أزياء / ليالينا

مجموعة Stella McCartney ما قبل خريف 2026: رؤية تجمع بين القوة والرومانسية والعودة إلى الجذور الإبداعية

تأتي مجموعة ستيلا مكارتني Stella McCartney لما قبل خريف 2026 في لحظة فارقة في مسيرة المصممة البريطانية، إذ تعكس حالة من التحرّر الإبداعي والعودة إلى الجذور، ليست مجموعة عابرة أو مجرد مواسم إضافية ضمن أرشيف الدار، بل تبدو وكأنها انعطافة شخصية وجمالية تعيد مكارتني إلى جذورها، وإلى الأساسيات التي شكّلت هويتها منذ بداياتها.

على مدار سنوات طويلة، بنَت ستيلا لغة تصميم خاصة بها ترتكز على الخياطة البريطانية، والأنوثة غير المتكلّفة، والراحة التي تشعر بها المرأة قبل أن تراها في المرآة، وبينما تستند إلى تراث غني، تختار اليوم أن تُعيد صقله بطريقة أكثر هدوءًا وصدقًا ومباشرة.

تفتتح مكارتني هذا الموسم برؤية تقوم على الثنائيات: ذكورية وأنثوية، صلابة ونعومة، انضباط وانسياب، هذه الثنائيات ليست جديدة على أعمالها، لكن ما يميزها في هذه المجموعة هو درجة النضج التي تتعامل بها معها. إنها لا تفرض التناقضات بصوت عالٍ، بل تجعلها تنساب في المشهد كتباين هادئ ومدروس، فيظهر كل تصميم كقطع موزونة تجمع بين قوتين تبدوان متضادتين، ولكنهما هنا تتكاملان.

الخياطة: العمود الفقري الراسخ للمجموعة

  1. تمثل الخياطة، حجر الزاوية في مجموعة ما قبل خريف 2026، فمنذ بداياتها في شارع سافيل رو الشهير بخياطة الرجال، بنت مكارتني سمعتها على قدرتها على ترجمة دقة الخياطة الرجالية إلى لغة أنثوية معاصرة، وفي هذا الموسم، تعود إلى تلك الجذور، لكن بروح أكثر خفّة وبديهية.
  2. تأتي السترات المصممة بقصّات دقيقة، لكنها أخف وزنًا وأكثر مرونة من المواسم السابقة، وكأن المصممة قررت التخلص من أي صلابة زائدة، لتجعل القطعة تنسجم مع حركة الجسد.
  3. نرى التويد الإنجليزي بنسخته المكرّرة المتقنة، مع تفاصيل دقيقة لا تُصرخ، بل تُهمس. تبرز السترات ذات الأحرف الأولى المطرزة بخيط مستوحى من أحذية والدها العتيقة، في لمسة شخصية تعكس علاقة ستيلا العميقة بأسرتها.
  4. أما البدلة الثلاثية المُعاد تصميمها، فتبدو كترجمة واضحة لفلسفة مكارتني: قوة لا تحتاج إلى المبالغة، وأناقة لا تعتمد على الزخرفة. تبتعد البدلة في هذا الموسم عن صرامة الخياطة الكلاسيكية، لتأخذ شكلًا أكثر ليونة، مع بنطال أكثر انسيابية وصدرية نحيفة تعانق الجسد دون تقييده.
  5. وفي الجينز المرقّع، تستحضر مكارتني روح الثمانينيات، تلك الحقبة التي شكّلت جزءًا من ذائقتها البصرية الأولى، الجينز هنا ليس مجرّد قطعة كاجوال، بل رمزًا لأسلوب حياة يعكس التحرّر والتجريب.

يأتي كل تصميم كصفحة من مذكرات المصممة، تروي القصة دون أن تقع في فخ النوستالجيا. إنها تستعيد الذكريات، لكنها لا تعيد إنتاجها، بل تحوّلها إلى جزء من هوية ناضجة وواثقة.

البُعد العائلي: حكايات صغيرة داخل تفاصيل دقيقة

لطالما لعبت العائلة دورًا مهمًا في أعمال ستيلا مكارتني، والدها، والدتها، وشقيقتها شكّلوا حضورًا متكررًا في عالمها الإبداعي، لكن في مجموعة ما قبل خريف 2026، يظهر هذا الحضور بطريقة أكثر شاعرية ونضجًا.

تبدو الرموز العائلية وكأنها إشارات بصرية صغيرة:

  • أحرف مطرّزة تذكّر بأحذية والدها بول مكارتني.
  • خامات محبوكة مستوحاة من ملابس والدتها ليندا في أيامها الريفية.
  • قصّات مرقّعة تذكّر بروح الثقافة البديلة في الثمانينات.

هذه التفاصيل تُرسّخ هوية المصممة، إنها تقول: هذه أنا، وهذه جذوري، وهذه هي الملابس التي أريد أن أراها في خزانتي وفي خزانة النساء اللواتي يفهمن هذا العالم الحميم من التفاصيل.

الرومانسية الجديدة: تمرد أنثوي راقٍ

تتسع المجموعة وتدخل في نطاق جديد يرتبط بالرومانسية، ولكن ليس بالمعنى الكلاسيكي أو الحالم، بل رومانسية حادّة ومتمردة مستوحاة من روح الشباب في أوائل الثمانينات، تظهر هذه اللمسة في عدة عناصر:

  • الأكتاف العريضة المبالغ فيها التي تُعيد صياغة silhouette المرأة بطريقة درامية.
  • الجلود الصناعية التي تقدمها مكارتني دائمًا كبديل أخلاقي ومستدام.
  • التنانير المجمّعة التي تتراقص مع الحركة وتضيف لمسة خفيفة إلى الإطلالات الحادة.

تستطيع مكارتني في هذا الجزء أن تُقدّم خليطًا ذكيًا بين القوة والأنوثة. فرغم الحدة في القصّات، يبقى هناك انسياب ناعم يخفف أي صرامة، ليخلق توازنًا أنيقًا بين طرفين متناقضين.

الروح الريفية: تحية لِليندا مكارتني وعلاقتها بالحيوانات

لطالما أحبّت ستيلا مكارتني الطبيعة والحيوانات، وهذا الامتداد الأخلاقي كان دائمًا جزءًا من فلسفة علامتها، لكن هذا الموسم يقدّم الأمر بطريقة أكثر شاعرية وعاطفية من السابق:

  1. تظهر السترات ّزة بأحصنة راكضة، وكأنها ترسم لوحة من الريف الإنجليزي الهادئ. أما الحقائب الناعمة التي تحمل اسم Appaloosa، فتعكس علاقة المصممة العائلية القديمة بالخيل، هذه الحقائب ليست فقط تصميمًا جديدًا، بل ترجمة حسية لذاكرة شخصية.
  2. تأتي الملابس المحبوكة بوجوه تشبه اللاما، مضيفة لمسة مرحة وحميمية إلى المجموعة. تجمع هذه القطع بين الحرفية اليدوية وبين الطابع الشخصي الذي يشعر به من يرتديها.

هنا تصبح الملابس أكثر من مجرد موضة—إنها سيرة ذاتية مغزولة بخيوط وأقمشة.

الأزياء المسائية: أناقة نحتية وسهولة ارتداء

من أهم نقاط القوة في أعمال ستيلا مكارتني هي قدرتها على تصميم ملابس مسائية تجمع بين الدراما والراحة، وفي هذا الموسم، تصل هذه الفلسفة إلى ذروتها.

  • يظهر مشد الدانتيل المصمم للراحة كترجمة واضحة لهذه الفكرة.
  • فهو يمتلك تأثيرًا بصريًا قويًا يراعي خطوط الجسد، لكنه لا يشكل ثقلًا أو إحساسًا بالصلابة.
  • إنه مشد حديث، يقدّم دعمًا رمزيًا أكثر من كونه هيكلًا قاسيًا.
  • تأتي فساتين السهرة بأقمشة تنساب كالحرير، مع قصّات تعانق الجسد بطبيعية.
  • ورغم بساطتها الظاهرة، تحمل هذه الفساتين تعقيدًا تقنيًا يجعلها تبدو كأنها منحوتة بخفة.

إنها فساتين لا تُظهر المرأة فقط، بل تُظهر ثقتها بنفسها.

الهوية المتعددة للعلامة: رئيسة، رومانسية، متمردة، ريفية، وعملية

تستطيع مكارتني أن تجمع بين عدة شخصيات داخل المجموعة دون أن تبدو مشتتة، هذا هو سرها الحقيقي.

في هذه المجموعة، تتحرك بين:

  • شخصية المرأة الرئيسة ذات السلطة الأنيقة.
  • المرأة الرومانسية التي تحب التفاصيل الناعمة.
  • المرأة المتمردة التي ترفض التوقعات التقليدية.
  • المرأة الريفية التي تعشق الطبيعة والبساطة.
  • والمرأة العملية التي تبحث عن الراحة قبل كل شيء.

ورغم تنوع هذه الهويات، تبقى المجموعة منسجمة بفضل لغة تصميم ناضجة وثابتة، تتعامل مكارتني مع هذه الأدوار كأجزاء من ذات واحدة، وليس كعناصر منفصلة.

مجموعة تعيد تعريف نضج ستيلا مكارتني

تمثل مجموعة ما قبل خريف 2026 من Stella McCartney إعادة تقييم جمالية وشخصية، إنها مجموعة تتوازن فيها العاطفة مع التقنية، والذكريات مع الحداثة، والصلابة مع الرقة. إنها رؤية مصممة ناضجة تعرف ماذا تريد وماذا تحتاج.

بهذه المجموعة، لا تعود مكارتني إلى الماضي، بل تعود إلى نفسها.

تنسج تأثيرات تبدو متناثرة للوهلة الأولى، لكنها تتجمع في لتشكّل رؤية واحدة واضحة، رؤية امرأة قوية، واعية، ناعمة، ومتماسكة، تمامًا مثل هذه المجموعة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا