الفصل الثالث — الغرور وسقوط Xbox One

لفهم ما حدث بالضبط مع إعلان Xbox One، يجب الغوص في عقل المسؤولين التنفيذيين في Xbox الذين كانوا يديرون العملية، ورؤيتهم للمستقبل، فمثلًا، كانت خدمة التلفاز الكابلي لا تزال عنصرًا أساسيًا في معظم المنازل، وكانت Microsoft تتصور عالمًا تكون فيه كل شاشة تلفاز مزودة بـ Xbox One وKinect تحتها يشغل كل شيء، وكانت خدمات البث آنذاك بالكاد تبدأ، والتلفزيونات الذكية لن تصبح شائعة إلا بعد بضع سنوات، وهذا دفع Microsoft لتقديم Xbox One باعتباره العنصر المركزي لتجربة غرفة المعيشة الخاصة بك.

كان الحدث الشهير لـ Xbox One — الذي أصبح اليوم بمثابة ميم — يشهد Don Mattrick، رئيس قسم الترفيه التفاعلي في Microsoft، يوضح مدى تكامل Xbox One مع التلفاز، وقد تعرض الحدث لانتقادات شديدة لأسباب عدة، بدءًا من عرض عدد قليل جدًا من الألعاب (Call of Duty: Ghosts ونسخة Madden NFL لذلك العام كانت الألعاب الرئيسية)، إلى تسعير الجهاز الجديد بـ 499 دولارًا بسبب كون Kinect عنصرًا إلزاميًا إضافيًا يجب على المشترين دفع ثمنه، وكذلك لأن ميزات مثل التحكم في التلفاز الكابلي عبر Xbox One لم تكن تعمل خارج الولايات المتحدة، لكن إحدى أكبر المشكلات كانت الحاجة لوجود اتصال بالإنترنت حتى للعب الألعاب الفردية.

في عصر كان لاعبو الأجهزة المنزلية لا يزالون يعتمدون فيه بشكل كبير على شراء نسخ فعلية من الألعاب، أرادت Microsoft إحكام السيطرة، فمثلاً، كانت لعبة Xbox One تأتي مع رمز يربطها بحساب Xbox Live الخاص بك، وهذا يعني أنك لا تستطيع حتى مشاركة قرص اللعبة مع صديق، وللاعبين الذين قد لا يمتلكون اتصالًا مستقرًا بالإنترنت، وفر الجهاز فترة سماح لبضعة أيام يمكنهم خلالها اللعب دون الحاجة للتحقق من الاتصال بالإنترنت، ومع ذلك، كانت رسائل Xbox حول الموضوع تلوم في الغالب المشترين المحتملين على عدم ملاءمتهم للحصول على الجهاز الجديد، مما أغضب العديد من المعجبين، فقد أشار Mattrick بشكل مشهور إلى أن محبي Xbox الذين لا يمكنهم ضمان اتصال إنترنت مستقر وسريع يجب أن يحصلوا على Xbox 360 بدل Xbox One.

تم ربط ذلك بإعلان ساخر من Sony، حيث تبادل Adam Boyes، نائب رئيس PlayStation للعلاقات مع الناشرين والمطورين، و Shuhei Yoshida، رئيس Sony’s Worldwide Studios، نسخة من Killzone: Shadow Fall، لإظهار مدى سهولة بيع الألعاب المستعملة أو مشاركة الألعاب على PS4، ولا حاجة للقول إن Xbox One تعرض لانتقادات شديدة من المعجبين القدامى، وتضررت سمعته على المدى الطويل أيضًا؛ ورغم أن القرارات المتعلقة بالاتصال الدائم والتركيز على DRM تم التراجع عنها قبل إطلاق الجهاز، إلا أن الناس ظلوا يعتقدون أنها كانت سمات أساسية لـ Xbox One لسنوات بعد إطلاقه.

خلال فترة Xbox One، اتخذت Microsoft سلسلة من القرارات لمحاولة استعادة المعجبين الذين فقدتهم، على أمل أن تؤتي ثمارها مع الجيل القادم من الأجهزة، ومع تولي Phil Spencer مسؤولية Xbox بعد الإطلاق الكارثي، كانت قيمة العلامة التجارية قد غاصت في حفرة عميقة، ومع ذلك، لم تتوقف الشركة عن المحاولة، فقد استمرت طوال فترة Xbox One في اتخاذ قرارات متتالية لإعادة كسب المعجبين الذين فقدتهم، آمِلة أن تُثمر هذه الجهود مع الوقت للجيل القادم من الأجهزة.

الفصل الرابع — تغيير جذري!

بينما استحوذت Sony على تقدم ضخم في السوق مع PS4، بدأ Xbox تحت قيادة Spencer في اتخاذ عدة خطوات لاستعادة بعض الثقة التي فقدها عند الكشف عن الجهاز لأول مرة، ومع تقديم نفسه كقائد يضع “الألعاب أولًا” لقسمه، أعلن Spencer عن واحدة من أكثر خدمات Microsoft شعبية — Game Pass — بينما كان يتعامل أيضًا مع طرق للتخفيف من نقص الإصدارات الحصرية وراء الكواليس، وكان أحد أكبر نتائج ذلك الإعلان عن التوافق مع ألعاب Xbox و Xbox 360 على Xbox One.

وفيما بعد، جاءت مبادرة ثالثة — Xbox Play Anywhere — التي تتيح للألعاب المشتراة على الحاسب الشخصي أو Xbox One عبر Microsoft Store أن تكون متاحة للمشتري على كلا المنصتين، وهذه الثلاثية من الإعلانات الموجهة لصالح المستهلك، إلى جانب توسع Game Pass تدريجيًا في عروضه، ساعدت على بقاء علامة Xbox خلال جيل الأجهزة هذا، رغم أن Xbox One ظل في المركز الثاني خلف PS4، وبالإضافة إلى هذه التحركات، قامت Microsoft بشراء عدة شركات ألعاب، بما في ذلك Double Fine، مما أوضح أن الشركة ربما بدأت في السير على المسار الذي سلكته Sega سابقًا، ومع ذلك، كانت لدى Microsoft خطط لمواصلة إنتاج أجهزة أخرى في المستقبل.