في نوفمبر 2025، شهد عالم الموضة لحظة نادرة يستعيد فيها الماضي حضوره القوي عبر تعاون ملهم جمع بين دار 16Arlington الشهيرة والمصمم الأسطوري أنتوني برايس Antony Price، الذي يعود إلى المنصات بعد غياب طويل دام 36 عامًا.
هذه العودة لم تكن مجرد استحضار لاسم كبير، بل إعادة اكتشاف لفلسفة تصميمية شكّلت هوية الموضة البريطانية في السبعينات والثمانينات.
ومع قيادة المدير الإبداعي ماركو كابالدو لهذا التعاون، جاءت المجموعة كتجسيد دقيق للجماليات الخالدة لبرايس، وقد صُممت بلمسة عصرية متقنة، تُعيد للموضة بريقها الحسي، النحتي، والدرامي.
هذا التعاون يلخص رحلة حوار بين زمنين: الماضي بتاريخه وبصمته، والحاضر بحداثته وطموحه، ومع تقديم 16 إطلالة فقط، اختارت الدار التركيز على الجودة، الدقة، والعمق الفني، بدلًا من الكم. وبذلك جاءت المجموعة أشبه بعمل فني كامل لا مجرد عرض موسمي.
أنتوني برايس: أسطورة تعود بعد ثلاثة عقود
إرث تصميمي لا يُنسى
يُعد أنتوني برايس من أبرز الأسماء التي أثرت في الموضة البريطانية، حيث اشتهر بـ:
- القصّات المنحوتة التي تُبرز الجسد.
- الخامات اللامعة كالسّاتان واللاميه.
- الأكتاف الحادة.
- الخطوط الديناميكية التي تتحرك مع الجسد.
- تصميم أزياء لأشهر نجوم الموسيقى.
لقد كانت رؤيته قائمة على الأنوثة القوية المرأة التي تُمسك بالمساحة، تُعبر بجسدها، وتتحرك بإيقاع مسرحي.
سبب العودة الآن؟
- يقول برايس في تصريحات سابقة إن عالم الموضة بات بحاجة إلى "الدراما المنظمة والجاذبية المدروسة"، وهي القيم التي ارتكز عليها طوال مسيرته.
- تعاونُه مع 16Arlington لم يكن خطوة عاطفية أو حنينًا للماضي، بل رغبة في إعادة تقديم فنه في سياق جديد.
ماركو كابالدو: رؤية معاصرة تقود الحوار بين الماضي والمستقبل
هوية 16Arlington
منذ تأسيسها، نجحت 16Arlington في خلق هوية واضحة تقوم على:
- الإحساس بالمرح والدلال.
- الجرأة المتوازنة.
- استخدام الريش كعنصر توقيعي.
- لمسات من البريق والرقي.
- تصاميم محبوبة لدى نجمات السجادة الحمراء.
هذا ما جعلها مناسبة تمامًا لتكون الجسر الذي يعود عبره برايس.
كيف قرأ كابالدو أرشيف برايس؟
قضى كابالدو وفريقه أشهرًا في تحليل أرشيف برايس الاستثنائي بحثًا عن جوهره الحقيقي. لم يكن الهدف نسخ الماضي، بل فهمه بعمق ثم إعادة صياغته.
يقول كابالدو:
“كان همّي أن نصنع شيئًا جديدًا، ولكن بروح برايس التي لا تتكرر.”
عرض 17 نوفمبر 2025: صالونات الماضي في قلب الحاضر
أجواء العرض
اختارت الدار مكانًا أشبه بصالونات السبعينات الفاخرة:
- مساحة صغيرة.
- إضاءة دافئة.
- جمهور قريب من العارضات.
- موسيقى كلاسيكية مع إيقاعات إلكترونية خافتة.
الأجواء خدمت الغرض الأساسي:
مشاهدة التفاصيل الدقيقة وعيش اللحظة بصريًا وحسيًا.
النماذج
تألقت أسماء بارزة مثل:
- ليلي ألين.
- أدوا أبواه.
- ليلا موس.
وهو اختيار مدروس يعكس شمولية المجموعة وتنوع حضورها.
شاهدي أيضاً: مجموعة 16Arlington لخريف وشتاء 2025-2026
تفصيل المجموعة 16 إطلالة كأنها 16 لوحة نحتية
جماليات مشتركة
تعتمد المجموعة على سمات مميزة، أهمها:
- منحنيات برايس المعهودة.
- الأقمشة اللامعة.
- أكتاف معمارية.
- خصر منحوت.
- ريش 16Arlington بلمسة جديدة.
- درجات الأحمر، الأسود، الفضي، البنفسجي.
التقنيات والخامات حيث تتحدث الحرفية
الساتان واللاميه
- خامات استخدمها برايس تاريخيًا لإبراز الضوء والحركة.
- في 2025، جاءت أكثر مرونة وأخف وزنًا، ما أتاح حرية حركة أكبر.
الجلد اللامع
- عاد بقوة، بلمعة محسوبة بعيدًا عن الابتذال.
- مع قصّات هندسية توازن بين الصلابة والنعومة.
الخياطة النحتية
تميّزت المجموعة بخياطة دقيقة تصنع تأثير الساعة الرملية دون مبالغة.
فلسفة الجاذبية لماذا ركّز برايس على الإغراء المتوازن؟
برايس لطالما اعتقد أن:
- الجسد يجب أن يُبرز لا أن يُخفى.
- الرشاقة ليست الهدف، بل القوة.
- الأزياء يجب أن تخطف الأنظار في لحظة.
ومع ذلك، طوَّر هذا المفهوم مع كابالدو ليُصبح أكثر ملاءمة للجمهور الحديث:
جاذبية دون إفراط وأناقة دون تحفظ.
رسالة المجموعة ماذا تقول هذه الشراكة للمستقبل؟
عن الماضي: تُعيد تقييم الإرث البريطاني في مجال الموضة دون أن تحصره في خانة "النوستالجيا".
عن الحاضر: تُرسّخ أهمية العودة إلى التصاميم الحرفية في زمن السرعة.
تفتح هذه المجموعة بابًا أمام عودة المصممين الكلاسيكيين بروح جديدة، وتؤكد أن الموضة دورات تُعيد اكتشاف نفسها دائمًا.
تأثير المجموعة على الموضة
يتوقع الخبراء أن تؤدي هذه المجموعة إلى:
- عودة الأكتاف الحادة.
- انتشار الفساتين ذات القَصّات المنحوتة.
- اعتماد الأقمشة المعدنية.
- تعزيز الشمولية في اختيار النماذج.
- اهتمام أكبر بالأرشيفات التاريخية للمصممين القدامى.
عندما يلتقي جيلان تُكتب صفحة جديدة في تاريخ الموضة
- إن مجموعة 16Arlington x Antony Price ليست مجرد تعاون موسمي، بل حدث إبداعي يؤكد أن الموضة فن مستمر يتحرك بين الأزمنة.
- هي محاولة صادقة لخلق حوار بين مبدعين، أحدهما يأتي بإرث طويل، والآخر برؤية مستقبلية حادة.
قدمت الدار بهذا التعاون مجموعة تُجسد المعنى الحقيقي للعودة والابتكار والجاذبية التي لا تُنسى، وهي لحظة تاريخية تثبت أن الموضة، مهما تغيّر الزمن، تبقى رهينة لحرفيةٍ قوية، رؤية واضحة، وقدرة على سرد القصص دون كلمات.
في النهاية تُجسّد مجموعة 16Arlington x Antony Price أكثر من مجرد تعاون عابر، فهي لحظة مفصلية تربط بين إرث يمتد لعقود ورؤية عصرية تتطلع إلى المستقبل. استطاع كل من أنتوني برايس وماركو كابالدو خلق توليفة فريدة تجمع بين الحرفية الدقيقة التي اشتهر بها برايس، وبين الحداثة الجريئة التي تميّز 16Arlington، والنتيجة مجموعة تُخاطب المرأة الواثقة، المُعاصرة، التي تقدر الأزياء كوسيلة للتعبير الفني والتميز الشخصي، ومع هذا التعاون، يؤكد كلا المصممين أن الموضة كانت وستظل مساحة ديناميكية تتطور باستمرار، وتُعيد ابتكار نفسها مع كل جيل، محافظةً على روحها ومفتوحةً دومًا على آفاق جديدة.
وفي سياق تأثير هذه الشراكة على صناعة الموضة، يمكن القول إن مجموعة 16Arlington x Antony Price لا تُعيد فقط إحياء إرث مصمم أسطوري.
شاهدي أيضاً: مجموعة 16Arlington في أسبوع لندن للموضة خريف 2024
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
