عبد الله عبد الرحمن
* سهلٌ أن نسارع الزمن -قبل الزحمة- بانتقاد لاعبٍ مواطنٍ في المنتخب أخطأ أو بتجريح مدافع مقيم زلّت قدمه أمام المرمى أو بتقريع نجمٍ لامع في خط الوسط أسُقِطَ في يده رُغماً عنه.. أو بالتشنيع على حارس مرمى هفا مرة أو سها أخرى رغم استبساله المستميت برجليه وبيديه.. نعم نسابق الوقت لنقسوعليهم، كي يقال بأننا مقهورون غيورون.
* ويسيرٌ أن يتحرى الرجل البحث عن أناس يشاركونه الرأي كي يتفقوا معه بأننا فاشلون في كل شيء في الرياضة، هكذا بإطلاق (اختيارات قائمة الأبيض ليست موفقة.. تشكيلة المدرب -دوماً- عقيمة.. طريقة اللعب غير مجدية.. روح الفريق منعدمة.. النتائج غير مرضية.. منظومة الأبيض برمتها بدون استثناء قاصرة)، وأننا عن النجاح بعيدون وباللحاق بركب الرياضية العالمية حالمون واهمون! وبالتالي يظن المُشنع أن انتصاره لرأيه ونقده كل شيء حوله، واجب وطني سيعيد لكرة الإمارات سابق مجدها وسالف عزها.
* وهيّن على أي مشجع أن يكتب في وسائل التواصل، كي ينال استحسان أقرانه وتصفيق ندمائه، منتقداً سياسات الاتحاد القديمة والجديدة والخاصة بشأن المقيم وعدم جدواه، ورافعاً عقيرته، في كل شِعبٍ ووادٍ، بإقالة المدربين وتحميل اللاعبين والإداريين مسؤولية هزائم المباريات وخروجنا من التصفيات.
* وبسيطٌ أن نلح بإقالة مدرب بحجة أنه لا يجيد التعامل مع اللاعبين، وآخر لأنه استبعد نجوماً، وغيره لأنه زاد في الحمل التدريبي وصرخ في وجوه اللاعبين في غرفة الملابس ومدرب لأنه مواطن «ومحظوظ بلاعبيه»، وآخر لأنه «مدرب أندية». كل ذلك حتى نرضي نقمة الشارع الغاضبة وتذهب سياسات البناء والصبر -على الأبيض- إلى غير رجعة.
* ولكن من الصعب أن يتحلى المشجع بحسن الظن والصبر والمصابرة على لاعبي منتخبه، بالتشديد على الإيجابيات وتعزيزها والانتقاد الهادف بعيداً عن أي قصور والتوجيه للأفضل بعيداً عن الشخصنة والتجريح.
* وعسيرٌ على المرء منا، رغم الصدمات والانتكاسات، أن يحفز ويشجع ويسافر ويتطوع مع الاتحاد والجهات الرسمية ليكون مع المنتخب الوطني في أحلك الظروف حتى يراه منتصراً، وحتى مع الخسارة وهو مكلوم ومقهور، لا يرمي المنديل ويستمر في مسيرة الدعم لأجل الوطن الغالي.. ويحدوه الأمل يوماً ما أن يرى ما يسره من منتخب بلاد.
* وشاقٌ وشديد على النفس لملمة الجراح والعض على الألم القاسي والتحلي بالتفاؤل والتمسك بالأمل مهما كان ضئيلاً.. وأن نرى المحلل والكاتب والمذيع والمراسل والإعلامي والمعلق، كلهم، متمسكين بأهداب النجاح، حتى يظهروا كل ما هو جميل عن وطنهم متمثلاً بمنتخب بلدهم.
* ومرهقٌ ومتعب أن نصبر على المجموعة التي معنا والمنظومة التي نعمل فيها ومعها حتى نحقق الأهداف تدريجياً واحداً تلو الآخر.
همستان:
مهما قيل عن كرة القدم إنها لعبة أخطاء وفيها حسابات الفوز والخسارة، تبقى قاسية ومؤلمة جداً عندما تدير ظهرها عنك.
للتذكير: تصفيات كأس العالم لم تبدأ بالملحقين، بدأت بعشر مباريات ذهاباً وإياباً - وللحديث صلة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
