في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي، أصبح من الشائع الاعتماد على أدوات مثل «ChatGPT» في كتابة الإيميلات، سواء في بيئات العمل أو التواصل الرسمي. ومع ذلك، يلاحظ الكثيرون – وأنا منهم – الإفراط في استخدام هذه التقنية، لدرجة أن استلام إيميل مكتوب بأسلوب بسيط وأفكار أصيلة بات أمرًا نادرًا، ومع مرور الوقت، أصبح من السهل تمييز الإيميلات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي قد يجعلها تبدو «نشازًا» في بعض الحالات.
متى يكون استخدام»ChatGPT» مناسبًا؟ قبل الإجابة على هذا السؤال، من المهم أن ندرك أن أدوات الذكاء الاصطناعي تقدم إجابات متكررة، خاصة عندما يتم طرح الأسئلة نفسها بشكل مستمر. وبما أن الإيميلات غالبًا ما تكون ذات أنماط متشابهة، فمن الطبيعي أن تكون الردود الناتجة عنها متشابهة أيضًا.
لذلك، يمكننا تصنيف الإيميلات إلى نوعين أولًا: الإيميلات الرتيبة والمتكررة، هذه الفئة تشمل الإيميلات الرسمية أو الردود النمطية التي تُرسل بشكل متكرر، مثل تأكيد الاستلام، الإشعارات، أو المراسلات التي لا تتطلب تفاعلًا عاطفيًا أو إبداعيًا كبيرًا. في هذه الحالات، يعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي أمرًا فعالًا، لأنه يختصر الوقت ويضمن توحيد الأسلوب.
أما النوع الثاني الإيميلات التي تحتاج إلى قراءة متأنية، على الجانب الآخر، هناك إيميلات تحتاج إلى اهتمام خاص، مثل الرسائل التي تهدف إلى إقناع الطرف الآخر، أو التي تحتوي على مشاعر أو تأثير معين. في هذه الحالة، من الأفضل أن تُكتب بأسلوب شخصي ومباشر، مع مراعاة وضوح الفكرة والإيجاز.
المفارقة في استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة الإيميلات هي أن الشخص الذي يقرأ البريد الإلكتروني قد يستغرق وقتًا أطول من الشخص الذي كتبه، خاصة عندما يكون النص طويلًا ومتشابهًا مع غيره من الإيميلات. لذا، عند استخدام « ChatGP» أو أي أداة أخرى، يجب الإنتباه إلى أمرين أساسيين: الأول الإيجاز: كما قال الفيلسوف بليز باسكال: «لو كان لدي وقت أطول، لكنت كتبت رسالة أقصر»، الإيجاز في الكتابة ليس مجرد اختصار للكلمات، بل هو احترام لوقت القارئ وضمان لوصول الرسالة بأقل قدر من التشويش.
أما الأمر الثاني التأثير: ليس كل العبارات تعطي نفس الانطباع، فهناك فرق كبير بين قول: «جزاك الله خيرًا يا أبا فلان»، وبين «أقدّر تفهمك». الكلمات تحمل مشاعر وتأثيرًا. لذا، يجب اختيارها بعناية لتعكس النية الحقيقية وراء الرسالة.
إن استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الإيميلات أداة فعالة عند استخدامها في السياقات الصحيحة، لكن من المهم أن ندرك متى نستخدمه ومتى نتجنب الاعتماد عليه، فالإيميلات التي تحتاج إلى لمسة شخصية أو تأثير معين، يجب أن تُكتب بأسلوب إنساني يعكس مشاعر واحترام المرسل للقارئ، وفي النهاية، المفتاح هو التوازن بين الإيجاز والتأثير.
@X7Ciy
إن استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الإيميلات أداة فعالة عند استخدامها في السياقات الصحيحة