تشق لعبة Resident Evil Requiem طريقها نحو إصدارها النهائي، حاملةً معها إضافة جديدة إلى سلسلة الرعب العريقة، في تجربة تبدو وكأنها تدفع السلسلة نحو آفاق أوسع. فالعروض التي كُشف عنها لأسلوب اللعب أظهرت بوضوح كيف تحافظ اللعبة على هوية الرعب التي اشتهرت بها السلسلة، مع جرأة واضحة في رسم مسار مختلف عبر حكاية غريس آشكروفت، ما يجعلها مرشحة لتكون من أبرز إصدارات عام 2026.
ومع ذلك، لم يتوقف فضول المعجبين عن التساؤل حول ما إذا كانت السلسلة ستواصل عادتها في إعادة الوجوه المألوفة من الأجزاء السابقة. فليون بدا غائبًا تمامًا عن المواد الترويجية، لكن ذلك لم يمنعنا من البحث في الاحتمالات التي قد تفتح الباب أمام ظهوره.
ومع تأكيد المطورين مؤخراً أن شخصيات من أجزاء سابقة ستكون قابلة للعب في Requiemورغم التحذير من المبالغة في التوقعات الذي تجاهله الجمهور باعتباره مناورة ذكية، يبدو الوقت مناسباً لاستكشاف الدور المحتمل لليون، والدور الجديد الذي قد يتولاه إلى جانب بطلة السلسلة الجديدة.
ما هي العلاقة المحتملة بين ليون وغريس؟
نبدأ مع غريس، المحللة في مكتب التحقيقات الفيدرالي، والمكلفة الآن بالتحقيق في اختفاء والدتها أليسا داخل فندق رينوود، في الفترة التي كان فيها ليون نجم السلسلة الأول. ومع انشغال كل من أليسا وليون بالتحقيق في أنشطة شركة أمبريلا المشبوهة ودورها في أحداث اللعبة، فمن المحتمل أن يكونا قد التقيا ولو بشكل عابر خلال تحقيقاتهما.
ومع وقوع أحداث قصة غريس بعد ثمانية أعوام، وانضمام ليون إلى STRATCOM وخوضه سلسلة طويلة من المغامرات عبر تاريخ السلسلة، فمن غير المستبعد أنه علم بعودة غريس إلى رينوود، وأن فضوله دفعه للبحث في لغز اختفاء أليسا.
وفي هذه المرحلة، يمكن القول بثقة إن وجود ليون في Requiem احتمال قوي. فهو الشخصية المثالية لربط الماضي بالحاضر، ومعرفته بمدينة راكون قديمًا وحديثًا تمنحه القدرة على توجيه غريس نحو الطريق الصحيح، مما يجعله عنصرًا محوريًا في السرد إذا اختار أن يكون رفيقًا للبطلة الجديدة التي تبدو في أمسّ الحاجة إلى الدعم في بداية رحلتها.
طبيعتها المتعثرة وقلة ثقتها بنفسها لن تساعداها كثيرًا دون وجود من يرشدها، ومن أفضل لذلك من متخصص عالي التدريب وضابط شرطة سابق قد يكون عرف والدتها. صحيح أن غريس تلقت تدريبًا قتاليًا أساسيًا بصفتها ممثلة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، لكن ليون تلقى تدريبات من جهات متعددة، وأصبح مقاتلًا مخضرمًا لا يُستهان به. ولا يوجد شخص أكثر أهلية منه ليكون معلمًا ميدانيًا. لكن قدرته على توجيه غريس ليست السبب الوحيد الذي يجعلنا نعتقد أنه سيكون حاضرًا في Requiem.

حضور قوي ومطمئن
نعم، يمكن لليون أن يكون جسراً سردياً رائعاً، وطريقة مثالية لشرح السنوات الثماني التي تلت اختفاء أليسا، مع تقديم معلومات مهمة وخيوط محتملة تساعد غريس في تحقيقها. لكن الأمر يتجاوز ذلك بكثير.
فنحن نعلم مسبقاً أن أسلوب اللعب سيُبرز تطور شخصية غريس، من محللة خجولة إلى امرأة مستعدة لفعل أي شيء لكشف حقيقة اختفاء والدتها. وهنا يأتي دور ليون، فمهاراته التحقيقية وقدرته القتالية قد تجعله إضافة محورية في الساعات الأولى من اللعبة، حيث يؤدي دور الشخصية التعليمية التي تُرشد غريس إلى كيفية التعامل مع أخطار تحقيقها الجديد.
وفي الحقيقة، فإن العرض القصصي الذي شاهدناه مطلع هذا العام يوحي بأنه ربما لعب دوراً مشابهاً مع أليسا في الماضي، إذ قدّم لها معلومات ونصائح حول شركة أمبريلا، بينما كانت هي تمده بالمعلومات في المقابل. وهذا يفتح الباب أمام علاقة عمل يمكن للقصة أن تبني عليها، لتزويد غريس بخيوط جديدة في الحاضر، وفي الوقت نفسه منح شخصية أليسا عمقاً أكبر لدى اللاعب.
ولعلك لاحظت تكرار ذكر أليسا في هذا القسم، وهذا ليس مصادفة. فإذا كنت تتابعنا منذ فترة، فستتذكر أن إحدى نظرياتنا حول عرض أسلوب اللعب كانت تشير إلى أنها قد تكون بالفعل العدو الملاحق في Requiem، ذلك الكيان الذي يرهب غريس في بداية اللعبة.
ليون يبدو خياراً منطقياً وعملياً كشخص قادر على المساعدة، وربما حتى على تعليم غريس الحركات التي ستحتاجها حتماً للهرب من الملاحق، أيًا كان هويته. وقد ذكرنا سابقاً السبب المحتمل لغياب ليون، وهو أن القصة أخذته في اتجاه مختلف لم يكن من اختياره بالكامل.
هذا المسار منحه خبرة قتالية واسعة، إضافة إلى معرفة عميقة بالأسلحة البيولوجية وكيفية مواجهة تهديداتها. إنها فرصة ذهبية لا ينبغي تفويتها، ومن غير المرجح أن يتجاهلها المطور، خاصة وأن وجود ليون يمثل كنزًا سردياً حقيقياً. بل يمكن القول إن الاستوديو قد يتعمد الغموض للحفاظ على مستوى الحماس المرتفع للعبة مع اقتراب موعد إصدارها النهائي.

المسرح المثالي لعودةٍ مرتقبةٍ
لننتقل الآن إلى كل ما شاهدناه من Requiem لإضفاء بعض المصداقية على تلك النظرية. فالعرض الترويجي الأول للعبة، الذي ظهر في يونيو من هذا العام، قدّم لقطة بارزة لمبنى قسم شرطة مدينة راكون وهو في حالة خراب. لكننا نعلم أن اللعبة ستقضي وقتًا طويلًا في فندق رينوود، وربما في مناطق أخرى تبعاً لمسار تحقيق غريس.
وإذا كانت مدينة راكون جزءاً من خط سير الأحداث، فإن تلك اللقطة البعيدة تُعد إشارة ساخرة وواضحة إلى ليون والمغامرة التي بدأت معها رحلته كشخصية محورية في السلسلة. وهناك أيضًا المكالمة الهاتفية الغامضة التي تتلقاها أليسا في مشهد الفلاش باك. ونكاد نجزم بأن ليون أو أحد معاونيه هو من كان على الطرف الآخر، محذراً إياها من أنها أصبحت مكشوفة وعليها محاولة الهرب، بالنظر إلى ما آلت إليه الأمور في ذلك المشهد. كما أن المسدس الذي تُخرجه أليسا من حقيبتها يُعد مؤشراً آخر، إذ يشبه إلى حد كبير المسدسات التي استخدمها ليون في الأجزاء السابقة.
لكن كل ذلك أصبح الآن من الماضي، رغم أنه يستحق الذكر لتهيئة السياق قبل التأكيد الأخير بأن اللعبة ستضم بالفعل شخصيات من أجزاء سابقة. هذا ما منحنا فرصة للانغماس في بعض الأمنيات التي تحولت إلى فكرة واضحة: ماذا لو لم يكن ليون وحده هو العائد إلى الساحة؟
فنحن نعلم أن ليون وكريس قد التقيا، وأن لديه تاريخاً طويلاً مع كلير وجيل فالنتاين. وهناك أيضاً آدا وونغ التي لا يمكن تجاهلها. فكل واحدة من هذه الشخصيات تمتلك حضوراً أيقونياً خاصاً، وكانت بطلة في عناوينها السابقة، ولديها خلفيات قصصية غنية يمكن لأي منها أن تشكل محورًا سرديًا مهمًا في Requiem إذا دعت الحاجة.
كما أن هناك احتمالاً كبيراً بأن ليون كان يحقق في اختفاء أليسا، وربما واجه سوء حظ خلال ذلك. وفي هذه الحالة، قد يكون الوقت قد حان لغريس كي تتقدم وتصبح البطلة التي تحتاجها القصة للعودة إلى قلب الأحداث، وتثبت وجودها إذا قرر ليون الابتعاد قليلًا عن الواجهة.

شخصية محبوبة لدى الجماهير
نعلم جيداً أننا لسنا الوحيدين الذين يتمنون رؤية ليون مجدداً وعودته لمرافقتنا في مغامرة جديدة من Resident Evil. ومع تحقيق Requiem أرقاماً قوية في قوائم الأمنيات على Steamوازدياد حماس اللاعبين المتشوقين للعودة إلى عالم السلسلة، فقد تكون هذه اللعبة المسرح المثالي لعودة ليون إس. كينيدي المنتظرة.
فمغامرات الشخصية المتعددة تشكل فرصةً ذهبيةً لتقديم نسخةٍ أكثر نضجاً وخبرةً منه، حضوراً يحمل ثقلًا سردياً ومعرفةً دقيقةً بخيوط القصة القديمة، إضافةً إلى منظورٍ فريدٍ اكتسبه من خلفيته في إنفاذ القانون وتدريبه كعميلٍ مخصصٍ لمواجهة أمبريلا.
ورغم أن ظهوره في Requiem قد يكون واحداً من أكبر الخدع السردية في تاريخ الألعاب، أو أحد أكثر الأسرار المكشوفة في هذا الجيل، لا يمكن إنكار أنه سيكون مناسباً تماماً للإطار القصصي الذي تبنيه اللعبة. كما أن إمكانية اللعب به ستكون عودةً جميلةً إلى أمجاد السلسلة الأولى.
ومع أن الأشهر القليلة المقبلة قد تؤكد نظريتنا أو تنفيها تماماً، سنظل نتمسك بالأمل معكم جميعاً، ننتظر بترقبٍ شديدٍ لمعرفة ما إذا كانت إحدى ركائز Resident Evil ستعود لتكون جزءاً من فصلٍ جديدٍ يبدو مستعداً بالفعل لدفع السلسلة نحو المستقبل.
كاتب
أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
