انطلقت فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025 وسط أجواء احتفالية عكست تطور المهرجان وقدرته المتزايدة على استقطاب أبرز الأسماء في السينما من العالم العربي والعالم. ومع اللحظة الأولى لوصول النجمات، تحولت السجادة الحمراء إلى عرض حي للموضة، حيث حرصت كل نجمة على تقديم رؤية مختلفة تجمع بين التميز والذوق الرفيع.

وتنوعت الاختيارات هذا العام بين الألوان الجريئة والتفاصيل اللامعة والتصاميم ذات الطابع الفني، مما جعل الافتتاح محطة لافتة في مشهد الموضة الإقليمي.

ياسمين صبري بإطلالة أحمر متوهج

اختارت ياسمين صبري فستانًا أحمر مستوحى من خطوط الطبيعة، تميز بتطريز دقيق يوحي بحركة الزهور على القماش. التصميم بدون أكتاف كان أكثر ما لفت الأنظار، إذ منحها مظهرًا أنثويًا متناغمًا مع حركتها على السجادة الحمراء. اعتمدت مكياجًا بلمسات دافئة أبرزت إشراقة وجهها، مع ألوان شفاه ناعمة ورموش كثيفة، مما أظهر توازنًا بين قوة اللون وجمالية المظهر. وعلى الرغم من إعجاب الجمهور بالإطلالة، أثار التصميم نقاشًا حول تشابه اختياراتها بين المواسم.

مرام علي بإطلالة سوداء راقية

ظهرت مرام علي بفستان أسود طويل يحمل طابعًا ملكيًا، مزودًا بتطريزات فضية دقيقة توزعت بشكل هندسي منحته لمعانًا جذابًا تحت الأضواء. التصميم اعتمد على خصر محدد وتفاصيل انسيابية تمنح الحركة سلاسة وأناقة. أما شعرها فجاء بتسريحة ويفي ناعمة مع رفع بسيط عند مقدمة الرأس لإبراز ملامحها، فيما اتجه مكياجها نحو الألوان الهادئة التي انسجمت بانسيابية مع الفستان. هذه الإطلالة حصدت إشادة واسعة بفضل بساطتها المترفة.

مي عمر بفستان فضي على هيئة المرميد

تألقت مي عمر بفستان فضي لامع مصمم بأسلوب المرميد، إذ ينساب حول الجسم حتى الركبتين قبل أن يتسع بتدرج أنيق. اللمعة المعدنية منحت الإطلالة بريقًا يجذب العين، بينما جاءت التسريحة منسدلة بخصلات ناعمة تؤطر الوجه دون مبالغة. مكياجها اعتمد على الألوان الهادئة مع إبراز بسيط للخدود والعينين، لكن التغيير الذي لاحظه الجمهور في منطقة الفك أثار موجة تعليقات حول ما إذا كان سببه تعديلات تجميلية أو تقنيات كونتور احترافية، ما أضفى عنصر نقاش على ظهورها.

جولييت بينوش وتجربة تصميم غير مألوفة

قدمت النجمة الفرنسية جولييت بينوش واحدة من أكثر الإطلالات إثارة للفضول، إذ ارتدت فستانًا أسود بتفاصيل فنية غير تقليدية، اعتمد على قصات حادة وتداخلات قماشية مبتكرة. أضافت قفازات جلدية طويلة لمسة درامية عززت الطابع المسرحي للإطلالة. وعلى الرغم من غرابة التصميم، حظيت جولييت بتفاعل إيجابي من الجمهور بفضل جرأتها وثقتها في اختيارها، كما اعتبر كثيرون ظهورها امتدادًا لشخصيتها الفنية المتجددة.

إيشواريا راي ورقي الأبيض والأسود

أما النجمة العالمية إيشواريا راي فظهرت في واحدة من أرقى الإطلالات خلال الافتتاح، حيث اختارت فستانًا يجمع بين اللونين الأبيض والأسود في تصميم مفعم بالتناقضات الأنيقة. تداخل الألوان جاء بأسلوب هندسي يبرز جمال القوام، فيما أضافت طبقات خفيفة من القماش حركة ناعمة مع كل خطوة. اعتمدت تسريحة شعر منسدلة ومكياجًا دقيقًا يقوم على إبراز العينين مع شفاه بلون هادئ، ما منحها مظهرًا فاتنًا جمع بين البساطة والفخامة.

رزان جمال بإطلالة فضية عصرية

قدمت رزان جمال واحدة من أجمل الإطلالات هذا العام بفستان فضي بتصميم المرميد، تميز بقصة ناعمة تلتف حول الجسم قبل أن تتسع بطريقة انسيابية في الجزء السفلي. اختيارها لشعر مرفوع كشف عن ملامحها بوضوح ومنحها مظهرًا أنيقًا يليق بالطابع الرسمي للحدث. مكياجها جاء خفيفًا ومتوازنًا، مع ظلال هادئة ولمسات لامعة خفيفة على الجفون والخدود. كما أضافت المجوهرات الراقية لمسة نهائية جعلت الإطلالة واحدة من أبرز ما شهدته السجادة الحمراء.

تنوع لافت بين إطلالات النجمات العربيات والعالميات

حملت السجادة الحمراء هذا العام تنوعًا كبيرًا في اتجاهات الموضة، حيث برزت الفساتين اللامعة والتصاميم ذات التطريزات المكثفة إلى جانب اختيارات بسيطة تعتمد على خطوط انسيابية وأقمشة خفيفة. هيمنت درجات الأبيض والذهبي والفضي، بينما ظهرت أيضًا ألوان قوية كالأحمر والأزرق الداكن، ما جعل المشهد العام مزيجًا بين الكلاسيكية والحداثة. كما لجأت بعض النجمات إلى قصات جريئة تشمل الشقوق العالية والأقمشة المعدنية، في حين فضلت أخريات الطابع الملكي التقليدي.

الشعر والمكياج يكمّلان الصورة

تنوّعت تسريحات الشعر بشكل ملحوظ بين الإطلالات، بدءًا من الويفي العريض والتسريحات المرفوعة بدقة، وصولًا إلى اللمسات العصرية مثل الضفائر الرفيعة والتسريحات المشدودة. أما المكياج فتنقل بين الأسلوب الطبيعي الذي يعتمد على الألوان الفاتحة، والإطلالات الدرامية التي تركز على العينين بتدرجات قوية. هذه التفاصيل لعبت دورًا محوريًا في إبراز كل فستان وإظهار شخصية كل نجمة.

حضور المهرجان وتأثيره على عالم الموضة

بات مهرجان البحر الأحمر واحدًا من أهم المنصات التي يتابعها عشاق الموضة في المنطقة، حيث يترقب الجمهور والمصممون إطلالات الافتتاح لمعرفة الاتجاهات التي ستقود الموسم. الإطلالات لا تتحول فقط إلى موضوعات للنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تُسهم أيضًا في رفع مكانة المصممين الذين يوقعون هذه التصاميم ويشاركون بها على نطاق عربي وعالمي.

رؤية فنية تتجاوز حدود الأزياء

تميزت دورة 2025 بتقديم إطلالات تحمل بعدًا فنيًا يتجاوز الجمال الظاهري، إذ جاءت بعض التصاميم كأنها جزء من قصة ترويها النجمة من خلال حضورها على السجادة الحمراء. هذا التمازج بين الموضة والرؤية السينمائية أضفى على الحدث طابعًا بصريًا غنيًا، ورسّخ مكانة المهرجان كمساحة تتلاقى فيها الفنون بكل أشكالها، من السينما إلى التصميم إلى الجمال.