فيديو / صحيفة اليوم

أطفال غزة والوجبة الأخيرة


إن الإنسان الطبيعي والسوي ليستصغر أي مصيبة تحل به مقارنة بما يحدث لأهل غزة من حصار وتجويع وقصف، ومنع لأبسط المساعدات الإنسانية من الدخول للقطاع لإنقاذ أرواح الأطفال والشيوخ والمرضى. وبهذا يكون سقط معقل آخر لما يسمى «بالإنسانية» الذي ظل الغرب ينطنط بها لقرون، بل ويريد من العالم العربي أن يقتدي به!، وأفظع من ذلك، هم يدرسونها في جامعاتهم. فعن أي فلسفة إنسانية يتحدثون، ولماذا يدرسون؟! إن نظرية الفيلسوف الأشهر في العصر الحديث، الألماني إيمانويل كانط تدرس على أساس «الواجب الأخلاقي» الذي لم يعد له معنى! وحتى هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية كان صرحا فهوى! والذي ينص على أن القاعدة الأولى الأساسية لأي أنسان هي الحاجات الفسيولوجية الضرورية، والتي منها: (التنفس، الطعام والماء). وحتى الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو إمام عصر التنوير لم يعد لكلامه مصداقية حين قال: الإنسان طيب بالفطرة! ونحن هنا لا نتحدث عن وجهة نظر أيدولوجية معينة، بل نحن ننظر إلى المسألة من ناحية إنسانية بحتة، وقضية أخلاقية مجتمعية ودولية.
وإن الأنسان ليعجب حين يرى العالم المتحضر يبكي بحرقة على مئات الحيتان التي كانت تموت على الشواطئ، ويملأ العالم ضجيجا ونداءات لإنقاذها عبر الوسائل الإعلامية الحديثة والتقليدية. وعندما ينقرض نوع من الحيوانات ينوح العالم الغربي كله أمام الشاشات من أجله، ولكن حين يسقط طفل جائع في غزة فلا بواكي له! إن العالم الغربي يغض الطرف أو يلتف بوجهه إلى الجانب الآخر على أرض الواقع، كأنه لم يرى أو يسمع الأطفال يموتون جوعا بسبب الحصار الظالم والغاشم لقطاع غزة. وأصبحت قضية إنقاذ الحيوان والنبات أهم من حياة إنسان، بل أهم من حياة الطفل.
والأرقام تتحدث وتؤكد ما ذكرنا، فنقلا عن واس (7 محرم 1447 هـ الموافق 22 يوليو 2025 م): «أعلن مجمع الشفاء الطبي وفاة (21) طفلًا خلال (72) ساعة الماضية سوء التغذية والمجاعة التي تضرب قطاع غزة، في ظل تحذيرات أممية من أن المجاعة تقرع كل الأبواب. وأكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 1050 مدنيًا قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية، في وقت تطالب فيه أكثر من (25) دولة غربية بوقف فوري للحرب».
تؤكد دوما موقفها الثابت : فلقد جاء مؤخرا في بيان وزارة الخارجية السعودية: «ترحب المملكة العربية السعودية بالبيان الصادر عن (26) من الشركاء الدوليين، طالبوا بإنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل فوري ورفع كافة القيود عن المساعدات الإنسانية وسرعة إيصالها بشكل آمن لسكان القطاع، وعبروا فيه عن رفض تغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة وتوسيع الاستيطان».كما ورد في البيان "وتجدد المملكة رفضها القاطع لمواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلية منهجيتها اللاإنسانية في منع المساعدات واستهداف المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على أبسط احتياجات البقاء على قيد الحياة من الغذاء والدواء والماء.وتدعو المملكة المجتمع الدولي إلى سرعة اتخاذ القرارات والخطوات العملية أمام التعنت الإسرائيلي الذي يتعمد إطالة أمد الأزمة، ويقوض جميع جهود السلام الإقليمية، والدولية.
ختاماً : يا سخرية الإنسانية الدولية التي يزعمون في الغرب، فحتى المحكوم عليه بالإعدام يُقدم له الوجبة الأخيرة من باب الإنسانية.
[email protected]

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا