الإسكندرية ـ جاكلين منير
الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 06:33 مافتتح الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، أعمال ندوة مشروع ذاكرة مصر المعاصرة بمركز المؤتمرات، بحضور نخبة من أساتذة التاريخ والأدباء إلى جانب أسرة حسين سري باشا رئيس وزراء مصر الأسبق، فضلا عن الباحثين في مشروع ذاكرة مصر.
وشهدت الندوة الإعلان عن تحديثات جوهرية للمشروع، أبرزها إضافة ألف شخصية مصرية جديدة للموقع الإلكتروني، وعرض ألبوم صور نادر لرئيس الوزراء الأسبق حسين سرى باشا يُعرض لأول مرة، بالتزامن مع إطلاق عدد خاص من مجلة ذاكرة مصر بعنوان برلمانات ونواب.
أحمد زايد: الاهتمام بالتاريخ والتذكر الجمعي ليس مجرد رجوع للماضي بل ركيزة أساسيةوفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور أحمد زايد أن الاهتمام بالتاريخ والتذكر الجمعي ليس مجرد رجوع للماضي، بل هو ركيزة أساسية لبناء الهوية والتماسك الاجتماعي، واصفاً إياه بمسألة أمن قومي تحمي المجتمع من التزييف.
وشدد "زايد" على أن استدعاء الذاكرة الوطنية ينفي عن المجتمع فكرة العجز التاريخي، قائلاً: مصر ليست عاجزة تاريخياً، بل هي دولة متدفقة بالإنجازات، والذاكرة الموثقة هي اليقين الوحيد في مواجهة حالة اللايقين التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي.
وقدم الندوة الدكتور سامح فوزي، كبير باحثين بمكتبة الإسكندرية، والمشرف علي مشروع ذاكرة مصر، الذي استهل حديثه بالتأكيد على أن مشروع "ذاكرة مصر" يمثل نموذجاً مستمراً للتعاون بين مختلف قطاعات المكتبة، ويهدف لتقديم المعرفة التاريخية الموثقة للجمهور العام لتعزيز الوعي والاستنارة.
إطلاق موسوعة أعلام مصر وتضم 1000 شخصيةوأعلن فوزي عن الإنجاز الجديد للمشروع المتمثل في إطلاق موسوعة أعلام مصر التي تضم 1000 شخصية من القرنين التاسع عشر والعشرين، مؤكداً أن المشروع يهدف لتقديم المعرفة التاريخية الموثقة للجمهور العام لتعزيز الوعي والاستنارة، وأضاف أن المشروع يهدف في مجمله إلي إثراء الوعي العام بالمعرفة التاريخية.
وفي الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور أحمد سمير، رئيس قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمكتبة الإسكندرية، والذي وصف الذاكرة بأنها كائن حي ينمو باستمرار، تم استعراض الجوانب التقنية والوثائقية الجديدة للمشروع، تم استعراض الجوانب التقنية والوثائقية الجديدة للمشروع.
شرح تفصيلي للمستودع الرقميواستهلت المهندسة سمر فرج، مهندس بقطاع تكنولوجيا المعلومات بمكتبة الإسكندرية، الحديث بشرح تفصيلي للمستودع الرقمي (BAM) الذي يحفظ كافة الوسائط الإلكترونية ويحمي حقوق الملكية الفكرية، مستعرضة الأرشيفات المنبثقة عنه مثل "وصف مصر" والأرشيفات الرئاسية وأرشيف الصحافة، والأدوات التقنية المتاحة للبحث والمقارنة بين الخرائط.
وكشف أحمد حسن، أخصائي توثيق بمشروع ذاكرة مصر، عن تفاصيل الإهداء القيم الذي قدمه فؤاد يونس (حفيد حسين سري باشا) للمكتبة، والذي يضم صوراً نادرة لرئيس الوزراء الأسبق وعائلته، وصوراً للملكة فريدة والأمير محمد علي توفيق، بالإضافة لصور أبطال مصر في سلاح الشيش، مؤكداً أن التواصل مع العائلات يفتح آفاقاً جديدة للكتابة التاريخية.
من جانبها، تحدثت إيمان الخطيب، سكرتير تحرير مجلة ذاكرة مصر، عن كواليس إصدار المجلة التي تهدف لتقديم التاريخ للجمهور العام بشكل مبسط ومصور، مستعرضة تفاصيل العدد الخاص "برلمانات ونواب" الذي يوثق تاريخ الحياة النيابية، ومشيرة إلى المراحل الدقيقة التي يمر بها كل عدد من اختيار الفكرة وحتى التصميم والمراجعة.
واختتم الجلسة معتصم فهمى، أخصائي مبادرة "مصر الغد"، باستعراض "موسوعة أعلام مصر"، موضحاً أنها تسلط الضوء على شخصيات أثرت في الحياة المصرية قد لا تكون معروفة للعامة، مستشهداً بنماذج مثل المهندس أدريان دانينوس صاحب فكرة السد العالي، والموسيقار أحمد فؤاد حسن، والفنان التشكيلي الحسين فوزي، داعياً الجمهور لاستكشاف هذا الإرث.
تفاصيل الجلسة الثانيةوفي الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور أحمد زايد، ناقش المتحدثون تطور الحياة النيابية في مصر من منظور تاريخي ونقدي.
واستعرضت الدكتورة لطيفة سالم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة بنها، المحطات الرئيسية للحياة النيابية بدءاً من مجلس المشورة في عهد محمد علي، مروراً بنهضة الخديوي إسماعيل، ووصولاً إلى دستور 1923 الذي وصفته بأنه دشّن مرحلة "شبه ليبرالية"، مسلطة الضوء على الصراع المستمر بين الوفد والقصر والإنجليز، ودور المعارضة كميزان للنظام البرلماني.
وفي كلمته، حذر الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية التاريخية المصرية، من خطورة تزييف الوعي التاريخي لدى الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وركز في حديثه على "لجنة الـ 30" التي وضعت دستور 1923، مشيداً بالتنوع الذي شملته اللجنة والآلية الديمقراطية التي اتبعتها، ورفضها للمحاصصة وتخصيص مقاعد للأقليات تأكيداً على وحدة الأمة.
وقدمت الروائية والناقدة سلوى بكر، رؤية أدبية لواقع السياسة المصرية، منتقدة "نخبوية العمل السياسي" تاريخياً. وتناولت انعكاسات الصراع بين السلطة والمعارضة في أعمالها الأدبية، مشيرة إلى دور الفئات الشعبية المهمشة في الثورات المصرية (مثل انتفاضة 1977) مقارنة بدور النخبة السياسية.
من جانبه، طرح الدكتور شريف إمام، أستاذ التاريخ الحديث المساعد بجامعة عين شمس، تحليلاً نقدياً لسمات الحياة النيابية في مصر، مشيراً إلى إشكاليتين رئيسيتين: "فقدان التراكمية" حيث تبدأ كل تجربة نيابية من المربع الأول بعد كل عاصفة سياسية، و"عدم الاستقرار المؤسسي" حيث لم يكمل أي برلمان مدته الدستورية باستثناء برلمان الهيئة السعدية (1945).
وعرض محمد محروس، مدرس التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة القاهرة، سيرة النائب البرلماني الراحل "سيد جلال"، الذي تحول من طفل يتيم فقير إلى شيخ البرلمانيين في، وكيف استخدم أدواته النيابية لمحاربة البغاء والفساد، مقدماً نموذجاً للنائب العصامي الذي يخدم المجتمع بعيداً عن الانتماءات العائلية التقليدية.
واختتم الدكتور أحمد زايد الندوة بتأكيده على انحياز المكتبة لتقديم نماذج وطنية تقوم على "الإنجاز والمواطنة" وليس فقط "العائلية"، مرحباً بكل الأفكار الخلاقة التي تساهم في إثراء ذاكرة الوطن.
وشهدت الندوة الإعلان عن إضافة ألف شخصية مصرية جديدة للموقع الالكتروني للذاكرة، فضلا عن ألبوم صور نادر خاص برئيس الوزراء الأسبق حسين سري باشا يُعرض لأول مرة.
كما تم خلال الندوة إطلاق العدد الخاص من مجلة "ذاكرة مصر" الذي يحمل عنوان "برلمانات ونواب"، والذي يتتبع تطور المؤسسة التشريعية، ويوثق سيرة بعض الوجوه النيابية البارزة التي لم يكتب عن كثير منها منذ مجلس شورى النواب عام 1866 وحتى نهاية القرن العشرين.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
