عبيد صالح سلطان السويدي
بثقة عالية عكسها أداء ونتائج منتخبنا الوطني في كأس العرب الحالية، نستطيع أن نقول إن منافسات البطولة قادتنا لمشاهدة «الأبيض» بواقع جديد يختلف عن الذي كنا عليه في تصفيات كأس العالم، وهذا امتداد واضح لجهود اتحاد كرة القدم وجهود المدرب كوزمين واللاعبين ومن خلفهم جمهور الإمارات.
أشعر أننا سنفوز على الجزائر في مواجهة ربع النهائي التي ستجمعنا مع بطل النسخة الماضية، وهي ثقة عالية أكثر من طموح، انطلاقاً من أن لاعبي المنتخب الوطني لعبوا بثقة أفضل من تلك التي شاهدناها في مباريات سابقة وبأداء فني تصاعدي، وهو الأمر الذي يؤكد أننا في الطريق الصحيح.
الهوية الجديدة للأبيض تحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير للتمكن من تعزيزها وتثبيتها كهوية رياضية مستقبلية تستحق أن نتعب عليها لنحصد فوائدها ومكاسبها لاحقاً، ودائماً طريق المليون خطوة يبدأ بخطوة.
نحتاج إلى أن يقف الجميع مع المنتخب الوطني، اليوم وغداً، وعلى المدى الأبعد من ذلك، نحتاج أن يخفف اللاعبون الدوليون السابقون الذين يؤدون مهام التحليل الفني من تصريحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث لا تشكّل ضغطاً نفسياً على المنتخب الوطني، وكذلك يجب التخفيف من الآراء غير المتأنية (المستعجلة) للمشجع الذي يبرع في الانتقادات أكثر من الإشادات.
ومهما كانت النتيجة أمام الجزائر، فالمؤكد أن الأبيض سيمضي في استكمال بناء شخصيته الجديدة وبنفس أسلوبه الحالي، لأنه لا يمكن لأي خطة أن تتوقف من حيث بدأت، بل إنها ستدعم بعناصر التقوية والاستدامة للوصول للهدف، لذلك فإننا نحتاج أن ندعم أكثر من أن ننتقد، لأننا باختصار ما زلنا في البداية.
نحتاج إلى دعم أكبر من الأندية للمنتخب، من خلال توفير خيارات فنية أفضل مما تمتلك في الوقت الراهن، ونحتاج منها أن تعرف أن نجاح المنتخب هو نجاحها، وأن تواكب المطالب التي يتطلع لها اللاعبون، ومنها إعطاؤهم فرصة لخوض المباريات بما يخدم المنتخب الوطني.
لا أحب السير عكس الطريق، ولكن كوزمين يبذل جهوداً كبيرة في بناء المنتخب بشكل يعكس خبرته، ولذلك أتمنى أن نتوقف على تردد مقولة إنه (مدرب أندية وليس منتخبات)، فالمدرب هو مدرب، ولا يوجد في قواميس كرة القدم واحد متخصص في العمل مع الأندية، وآخر متخصص مع المنتخبات.
الأداء المميز الذي قدمناه في المباراة أمام مصر رغم التعادل، هو أداء يكشف عن أحد الجوانب الفنية المتطورة للأبيض، وما فعله بعدها أمام الأزرق الكويتي، أكد ذلك، فالأخطاء بدأت تقل، والتكتيك تطور كثيراً، وهذا الكلام ليس لأننا تأهلنا بل لأننا تطورنا.
(نعم) لتعزيز الثقة بالتجربة، وهو أفضل من العودة للخلف للتخطيط والتجريب مجدداً. و(لا) لتصيد الأخطاء التي تحدث في المباريات، لأن أصحاب الشأن يدركونها، وموعدنا المباراة مع الجزائر واستحقاقات أخرى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
