عُثر على عروس المنوفية مقتولة داخل منزلها، بعد أربعة أشهر فقط على زواجها، وسط شهادات من الأهالي وأفراد الأسرة حول ملابسات الواقعة.

عمّت حالة من الحزن والذهول بين أهالي قرية ميت برة بمركز قويسنا في محافظة المنوفية بعد مقتل العروس كريمة.م، البالغة 20 عامًا، داخل منزل الزوجية بجوار مسجد النصر، وذلك بعد مرور أربعة أشهر فقط على زواجها.

وأوضح أحد أبناء القرية أن خطوبة كريمة وزوجها أيمن.ج، البالغ 25 عامًا ويعمل مساعدًا على سيارة نقل، تمت في مارس الماضي، بينما جرى الزفاف في يوليو، لافتًا إلى أن العلاقة بين الزوجين بدت طبيعية ولم تُظهر أي خلاف ظاهر قبل وقوع الحادث.

وفقًا لشهادات من الجيران، تم سماع أصوات مرتفعة من داخل المنزل ظهر يوم السبت، قبل أن يُكتشف مقتل العروس.

وبوصول قوات الشرطة، تم القبض على الزوج والتحفّظ عليه لمباشرة التحقيقات.

ونُقل الجثمان إلى مستشفى شبين الكوم التعليمي لإجراء المعاينة الطبية والطب الشرعي، حيث تبيّن وجود آثار اعتداء عنيف، إلى جانب علامات تشير إلى الخنق وكدمات متعددة، في انتظار التقرير النهائي.

ورصدت مصادر لحظة خروج الجثمان من مشرحة مستشفى شبين الكوم عقب الانتهاء من تصريح الدفن، وسط مشاهد تأثر واضحة بين أفراد الأسرة أثناء استلام الجثمان لنقله إلى مسقط رأسها في مركز طوخ بمحافظة القليوبية.

وشهدت عملية النقل تأخرًا لساعات، إذ لم تُستدعَ سيارة الإسعاف إلا في السابعة مساءً على الرغم من وقوع الاعتداء عند الواحدة ظهرًا، ما أثار استياءً بين بعض الجيران.

ولا تزال جهات التحقيق تستكمل فحص ملابسات الحادث واستجواب الزوج وعدد من الشهود، بانتظار تقرير الطب الشرعي الذي سيحدد بدقة أسباب الوفاة والإصابات، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

رواية خالة عروس المنوفية

قالت خلود خالد، خالة كريمة والمقيمة في محافظة القليوبية، إن ابنة شقيقتها تزوجت منذ أربعة أشهر فقط من عامل يقيم بقرية ميت برة، مؤكدة أنه لم يظهر خلال تلك الفترة أي خلاف كبير بين الزوجين، وأن كريمة كانت معروفة بحسن التعامل وطيبة الخلق وحرصها على بر والديها.

وأشارت إلى أن خبر مقتلها شكّل صدمة كبيرة للعائلة، خاصة أنها كانت حاملًا في الشهر الثالث.

وأوضحت أن إحدى الجارات تواصلت مع الأسرة بعدما سمعت صراخًا متواصلًا من داخل المنزل استمر ساعات ثم انقطع فجأة، وأن الجارة حصلت على رقم الأسرة من أحد الأقارب في المنوفية للتنبيه ومحاولة إنقاذ كريمة. وأضافت خلود: «قمنا بإبلاغ الشرطة لإثبات الحالة واستلام الجثمان، والخبر وقع علينا كالمصيبة… وحسبي الله ونعم الوكيل».

تشييع جثمان عروس المنوفية وتحركات الأمن

شيّع أهالي قرية مشتهر بمدينة طوخ جثمان كريمة وطفلها الذي لم يولد بعد إلى مثواهما الأخير بمقابر الأسرة، وسط حالة حزن شديدة ومطالبات بالقصاص.

وكانت مباحث قويسنا قد ألقت القبض على الزوج بعد ورود بلاغ بمقتل زوجته داخل منزله، فيما تلقى مدير أمن المنوفية اللواء علاء الجاحر إخطارًا من مأمور مركز قويسنا العميد نبيل مسلم بوقوع الحادث، لتنتقل قوة أمنية إلى الموقع وتبدأ إجراءات التحفظ والتحقيق.

رواية الحماة ووالدة العروس

أكدت حماة العروس أن كريمة كانت «بنتًا محترمة» وأنها كانت تعاملها معاملة طيبة، مشيرة إلى أن العروس شعرت قبل الواقعة ببعض التعب الناجم عن الحمل، وأن طبيبًا أكد أن الآلام ناتجة عن وضعها الصحي.

وقالت إن الزوج كان يتعامل معها على نحو معتاد، وإن كريمة كانت تغضب أحيانًا وتفضل البقاء وحدها.

في وقت سابق، أكدت والدة الضحية أن ابنتها تزوجت قبل أربعة أشهر فقط وأن الجميع يشهد لها بحسن الخلق، مضيفة أنها كانت حاملًا في شهرين، وأن زوجها «لم يراعِ وضعها الصحي وأنهى حياتها بشكل قاسٍ».

وأشارت إلى أن كريمة كانت تشكو في الأسابيع الأخيرة من بعض الخلافات، رغم الفترة القصيرة منذ الزواج.