعملًا صَلحَت بعدها سائر الأمور. أصدقوا مع الله، وفرّوا إليه بسرائر خالية، بأعمالٍ خاشعة له. تختلف صور وأشكال الخبيئة الصالحة، تترأسها صلاة الوِتْر، فما أعظم من المنام إلا مناجاة سيد الأنام! عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من خاف أن لا يقوم من آخِرِ الليل فليوتر أوله، ومن طَمِعَ أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل»، فمن يُسر وسماحة الدين الاسلامي أنه أجاز صلاة الوِتْر في أول الليل لمن يشّق عليه الاستيقاظ آخره.
وأيضًا، قال تعالى في كتاب الكريم: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَك» - الإسراء:79-. نَافلةً لك! أي أنك أنت الثريّ المتنعم بالأجر الوفير، فنحن من في حاجة غنائمنا، أجور أعمالنا، استغفر في خَفيتك، عند انتظارك، عند تشتت ذهنك، قَلقك.. لا تعلم كم من عُقدةٍ سَتُحل، وكُربةٍ سَتُزلّ، تصدق بالخفية، أغث مسكين، أطعم طائر، أرشِد عابر، كُن صِدّيق، أسعِد صَديق.. أُجبر بقلبٍ قنوط، أو بذراعًا مَهيض. صُم تطوعًا، في سبيل الله، صُم عن الناس، عن اللغو، عن آفاتِ اللسان.. قال - صلى الله عليه وسلم -: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه».
قبل الختام، نتذكر أن الحياة رحلة قصيرة أهلها راحلون وسيظل منهم ذلك الأثر الصالح الذي بني على ما انشغلوا به ورسموا من خلاله مشاهد ستضر خالدة بعدهم، وخلاصة القول بأن أهل الخبايا، هم في الحقيقة أبطالُ صامتون، ربحوا أجرهم دون سماع صوتهم، فالخبيئة هي الدرع المخفي، الضلع المُحَصَّن. استقم مع الله، أصدِق في اقوالك، أخلص له سائر اعمالك، ضع في نفسِكَ نجوى، منها تؤجر وتقوى، فقد قال ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر: «إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة».
لنفكر في أحوالنا.. ما هي خبايانا الصالحة، وماهي خبيئتنا القادمة؟
احصدوا كنوزكم، خباياكم فهي رصيدكم الدائم لكم في بنك آخرتكم.
@demalkhldi
إن صلاح السَّريرة أساس كل شيء، فإن صَلحت، وأُخُلِصت لله قولًا وعملًا صَلحَت بعدها سائر الامور.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا