فيديو / صحيفة اليوم

هل أصبح الابتكار والإبداع ضرورة حتمية للشركات العاملة بموسم الحج؟

كابشن :
الشركات تتفاوت مكانتها، ويتحدد مستوى سمعتها المؤسسية لدى عملاءها بقدر اقترابها أو ابتعادها من سُباعية التغيير
المقال :
تتنافس الشركات على النسبة الأعلى من العوائد المالية، والمؤشرات الأعلى في مستوى تحقيق رضا العميل. ومع اقتراب موسم الحج تتأهب شركات الضيافة والإسكان، وشركات والإعاشة، وشركات النقل لتقديم خدماتها ومنتجاتها لعملائها من الحجاج والمعتمرين والزائرين بصورة نوعية لاسيما في ظل حرص وزارة الحج والعمرة على تحقيق الكفاءة والفاعلية في تقديم المنتجات والخدمات بجودة عالية وبمبالغ اقتصادية تنافسية.
من خلال قراءة للمشهد نلحظ أن الشركات تتفاوت مكانتها، ويتحدد مستوى سمعتها المؤسسية لدى عملاءها بقدر اقترابها أو ابتعادها من سُباعية التغيير والتطوير لكي تبقى حاضرة في المشهد والمتمثلة في تقديم المنتجات والخدمات المتميزة والمركزة حول تطوير رحلة العميل وتحسين تجربته، وتوظيف العناصر والإمكانيات المتاحة لذلك لا التركيز على ما يمكن التخلص منه والتركيز على الربحية المادية فحسب، ويمكن لها الوصول لذلك من خلال تعزيز ودعم الابتكارات التكنولوجية البارعة لتحقيق الربحية بمنتجات وخدمات نوعية مسوقة لذاتها دون تدخل بشري واضح.
يعتبر توفير رأس المال الطموح من أبرز ركائز التغيير والتطوير والمهتم بتحقيق معدلات متوسطة الربحية وفق رؤية جريئة سهلة الفهم تسهم في تغذية الأصول بصبر وتستثمر الأموال، وتراهن أكثر على المزيد من الأدوات الابتكارية. ومن الركائز المهمة الانتشار العالمي ولاسيما وأن الحج يستقطب ملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين من مختلف دول العالم، ولا يمكن لشركة ما أن تكون ذا قيمة نوعية إلا من خلال تقديمها لمنتجات تتجاوز الحدود الجغرافية وتجذب وتستهوي العملاء على مستوى العالم، فليست المسألة في تحقيق نجاح في السوق فحسب، وإنما في الأسواق العالمية عبر نافذة التنوع في تقديم الخدمات والمنتجات التنافسية والمنتشرة عالمياً دون الحاجة لحصوله على جواز سفر.
ومن المرتكزات المهمة تحقيق معدلات عالية من الجاذبية، لا سيما وأن العالم التجاري بمختلف قطاعاته عالم منظم وتلعب فيه الجهات الرقابية الحكومية والمستقلة ووسائل الإعلام دوراً مهماً في نموه، فعلى سبيل المثال فإذا كان ينظر للشركة كعنصر فعّال وجيد، وتضع مسؤوليتها الوطنية ومراعاة مصالح البلد وسمعته المحلية والإقليمية والعالمية على أعلى درجات اهتمامها، والحد من حدوث الأزمة والاشكاليات المغذية للسمعة السيئة للشركة أو المنظمة، والعمل على تحقيق ذلك من خلال التكامل الرأسي في المنظمة والشركة ذاتها، و التكامل الأفقي مع القطاعات الأخرى ذات الاختصاص والعلاقة والقدرة على التحكم في تجربة العميل منذ لحظة شراء المنتج أو الخدمة وحتى انتهائها.
وأخيراً جغرافية الموقع وقداسته وتواجد المنظمات والشركات المقدمة للخدمات والمنتجات بجانب عدد كبير من الهيئات الاستشارية والقطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية وكذلك الشركات العالمية المنافسة يقودها إلى إجراء الدراسات الدورية والعمل مع مؤسسات التأهيل والإعداد للكوادر البشرية المميزة كالجامعات والمعاهد والمؤسسات الاستشارية لسد الاحتياج بكفاءات عالية التأهيل، ومرنة في الأداء، وابتكارية في التفكير وتقديم الحلول، فعلى سبيل المثال تمتع شركة آبل وفيسبوك وجوجل بعلاقات استثنائية مع كلية الهندسة بجامعة ستانفورد المرموقة، في حين تمتع كذلك شركة أمازون بعلاقات نوعية مع جامعة واشنطن، وهذا يدل على التحول النوعي في بوصلة الاقتصاد المتجه نحو المدن خلال الأعوام الخمسين القادمة، ولن تجذب المدن أفضل المواهب للعمل فيها فحسب، وإنما ستصنع أفضل المواهب وأجودها أيضاً، وتزداد المباريات سخونة بقدر التنافس على استقطاب المواهب فعلى سبيل المثال في المملكة المتحدة وفرنسا تكون هناك مدينة مسؤولة عن ٥٠٪؜ من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، و٧٥٪؜ من المؤسسات الكبرى تقع فيما يمكن أن يسمى بالمدن الضخمة العالمية.
أ.د. مسفر أحمد مسفر الوادعي
[email protected]

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا