نُطق بالحكم النهائي على ترينيتي بوغ Trinity Poague، الشابة التي كانت تحمل لقب ملكة جمال دونالسونفيل في ولاية جورجيا، بعدما أدانتها هيئة المحلفين بقتل طفل صديقها البالغ من العمر 18 شهرًا.

جاء الحكم بالسجن المؤبد عقب جلسة وصِفت بأنها من أكثر الجلسات كثافة من حيث الأدلة والشهادات، إذ ظهرت المتهمة متماسكة أثناء النطق بالحكم لكنها انهارت سابقًا عند إعلان الإدانة.

تفاصيل الإدانة الجنائية ومحتوى الحكم على ترينيتي بوغ Trinity Poague

أصدرت المحكمة حكمها بعد إدانة بوغ بعدة تهم، بينها تهمتا قتل جنائي ثقيل، وفق ما أظهره مقطع مصور لجلسة النطق بالحكم بثته منصة Court TV. وأوضح القاضي ويليام جيمس سايزمور جونيور أثناء النطق بالحكم أن السجن المؤبد جاء كعقوبة تتناسب مع الوقائع التي أثبتتها هيئة المحلفين. كما أكد القاضي أن بوغ ستخضع لعشرين عامًا إضافية تقضيها تزامنًا مع الحكم الأساسي.

العودة إلى يوم الحادثة داخل السكن الجامعي

وقعت الجريمة في يناير 2024 داخل سكن طلابي بجامعة جورجيا ساوث ويسترن ستيت، حيث وُجد الطفل روميو أنخيلِس، المعروف أيضًا باسم جاكستون درو، فاقدًا للوعي.

أشارت تقارير مكتب التحقيقات في جورجيا إلى أن المتهمة، وكانت تبلغ 18 عامًا آنذاك، كانت وحدها مع الطفل في الفترة التي سبقت العثور عليه، بينما كان والده غائبًا لفترة قصيرة.

صدمات طلاب السكن من أصوات البكاء

استمعت المحكمة لشهادات طلاب يقيمون في المبنى ذاته، وأكدوا أنهم سمعوا بكاء الطفل لفترة طويلة قبل أن يتوقف فجأة.

وروت إحدى الطالبات، ليلي ووترمان، أنها سمعت أصوات البكاء تتكرر ثم تنقطع دفعة واحدة، ما جعل الأمر لاحقًا عنصرًا مهمًا في سياق الشهادات الزمنية.

دور الأدلة الطبية في رسم الصورة الكاملة للأحداث

عزّزت الأدلة الطبية التي عرضها الادعاء الصورة التي رُسمت خلال المحاكمة، إذ أظهر تشريح الجثة وجود إصابات بالغة، شملت جروحًا قوية في الرأس، كسرًا في الجمجمة، وتمزقًا في الكبد.

وأشار الادعاء إلى أن النزيف الدماغي تطابق زمنيًا مع الفترة التي كانت بوغ وحدها فيها برفقة الطفل، مستندين بذلك إلى تقارير الأطباء وخبراء الطب الشرعي.

مرافعات الادعاء حول الدافع

عرض الادعاء رسائل استند إليها لتوضيح ما وصفه بالتوتر الشديد في العلاقة بين المتهمة والطفل، إذ ورد في إحدى الرسائل المكتوبة إلى زميلتها أنها لم تعد تحتمل وجوده.

كما قال الادعاء إن علاقة بوغ بصديقها كانت تعاني اضطرابًا بفعل مسؤولياته تجاه ابنه، وإن هذا التوتر دفعها للتعامل بعدائية مع الطفل وفق ما جاء في مرافعاتهم أمام هيئة المحلفين.

محاولات الدفاع لتقديم تفسير بديل للأحداث

طرح فريق الدفاع عدة فرضيات بديلة، مشيرين إلى احتمال سقوط الطفل من سرير يبلغ ارتفاعه نحو 40 بوصة، أو تعرضه لإصابة سابقة خلال الليلة التي سبقت الحادث. كما حاول الدفاع الإشارة إلى احتمالات أخرى خاصة بوقائع اليوم نفسه داخل الغرفة.

إلا أن الأدلة الجنائية، وفق ما عرضه الادعاء، دعمت رواية وقوع اعتداء مباشر أدى إلى الإصابات التي أودت بحياة الطفل.

تعاون الجهات الرسمية وتطورات ما بعد الحادثة

أعلن مكتب التحقيقات في جورجيا أن المتهمة اعتُقلت بعد أيام من الحادثة، وظلت محتجزة منذ ذلك الوقت حتى صدور الحكم النهائي. كما جرى سحب لقب ملكة جمال دونالسونفيل منها فور توجيه الاتهامات، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة Early County News.

المسار الذي سبق الحكم النهائي

خاضت القضية مسارًا معقدًا منذ تاريخ الواقعة، بدءًا من روايات الطلاب في السكن الجامعي، مرورًا بالتحقيقات الأولية، وصولًا إلى جلسات المحاكمة التي استمرت شهورًا. وأظهرت المقاطع المصورة المعروضة في القاعة تسجيلات للطفل بدا خلالها بحالة طبيعية قبل مغادرة والده الغرفة، وهو ما اعتبره الادعاء عنصرًا محوريًا في ربط الأضرار التي لحقت به بالوقت الذي قضاه منفردًا مع المتهمة.

وبهذا الحكم، تغلق واحدة من أكثر القضايا الجنائية إثارة للجدل في ولاية جورجيا، إذ وضعت نهاية لمسار تحقيقات بدأ داخل سكن جامعي صغير، وانتهى بحكم مؤبد على شابة كانت تحمل لقبًا عالميًا للجمال. ومع إسدال الستار على المحاكمة، تبقى تفاصيل القضية مثالًا واضحًا على الدور الحاسم للأدلة الطبية، ودقة بناء الخط الزمني للأحداث داخل المحاكمات الجنائية.