وافق يوم الاثنين 7 أبريل المنصرم «يوم الصحة العالمي»، وكذلك اليوم الذي تأسست فيه منظمة الصحة العالمية عام 1948م. والشعار لهذه السنة 2025 هو: «بداية صحية لمستقبل واعد». وقد تم الاعتراف باليوم العالمي منذ عام 1950م ولكن هذا اليوم معترف به تلقائيا منذ وجود الإنسان، حيث لا عمل ولا إنجاز بدون صحة، بل لولا الصحة في الأبدان لما كان هناك حيوات «جمع حياة»، ولا لما قامت حضارات.
ومن الواقع المشاهد أن الصحة هي أمر لا نُعيره اهتماما كبيرا خصوصا في أيام الشباب! لأننا تعودنا عليها، ولكن حين يصاب الإنسان بمرض عضال -لا سمح الله- أو حتى ولو بوعكة بسيطة، يدرك قيمتها، ويشعر فعلا بأهميتها. ومن هنا جاءت المقولة المشهورة، والتي كلنا منذ الصغر نحفظها عن ظهر قلب: «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى».
ولا مناص من أن المنقول والمعقول يؤكدان على أهمية الصحة وعافية الأبدان، فقد جاء مثلا في الحديث النبوي: «مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا». يؤكد ذلك أيضا أنه: «قامَ أبو بَكرٍ على المِنبرِ بعْدَ وفاةِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فقال: يا أيُّها النَّاسُ، إنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ –وبكَى حتَّى ابتَلَّتْ لِحيَتُه، فقال: سمِعتُه يقولُ: «سَلُوا اللهَ العافيةَ؛ فإنَّهُ لم يُعْطَ العِبادُ شَيئًا أَفضَلَ مِنَ العافيةَ، إلَّا أنْ يَكونَ اليَقينُ». وأما من ناحية المنطق والمعقول، فأنه بدون الصحة لن تنجز الأعمال، ولن تدرك الغايات والأهداف. وبدونها لن يتمتع الإنسان لا بسفر ولا حضر، ولا بصمت ولا هذر، ولا حتى تمتع بمسامرة الأصحاب والخلان.
إن كثيرا من الناس يقدمون المال على الصحة في أمانيهم، ولكن الشاعر بشار بن برد قد قال: إنِّي وإن كان جمع المال يعجبني، فليس يعدل عندي صحَّة الجسد. في المال زين وفي الأولاد مكرمة، والسُّقم ينسيك ذكر المال والولد!
ومن المعلوم أن الصحة والرياضة أمران مقترنان، ولعل أسهل رياضة للمحافظة عليها هي رياضة المشي، لأنها لا تتطلب إجراءات معقدة، ولا أماكن مخصصة، ويمكن أن تمارس في أي وقت. ويُذكر أن أبقراط الطبيب اليوناني الملقب «أبو الطب» قد قال: «المشي هو أفضل دواء للإنسان». وقد عقلت مايو كلينك على هذا الموضوع قائلة: «المشي: قلل محيط خصرك وحسّن صحتك».
ومن كتاب «وأخير اكتشفت السعادة» للشيخ الدكتور عائض القرني، وتحت عنوان «أفضل ثلاثة أطباء في العالم» قال: «فلا تنس أن تستشر الأطباء الثلاثة: التسبيح، والحمية، والمشي». والشيء بالشيء يذكر، فقد قال طبيب العرب الحارث بن كلدة: «المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء». ويؤكد هذه الحكمة الذهبية الحديث النبوي: «ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ».
وعودا على مسألة رياضة المشي، فقد ذكر موقع مايو كلينك نصيحة قيمة وسهلة التطبيق قائلا: «تذكر أنه يمكنك البدء ببطء، خاصةً إذا لم تكن تمارس التمارين الرياضية بانتظام. فيمكنك البدء بخمس دقائق يوميًّا في الأسبوع الأول، ثم زيادة المدة بمقدار خمس دقائق كل أسبوع حتى تصل إلى «30 دقيقة» على الأقل. أما إذا كنت ترغب في تحقيق المزيد من الفوائد الصحية، فحاول أن تمارس النشاط البدني لمدة 60 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.
@abdullaghannam
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.