شهدت الإمارات في الآونة الأخيرة، بروز جيل جديد من النساء اللائي تمكن من إعادة تشكيل المشهد الرياضي، فمن تسلّق الجبال إلى سباقات الدراجات، ومن إتقان الباركور إلى التألق في الألعاب البارالمبية، برهنت «بنت الإمارات» على أن حدود اللياقة لا وجود لها.
هذه النساء يقدن حراكاً متصاعداً يجعل من الرياضة جزءاً أصيلاً من الحياة اليومية، ووسيلة للتعبير عن الذات واكتساب القوة، فبالنسبة لهن، الرياضة ليست مجرد وسيلة لتحسين اللياقة البدنية، بل طريق لبناء الثقة بالنفس، وتعزيز الشخصية، وتحقيق توازن صحي في الحياة.
وتزامن تحدي دبي للياقة هذا العام مع «عام المجتمع» في الإمارات، ليحتفي بقصص هؤلاء النسوة ويوسّع مساحة حضورهن، مجسداً رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي قال: «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع، وتحقق المكان اللائق بها».
ومن بين هذه النماذج الملهمة، أصبحت نايلة البلوشي في مايو 2022 أول إماراتية تتسلق قمة جبل إيفرست، مؤمنة بأن إنجازها قادر على تحفيز النساء في الإمارات والمنطقة لملاحقة أحلامهن وبلوغ قممهن الخاصة. وقد خاطبتهن في مقابلة صحفية سابقة بقولها: «عليكِ أن تكوني واثقة بأن الحلم حلمكِ أنتِ، وأنكِ ستحققينه».
واختارت أمل مراد أن تسلك طريقاً مختلفاً، لتصبح أول مدربة إماراتية لرياضة الباركور، وهي رياضة تجمع بين الجري والتسلّق والقفز لتجاوز العوائق بثقة وانسيابية، وتُعد الباركور أسلوباً فريداً للحركة يبني القوة والمرونة والتوازن، ويحوّل المساحات اليومية إلى فرص للتحدي والتعبير عن الذات، وعندما سُئلت أمل في مقابلة سابقة عن نصيحتها للشابات الإماراتيات، قالت: «إذا كنتِ تحبين شيئاً، مارسيه لتطوري نفسكِ، لا لإثبات شيء للآخرين، وإذا واجهتِ العقبات، خذي وقتكِ لفهمها ومحاولة تجاوزها».
وعلى طرق دبي المفتوحة، تواصل المتسابقة المحترفة صفية الصايغ كسر الحواجز بطريقتها الخاصة، بعدما أصبحت أول إماراتية تتأهل لمنافسات الدراجات الهوائية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، باريس 2024، حيث جاء هذا الإنجاز نتيجة مسيرة حافلة بالعزيمة والالتزام، تعكس التطور الكبير في منظومة الرياضة النسائية في دولة الإمارات، والدعم المستمر الذي تحظى به اللاعبات الرياضيات من مختلف الفئات.
وتواصل سارة السناني أول إماراتية تحصد ميدالية بارالمبية صيفية، إلهام العالم كواحدة من أصحاب الهمم اللواتي صنعن التاريخ، فقد دوّنت اسمها في سجلات الرياضة الإماراتية خلال أولمبياد ريو 2016 بفوزها بالميدالية البرونزية في مسابقة دفع الجلة لفئة F33، ولا تزال عزيمتها وإصرارها مصدر إلهامٍ للرياضيين الطموحين من أصحاب الهمم.
وتُظهر هذه القصص كيف أصبحت المرأة الإماراتية اليوم شريكاً أساسياً في مسيرة الحركة والعافية، تقودها العزيمة والإصرار على المشاركة وصناعة التغيير، ومع ترسيخ دبي لمكانتها كوجهة عالمية للنشاط والصحة والعافية، تواصل مبادرات مثل تحدي دبي للياقة تمكين النساء وإبراز دورهن الريادي في بناء مجتمع أكثر وعياً، حيث لا يشاركن فحسب، بل يقدن التغيير بإصرار وإرادة تُلهم الأجيال المقبلة.
ويرسّخ تحدي دبي للياقة هذا التوجه من خلال فعالياته الشاملة مثل تحدي دبي للدراجات الهوائية برعاية دي بي ورلد، وتحدي دبي للجري برعاية ماي دبي، وتحدي دبي للتجديف برعاية هيئة الطرق والمواصلات، ودبي يوغا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
