حكمت محكمة فدرالية في لوس أنجليس بالسجن لمدة 30 شهرًا على الدكتور سالفادور بلاسنسيا، الطبيب الذي زوّد نجم مسلسل "Friends" ماثيو بيري - Matthew Perry بالكيتامين، في أول عقوبة تصدر في قضية وفاة الممثل بسبب الجرعة الزائدة. وتعد هذه القضية جزءًا من تحقيق اتحادي طويل امتد على سنوات حول كيفية حصول بيري على العقار من خلال شبكة غير رسمية في هوليوود.

تفاصيل الجرائم الموجهة لطبيب ماثيو بيري Matthew Perry

اعترف بلاسنسيا خلال الصيف الماضي بتوزيع الكيتامين على الممثل، حيث تركزت التهم على أربع حالات لتوزيع المخدر، على الرغم من أن الحد الأقصى للعقوبة قد يصل إلى 40 سنة. وأشار المدعون إلى أنه استغل إدمان بيري للحصول على مكاسب مالية، موضحين أن الجرعات أُعطيت له في المنزل ومواقف سيارات، بالإضافة لتدريب مساعده على استخدام المخدر.

ردود أفعال العائلة في المحكمة

تقدمت والدة ماثيو بيري، سوزان موريسون، ووالده بالتبني كيث موريسون، برسائل مؤثرة أمام المحكمة قبل صدور الحكم. وصفوا فقدان ابنهم بأنه محطّم، مشيرين إلى سنوات طويلة من الدعم والمحاولات لمساعدته على التعافي من الإدمان، ثم تدخل "المستغلين الجشعين" الذي أفسد جهودهم. واعتبرت العائلة بلاسنسيا "الأكثر مسؤولية" لما حدث، لكونه انتهك قسمه الطبي وشارك بشكل متكرر في تزويد ابنهم بالمخدر.

اعتذار الطبيب وندمه

تحدث بلاسنسيا أمام المحكمة وأبدى ندمه على دوره في وفاة بيري، مفسّرًا أن رغبته في المكسب المالي دفعتَه لتجاهل علامات الإدمان لدى الممثل. وقال إن ذلك أدى إلى فقدانه لمهنته وإغلاق عيادته الطبية، مؤكدًا رغبته في تربية ابنه البالغ عامين بطريقة صحيحة، معبرًا عن أسفه العميق للعائلة.

العقوبة المالية والحبس الفيدرالي

بالإضافة إلى العقوبة السجنية، فرض القاضي شيريلين بيس غارنيت على بلاسنسيا غرامة مالية قدرها 5,600 دولار. وتم احتجازه فوريًا بعد صدور الحكم. أما باقي المتهمين الأربعة في القضية، بما في ذلك طبيب آخر ومساعد بيري والشخصان اللذان زوداه بالجرعة القاتلة، فقد أقروا بالذنب ومن المتوقع صدور أحكامهم خلال الأشهر المقبلة.

كيف أثر الإدمان على حياة بيري المهنية والشخصية

واجه ماثيو بيري صعوبات طويلة مع الاكتئاب والإدمان رغم نجاحه المهني، حيث كان يتلقى جرعات الكيتامين بوصفة طبية لتخفيف أعراض الاكتئاب، لكنه بدأ يطلب جرعات أكبر من الطبيب، ما دفعه للتواصل مع شبكة غير رسمية لتزويده بالمخدر. وأظهرت وثائق المحكمة أن بلاسنسيا قام بحقن الممثل في منزله وأماكن عامة، مثل موقف سيارات في لونغ بيتش، وبيع مساعده زجاجات إضافية للاستخدام المنزلي.

قضية "الكيتامين" في هوليوود

أظهرت القضية الانتهاكات الأخلاقية المحتملة في مجال الرعاية الطبية، حيث أصبح بلاسنسيا أول شخص يُحاكم في سلسلة متهمين تورطوا في وفاة الممثل. وكشفت الوثائق عن شبكة توزيع تشمل امرأة وصفتها السلطات بـ"ملكة الكيتامين"، التي كانت تزود بيري ومساعديه بكميات كبيرة من المخدر من منزلها في لوس أنجلوس.

تأثير القضية على المجتمع والفهم القانوني

أثارت وفاة ماثيو بيري من جديد النقاش حول مسؤولية الأطباء وتبعات تزويد المرضى بالمخدرات المسببة للإدمان. وأكدت المحكمة على ضرورة مساءلة المزودين عن أفعالهم، حتى وإن لم يكونوا المسبب المباشر للوفاة، معتبرة أن تزويد الممثل بالمخدرات ساهم بشكل واضح في نهاية مأساوية لحياته.

ختمت المحكمة الجلسة بتأكيد أهمية حماية المرضى من الاستغلال، بينما عبرت والدة بلاسنسيا عن أسفها الشديد للعائلة، معتبرة أن المأساة تركت أثرًا عميقًا على جميع الأطراف، لا سيما أن قضية ماثيو بيري أصبحت رمزًا للتحذير من المخاطر القانونية والأخلاقية المتعلقة بتوزيع المخدرات على المرضى المعرضين للإدمان.