بالإرادة استطاعت هزيمة الظلام فرغم أنها لا تسمع ولا تتكلم، كسرت ملك قيود الأمية وتحررت منها، تلك الفتاة التي تبلغ من العمر 16 عامًا، سطرت قصة ملهمة استطاعت بها أن تسمع العالم رحلتها، بعد سنوات طويلة بين القلم والكراس، لتكتب حروف اسمها لأول مرة وتكسر حاجز الصمت، في واحدة من القصص الإيجابية بمحافظة قنا التي تواصل تقديم نماذج ناجحة في تعليم الكبار بمختلف المناطق.

نجحت الفتاة في تحرير نفسها من الأمية بعد رحلة شاقة تنقلت خلالها بين القاهرة وقوص، قبل أن تستقر أخيرًا بالقرية وتلتحق بفصول محو الأمية التابعة لهيئة تعليم الكبار بمركز قوص، في رحلة استمرت 3 سنوات من التحدي والكفاح، واجهت خلالها صعوبات عديدة ونظرات عجز في بعض الأوقات، لكنها تمسكت بالأمل حتى كتبت أول حروف اسمها بنفسها، وحصلت على شهادة محو الأمية من تعليم الكبار بمحافظة قنا، وسط احتفاء أسرتها والمقربين منها.

قال عبد الهادي محمد، مدير مدرسة ثانوية بقرية ملك، إن البداية جاءت بعد رغبة أسرة ملك تعليمها من خلال الالتحاق بفصول محو الأمية وبعد استقرار الأسرة في القرية مجيئا من القاهرة، التحقت بفصول محو الأمية بإدارة قوص وهي بعمر 13 عاما ووفرت لها الإدارة الموارد المتاحة لتعليمها والتحرر من الأمية.

وأوضح محمد، أن ملك استطاعت التعلم وكسر قيود الأمية والتحرر منها في رحلة استغرقت 3 سنوات ما بين المنزل وتعليم الكبار وواجهت فيها كل الصعوبات التي تعرضت لها، لم تستسلم وبمساعدة الجميع ووالديها في المنزل بالمقدمة حتى وصلت إلى هدفها، وتمكنت في ذلك التوقيت من الكتابة والقراءة أيضا وتستعد للالتحاق بمدرسة العقب الإعدادية بعد الحصول على شهادة محو الأمية.

وترجم إبراهيم أحمد، مدير تعليم الكبار بقنا، رغبة ملك من التعليم حيث أنها تتمنى أن تصبح طبيبة داخل أحد المستشفيات لكي تساعد في علاج المرضى وتكلف رحلة تعلمها بالنجاح، لافتة أن لأسرتها دور كبير في التحرر من أميتها والاندماج مع المجتمع المحيط وكذلك أشقائها الذين يتواجدون بجانبها.

وأوضح أحمد، أن ياسر السمهودي مدير تعليم الكبار بقنا كرم ملك محمد لتفوقها وحصولها على شهادة محو الأمية بعد رحلة استغرقت 3 سنوات، لافتا أن هناك نماذج عديدة من ذوي الهمم تمكنت من التحرر من الأمية وأن تعليم الكبار يفتح أبوابه للجميع.

ملك رفقة معلم من القرية

صحفي اليوم السابع مع ملك ومدير تعليم الكبار بقوص

ملك محمد متحررة من الأمية

ملك محمد من قوص بقنا