• الفائض التجاري يتجاوز التريليون دولار منذ مطلع العام للمرة الأولى على الإطلاق 

تجاوزت صادرات الصين توقعات السوق بشكل كبير في نوفمبر، حيث سارع المصنعون إلى شحن المخزون على خلفية اتفاق تجاري مع واشنطن، بعد اجتماع بين قادة أكبر اقتصادين في العالم.

أظهرت بيانات الجمارك الصينية يوم الاثنين أن الشحنات الخارجية ارتفعت بنسبة 5.9٪ في نوفمبر بالقيمة الدولارية مقارنة بالعام السابق، متجاوزة توقعات الاقتصاديين بنمو 3.8٪ في استطلاع أجرته رويترز. يمثل هذا النمو انتعاشًا من انخفاض غير متوقع بنسبة 1.1٪ في أكتوبر – وهو أول انكماش منذ مارس 2024.

انتعاش صادرات نوفمبر دفع الفائض التجاري إلى ما يزيد عن تريليون دولار منذ مطلع العام، للمرة الأولى.

ووصل الفائض التجاري لشهر نوفمبر وحده إلى 112 مليار دولار.

• الواردات

لكن نمو الواردات بنسبة 1.9% خالف التوقعات بارتفاعها بنسبة 3%، حيث جددت بكين تعهداتها بتوسيع الواردات والعمل على تحقيق التوازن التجاري وسط انتقادات واسعة النطاق ضد صادراتها القوية.

ارتفعت الواردات بنسبة 1٪ فقط في أكتوبر مقارنة بالعام السابق، حيث استمر انكماش قطاع الإسكان الذي طال أمده وتزايد انعدام الأمن الوظيفي في التأثير على الاستهلاك المحلي.

• هدف النمو

ومن المتوقع أن يجتمع صناع السياسة الصينيون في وقت لاحق من هذا الشهر لحضور مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي السنوي، لمناقشة هدف النمو الاقتصادي وأولويات الميزانية والسياسة للعام المقبل. ولن يتم الإعلان عن الأهداف المحددة رسمياً حتى اجتماع «الدورتين» في مارس/آذار من العام المقبل.

ومن المتوقع أن تبقي بكين هدف النمو لعام 2026 دون تغيير عند «حوالي 5٪»، وفقًا لبنك جولدمان ساكس، الأمر الذي سيتطلب تخفيفًا إضافيًا للسياسة في أوائل العام المقبل لضمان تسارع النمو من قراءة باهتة محتملة في الربع الرابع من عام 2025.

وتتوقع وول ستريت أن ترفع السلطات الصينية سقف العجز المالي المتزايد بمقدار نقطة مئوية واحدة من الناتج المحلي الإجمالي، وأن تخفض أسعار الفائدة بما مجموعه 20 نقطة أساس وتكثف إجراءات التحفيز لكبح جماح تراجع قطاع الإسكان.

• ارتفاع قيمة اليوان

ولا يبدو أن ارتفاع قيمة اليوان في الأسابيع الأخيرة أدى إلى وقف تدفق الصادرات الصينية. وارتفع اليوان في المعاملات الخارجية نحو خمسة بالمئة منذ أبريل نيسان إلى 7.0669 يوان للدولار عند افتتاح السوق يوم الاثنين، وفقا لبيانات بورصة لندن للأوراق المالية.

وقال ويجيان شان، الرئيس التنفيذي لشركة الأسهم الخاصة PAG، في مقال رأي الشهر الماضي، إنه على الرغم من نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي المطرد بنسبة 5% منذ عام 2023، فإن الصين «تحتاج بشكل عاجل إلى الحد من اعتمادها على التصدير والمحور نحو الاستهلاك المحلي لضمان التوسع المستدام».

وأضاف شان أن اليوان الأقوى يمكن أن يعزز مساهمة الاستهلاك في النمو الاقتصادي إلى مستوى 2023 بنسبة 86% من 53% حاليًا، لأنه سيخفض تكاليف الواردات ويعزز القوة الشرائية للأسر.