اقتصاد / صحيفة الخليج

الفضة والنحاس يخطفان الأضواء من الذهب مع اقتراب 2026

موجة شراء قوية على الفضة في بورصة «كوميكس» 
تتجه أنظار المستثمرين في أسواق السلع نحو الفضة والنحاس بوصفهما المعدنين الأكثر سخونة مع اقتراب عام 2026، بعدما تراجع بريق الذهب مؤقتاً لصالح موجة صعود قوية يقودها مستثمرون وأفراد يراهنون على تسجيل مستويات قياسية جديدة.
وحققت الفضة هذا العام قفزة حادة، إذ تضاعف سعرها تقريباً، مع تسجيل معظم المكاسب خلال الشهرين الماضيين، مدفوعة بأزمة عرض تاريخية في سوق لندن المرجعية، إلى جانب طفرة الطلب من الهند وصناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالفضة. ورغم أن حدة هذه الأزمة خفّت نسبياً في الأسابيع الأخيرة مع تدفق كميات إضافية إلى خزائن لندن، فإن أسواقاً أخرى لا تزال تعاني نقصاً واضحاً في الإمدادات، حيث هبطت المخزونات الصينية إلى أدنى مستوياتها منذ عشر سنوات.
وقال إد مير، المحلل لدى مجموعة «ماركيس»، إن موجة الصعود الحالية في الفضة تتسم بدرجة مرتفعة من التذبذب، مضيفاً: «إذا نظرت إلى الرسم البياني، ستلاحظ تحركاً صعودياً شبه عمودي، أشد حدة من موجات الارتفاع السابقة. كما أن عمليات الشراء باتت أكثر تركّزاً وفي فترة زمنية أقصر بكثير».
وبحسب البيانات، تفوقت الفضة على الذهب في الأداء خلال الفترة الأخيرة. فمنذ أن سجّل الذهب مستوى قياسياً في 20 أكتوبر، تحركت أسعاره في نطاق عرضي، في حين تجاوزت الفضة 11% لتسجل مستوى قياسياً جديداً، كما صعد النحاس بنحو 9%.
وفي مؤشر إضافي على تصاعد شهية المخاطرة، ارتفع التذبذب الضمني لعقود الخيارات على صندوق «iShares Silver Trust» أكبر صندوق متداول يتتبع الفضة، إلى أعلى مستوى له منذ أوائل عام 2021، وهي الفترة التي شهدت اجتذاب مضاربي أسهم الميم. كما تدفقت نحو مليار دولار إلى الصندوق خلال أسبوع واحد فقط، متجاوزة التدفقات إلى أكبر صندوق للذهب، ما وفر دعماً إضافياً لأسعار الفضة الفورية.

صناديق الفضة

يرى تريفور ييتس، كبير محللي الاستثمار في «غلوبال إكس»، أن المستثمرين الغربيين، الذين كانوا يعانون نقصاً كبيراً في تخصيصاتهم للمعادن النفيسة، اتجهوا بقوة إلى صناديق الفضة في الأشهر الأخيرة، متوقعاً أن يستمر هذا المسار مع عودة التخصيص إلى مستوياته الطبيعية.
كما شهدت عقود الخيارات على الفضة في بورصة «كوميكس» الأمريكية موجة شراء قوية، مدفوعة بالطلب على التحوط من التقلبات الحادة، وبخاصة في حال استمرار الارتفاعات. وأظهرت بيانات مجموعة «سي إم أي» أن متوسط حجم التداول على العقود المصغّرة للفضة خلال خمسة أيام بلغ مستويات لم تُسجل إلا مرة واحدة فقط في منتصف أكتوبر.

حالة الهوس

من أبرز مظاهر حالة الهوس في السوق ما يُعرف بخيارات «تذاكر اليانصيب»، إذ جرى تداول أكثر من 5 آلاف عقد من فروق خيارات الشراء على الفضة لشهر فبراير عند مستويي 80 و85 دولاراً للأونصة، بما يعادل 25 مليون أونصة، خلال يومي الأربعاء والخميس، في رهان على انطلاقة صعودية حادة مع بداية العام الجديد.
وفي هذا السياق، قال إد مير إن تحديد سقف الارتفاع في الفضة بات أمراً بالغ الصعوبة، مضيفاً: «عندما يخترق السعر الرسوم البيانية بهذه الطريقة، تختفي مستويات المقاومة التقليدية. قد يكون المستوى التالي 85 دولاراً، وربما 60 دولاراً».
أما النحاس، فرغم أن طابعه المالي أقل مقارنة بالفضة، فإن الطلب المتنامي على الكهرباء لتغذية مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي ومشاريع النظيفة يدفع العديد من الاستراتيجيين إلى التنبؤ بعجز في المعروض خلال السنوات المقبلة.

ارتفاع النحاس

خلال الأسبوع الماضي، ارتفع النحاس إلى مستوى قياسي تجاوز 11.600 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، فيما قفز التذبذب على عقود مارس في بورصة نيويورك بأكثر من أربع نقاط، مع تركز أكبر عدد من المراكز المفتوحة في خيارات الشراء فوق السعر الحالي.
وأكدت شياويو تشو، المتداولة في شركة «ستون إكس فاينانشالز»، أن الهبوط المحتمل في أسعار النحاس سيظل محدوداً، في ظل الأسس القوية طويلة الأجل التي تدعم المعدن، مشيرة إلى أن العوامل الهيكلية في السوق لا تزال تميل بوضوح لصالح الاتجاه الصعودي.
وأوضحت تشو أن قيود المعروض الناتجة عن اضطرابات في عدد من المناجم الكبرى تأتي في وقت يشهد فيه الطلب ارتفاعاً متسارعاً مدفوعاً بعمليات التحول نحو الكهرباء، والانتقال العالمي إلى الطاقة النظيفة، وهو ما يعزز من قوة الأساسيات الداعمة لأسعار النحاس.
ورغم أن وتيرة تدفقات النحاس إلى الولايات المتحدة تباطأت في أواخر يوليو الماضي، بعد أن فاجأ الرئيس دونالد ترامب الأسواق باستثناء أنواع النحاس المخصصة للاستخدامات السلعية من الرسوم الجمركية، فإن حركة الشحن عادت لتتسارع في الأسابيع الأخيرة.
يأتي ذلك بعدما تعهد ترامب بإعادة النظر في خطط فرض رسوم على النحاس الأولي اعتباراً من العام المقبل، ما دفع بيوت التجارة العالمية إلى الإسراع مجدداً في شحن كميات إضافية من المعدن إلى السوق الأمريكية. (بلومبيرغ)

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا