اقتصاد / صحيفة الخليج

مركز عالمي للاستثمار الرقمي والذكاء الاصطناعي

أكدت شركة مايكروسوفت أن دولة الإمارات حققت، خلال السنوات الأخيرة، طفرة نوعية في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، لتصبح واحدة من أكثر الدول تقدماً في تبنّي التقنيات الناشئة وتطوير بنيتها التحتية الرقمية.
قال عمرو كامل، مدير عام الشركة ل«الخليج»: إن المؤشرات تظهر أن أكثر من 59.4% من سكان الإمارات في سن العمل يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بفاعلية، متفوقين على نسب الاستخدام في فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وبحسب تقرير ل«آي دي سي»، ستُسهم استثمارات «مايكروسوفت» في مراكز البيانات المحلية في تحقيق إيرادات جديدة تُقدّر بنحو 74.4 مليار دولار للاقتصاد الوطني، خلال السنوات الأربع المقبلة، وخلق نحو 152,530 وظيفة جديدة، من بينها أكثر من 41,800 وظيفة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، ما يجعل الإمارات نموذجاً عالمياً في بناء اقتصاد رقمي مستدام.
وتؤكد هذه المؤشرات مكانة الدولة كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي والابتكار، بفضل استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، واستثماراتها في البنية التحتية الرقمية، ومبادراتها لتأهيل الكفاءات الوطنية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.
الشراكات الحكومية 
قال كامل: إن الشركة عزّزت تعاونها مع حكومات أبوظبي ودبي والشارقة، لتسريع تنفيذ أجندة الدولة للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، ففي أبوظبي، تعاونت دائرة التمكين الحكومي (DGE) مع «مايكروسوفت» و«كور42» (Core42)، لتطبيق بيئة سحابية سيادية تدير أكثر من 11 مليون تفاعل رقمي يومياً، وتطوير الجيل الثالث من منصة «تمّ» (TAMM 3.0)، لتوفير أكثر من 1000 خدمة حكومية عبر مساعد ذكي ثنائي اللغة.
وأضاف أنه في القطاع الصحي، تعمل دائرة الصحة – أبوظبي على تطوير مساعد افتراضي للمرضى يعتمد على الذكاء الاصطناعي، على المستوى الاتحادي، تدعم «مايكروسوفت» هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية (TDRA)، لتطوير الشبكة الرقمية الاتحادية.
أما في دبي، فقد دمجت هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) تقنيات Azure OpenAI في مساعدها الافتراضي «رمّاس». وفي الشارقة، أطلقت الشركة مع دائرة الشارقة الرقمية مبادرة وطنية لتأهيل الكوادر الحكومية بمهارات الذكاء الاصطناعي.
التوسع في الحوسبة 


أوضح كامل أن الشركة تواصل تعزيز حضورها في الدولة، عبر مبادرات هندسية وسحابية متكاملة تتماشى مع رؤيتها الوطنية للتحول الرقمي، ففي عام 2024، أعلنت الشركة توسيع نطاق مركزها العالمي للتطوير الهندسي إلى العاصمة أبوظبي، ليصبح منصة لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، مع التركيز على تنمية الكفاءات الوطنية. وأضاف أن «مايكروسوفت» توسّع كذلك نطاق السحابة السيادية بالشراكة مع شركتي G42 و«خزنة داتا سنترز» لتلبية احتياجات الجهات الحكومية. 
وفي أكتوبر 2025، كشفت الشركة عن استثمار استراتيجي جديد لمعالجة بيانات خدمة Microsoft 365 Copilot داخل الدولة، وستبدأ الخدمة في 2026 من مراكز بيانات دبي وأبوظبي، بما يضمن الامتثال الكامل لأطر الأمن السيبراني الوطنية.
القطاعات الحيوية
أكد كامل أن حلول الذكاء الاصطناعي من «مايكروسوفت»، تُحدث تحولاً نوعياً في قطاعات التعليم والصحة والطاقة، ففي التعليم، تدعم الشركة ومؤسسة ASI في تنفيذ مشروع المعلم الذكي، لتوفير تجربة تعلم شخصية لكل طالب، وفي الرعاية الصحية، تسهم الشركة في تطوير مساعد افتراضي، يسهّل الوصول إلى السجلات الصحية ويحسن تجربة المرضى. أما في ، فقد أطلقت أدنوك منصة ENERGYai لتحسين الكفاءة التشغيلية، بينما طوّرت ديوا مساعدها الافتراضي «رمّاس» بتقنيات Azure OpenAI لتحليل البيانات في الوقت الفعلي.
مراكز البيانات
أشار كامل إلى أن استثمارات الشركة في مراكز البيانات المحلية تشكل ركيزة رئيسية في التحول الرقمي للدولة، إذ تُقدّر إيراداتها الجديدة بنحو 74.4 مليار دولار، خلال أربع سنوات، مع إنفاق محلي يبلغ 5.1 مليار دولار.
وأوضح أن هذه المراكز في دبي وأبوظبي تعزز قدرات الدولة في الذكاء الاصطناعي الآمن والمتوافق مع الأطر التنظيمية، مؤكداً أن «مايكروسوفت» تستثمر أكثر من مليار دولار سنوياً في الأمن السيبراني، وتوظف 3500 خبير أمني لضمان حماية البيانات واستدامة العمليات.
دعم الشركات الناشئة
بيّن كامل أن الشركة تتبنى نهجاً شاملاً، لدعم الابتكار، من خلال شراكات استراتيجية مع الجهات الوطنية، فقد أطلقت مع شركة Presight برنامج Presight AI Startup Accelerator، لدعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوفر عبره إرشاداً فنياً وخطط دخول السوق عبر منصة Microsoft Founders Hub.
كما تتعاون مع مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO) في مبادرات مثل GrowthX Accelerator وHighway to 100 Unicorns، لتمكين رواد الأعمال من التوسع والمنافسة عالمياً.
حماية البيانات
أوضح كامل أن استراتيجية الأمن السيبراني للشركة في الإمارات، تقوم على التعاون الوثيق مع مجلس الأمن السيبراني واتصالات الإمارات لوضع الأطر التنظيمية لحماية البيانات، وتشمل الجهود مبادرتي Secure Future Initiative وWindows Resiliency Initiative، لتعزيز موثوقية المنتجات ومواجهة التهديدات الرقمية.
وأشار إلى أن مؤسسات مثل هيئة أبوظبي للمساءلة تبنّت السحابة السيادية من Azure عبر Core42، بينما تستخدم شركات مثل إنوفا حلول Microsoft Defender وSentinel، لتحقيق استقرار تشغيلي يفوق 99.7%.
الأثر الاقتصادي
رأى كامل أن الأثر الاقتصادي لمبادرات الشركة في الدولة ملموس وتحويلي، فبحسب تحليلات IDC، ستُسهم منظومة السحابة في تحقيق 74.4 مليار دولار من الإيرادات الجديدة، وخلق 152 ألف وظيفة بحلول 2028.
كما تُظهر البيانات أن شركاء «مايكروسوفت» في الإمارات سيحققون 6.29 دولار من الإيرادات، مقابل كل دولار تحققه الشركة في 2025، لترتفع النسبة إلى 7.99 دولار في 2028، ما يعكس الأثر المتنامي للاقتصاد الرقمي المحلي، مؤكداً أن الإمارات تحتل مكانة متقدمة، ضمن الدول الخمس الأولى عالمياً في انتشار الذكاء الاصطناعي، بفضل بنية تحتية رقمية متطورة واستثمار مستمر في التعليم وتنمية المهارات.
اختتم كامل حديثه بالقول: تواصل الإمارات ترسيخ مكانتها الرائدة عالمياً في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، بفضل رؤية قيادتها الطموحة واستراتيجياتها المتقدمة.
15.2 مليار دولار استثمارات حتى 2029
أعلنت شركة مايكروسوفت في الإمارات استثمار ما مجموعه 15.2 مليار دولار، في الفترة بين و2029، لتطوير البنية التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وتعزيز قدرات الدولة الرقمية.
وحتى نهاية عام 2025، تجاوز الإنفاق الفعلي للشركة في الإمارات أكثر من 7.3 مليار دولار، شملت 1.5 مليار دولار استثماراً في شركة G42، وأكثر من 4.6 مليار دولار في النفقات الرأسمالية لمراكز البيانات، وما يزيد على 1.2 مليار دولار في المصاريف التشغيلية المحلية.
من المتوقع أن تصل نفقات «مايكروسوفت» في دولة الإمارات، في الفترة من 2026 إلى 2029، إلى أكثر من 7.9 مليار دولار، منها 5.5 مليار دولار على توسعة البنية التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وما يقارب 2.4 مليار دولار للمصاريف التشغيلية والسلع والخدمات المرتبطة بها.
وضمن إطار دعم المواهب، التزمت الشركة بتدريب مليون شخص في الإمارات، بحلول عام 2027، منهم 120,000 موظف حكومي و175,000 طالب و39,000 معلم، بالتوازي مع حصولها على رُخص تصدير أمريكية لرقائق معالجة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، لاستخدامها في مراكز البيانات المحلية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا