فيديو / صحيفة اليوم

السحت.. فيروس المال الفتاك


الجنون خبث حيوي فيروسي يصيب الأبقار والطيور. أما جنون «أبقار» بني آدم فهو أنواع وموديلات، ومنها فيروس ليس حيوياً، لكنه لا يقل فتكاً عن فيروسات الهوام. وهو «جنون المال»، إذ أودى بكثيرين إلى المهالك؛ ظلمات سجون وموت أو شقاء مديد لا شفاء منه.
والمفارقة أن كثيراً من «السحاتين» أغنياء، بل أثرياء.
المال فتنة ساحرة جواله. وكلنا نقول: هل من مزيد؟، بغريزة جامحة إن لم يقمعها ضمير. وقال نبينا عليه الصلاة والسلام «لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب».
المصابون بفيروس المال، يتطرفون، فيُفتَنون ويَفتِنون.
ووجدنا اثرياء وذوي مناصب رفيعة ومكانة، يستحلون أموال السحت، لم يصحوا من الغيبوبة الساحرة إلا في غياهب السجون وبئس المصير، وقد دمروا سمعتهم وجلبوا لأنفسهم ولأبنائهم العار.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «تعس عبد الدينار.. تعس عبد الدرهم»، إذ جعل الأشقياء من المال غاية لا وسيلة. أحدهم ربما يملك مئات الملايين، ولو خسر بضع آلاف تثور ثائرته ويصاب بكآبة كأنما فقد عزيزاً. وبعضهم يقتر بأشد البخل ويده مقبوضة إلى عنقه، وتستبد به شهوة كنز المال حد الجنون.
والأكثر تعاسة الذين يفنون أعمارهم «يكدون» ليل نهار لكنز الأموال وحراستها، ويسافرون و«يتعنون» مسافات طويلة، من أجل قبضة من المال لا تستحق كل هذا التعب، ليس للحاجة وإنما لمزيد من الكنز. وبعضهم يهمل التواصل مع والديه، لأيام أو أسابيع، ولو توجد معاملة مالية عند والديه لما أهملهم، ولسهر معهم لياليا طوالا.
والأمثلة موجعة، قيل أن ثرياً يذهب إلى إدارة أمواله كل صباح، ويمر يومياً من أمام مستشفى ترقد فيه والدته، ولا يفكر بالتوقف لزيارتها إلا بعد أيام. ولو تملك والدته عقداً أو مناقصة، لرابط على باب غرفتها.
والمال السحت النتن يذل أعناق الرجال فيخونون الأمانة ويبيعون الأوطان والكرامة. وأخبث المال كما يقول المبدع معيض البخيتان:
واستبعدت منه أحرار وبيع به
ما عز من وطن غال ومن نسب
*وتر
تتهادى الغيوم الحبلى
تشكل عناقيد الماء، وتتهيأ لتدفق سلامها
إذ الوبل المغيث يهتف للثرى..
ويهل للعطشى..
وواحات الشيح..
@malanzi3

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا