عاد الحديث مجددًا عن حلم فني قديم للفنان أحمد السقا، بعد أن جدّد رغبته في تجسيد شخصية القائد الإسلامي خالد بن الوليد، في تصريحات أعادت اسمه إلى واجهة النقاش على منصات التواصل الاجتماعي، وفتحت بابًا واسعًا للجدل بين مؤيدين ومعارضين، في سياق فني وإعلامي متشعب يرتبط بحساسية تقديم الشخصيات التاريخية على الشاشة.

تجدد الرغبة في الدور التاريخي

أعاد أحمد السقا طرح أمنيته بتقديم شخصية خالد بن الوليد خلال لقاءات إعلامية متفرقة، موضحًا أن رغبته لا ترتبط فقط بقيمة الشخصية التاريخية، بل تنبع من إحساس شخصي بالقرب من ملامحها الجسدية والصورة الذهنية المتداولة عنها في الكتب والرسومات.

وأوضح أن هذا التقاطع، من وجهة نظره، يضعه ضمن دائرة المرشحين القادرين على أداء الدور من الناحية الشكلية، دون الخوض في أبعاد أخرى تتجاوز الإطار الفني.

ردود فعل متباينة على مواقع التواصل

تفاعل الجمهور مع تصريحات السقا بشكل لافت، حيث انقسمت الآراء بين من تعامل مع حديثه باعتباره رأيًا شخصيًا لا يحمل أي إسقاطات، ومن رأى أن مقارنة فنان معاصر بشخصية ذات مكانة دينية وتاريخية رفيعة تستوجب قدرًا أكبر من التحفظ.

وركّز فريق من المتابعين على أن الحديث اقتصر على الجانب الشكلي فقط، في ظل غياب توصيفات دقيقة وموحدة لملامح الشخصيات التاريخية، معتبرين أن النقاش أخذ أبعادًا أوسع من سياقه الأصلي.

الفروسية كعنصر مشترك في الرؤية الفنية

ربط السقا رغبته في تقديم الدور بشغفه القديم بعالم الفروسية، معتبرًا أن هذا الجانب شكّل أحد العوامل الأساسية التي جعلته يشعر بقرب خاص من شخصية خالد بن الوليد.

وأشار في أكثر من مناسبة إلى أن الفروسية ليست مجرد مهارة جسدية، بل عنصر درامي يمكن توظيفه في بناء الشخصية على الشاشة، خاصة في الأعمال التاريخية التي تعتمد على الحركة والانضباط البدني.

رؤية نقدية لصناعة أفلام الأكشن

تطرّق أحمد السقا في السياق نفسه إلى واقع أفلام الأكشن في السينما المصرية، موضحًا أن الصناعة، من وجهة نظره، لم تصل بعد إلى تقديم عمل متكامل ينتمي فعليًا لهذا النوع.

وأشار إلى أن التحدي لا يكمن في نقص الكوادر البشرية، بل في الإمكانيات الفنية والتقنية اللازمة لإخراج أعمال تتوافق مع المعايير العالمية، وهو ما اعتبره عائقًا أمام تطور هذا اللون السينمائي محليًا.

إشارات إلى محطات فنية سابقة

استعاد السقا خلال حديثه بعض تجاربه السابقة، خاصة الأدوار التي قدم فيها شخصيات ذات طابع شرير، لافتًا إلى أن هذه الأعمال حظيت بتفاعل إيجابي من الجمهور.

واعتبر أن هذا التفاعل يطرح تساؤلات حول علاقة المشاهد بطبيعة الشخصية المعروضة، دون أن يقدّم تفسيرًا حاسمًا لهذه المعادلة التي وصفها بالمستمرة في مسيرته الفنية.

نشاط سينمائي متواصل في الفترة الحالية

يواصل أحمد السقا حاليًا تصوير فيلم "خلي بالك من نفسك"، الذي يجمعه بالنجمة ياسمين عبد العزيز، في عمل يجمع بين الدراما والكوميديا تحت قيادة المخرج معتز التوني.

ويشارك في بطولة الفيلم عدد من الفنانين، من بينهم لبلبة، محمد رضوان، ومصطفى أبو سريع، إلى جانب مجموعة من ضيوف الشرف والممثلين الأجانب، ضمن إنتاج سينمائي ضخم يستعد للعرض خلال الفترة المقبلة.

أعمال مرتقبة على خريطة السينما

يستعد السقا كذلك لبدء تصوير فيلم "هيروشيما"، وهو عمل ينتمي إلى نوعية التشويق والإثارة، من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج أحمد نادر جلال. ويضم الفيلم نخبة من النجوم، من بينهم مي عمر، باسم سمرة، شيرين رضا، حنان مطاوع، وبيومي فؤاد، في تجربة جديدة تضيف إلى رصيده السينمائي المتنوع.

يستمر أحمد السقا في إثارة النقاش مع كل تصريح جديد، سواء تعلق الأمر بأحلامه الفنية المؤجلة أو برؤيته لصناعة السينما، في وقت يوازن فيه بين طموحاته الشخصية ومشروعاته الحالية، وسط متابعة جماهيرية لا تخلو من الجدل ولا تنفصل عن حضوره المستمر على الساحة الفنية.