تعتقد الأم أن ظهور بعض الأعراض قد تكون خطرة على مولودها الجديد الذي انتظرته بفارغ الصبر الممزوج باللهفة والفرحة، ولكن هذه الأعراض في رأي الطب والعلم تكون أعراضاً طبيعية وغير مقلقة على الإطلاق، ولذلك يجب على الأم عدم القلق من ظهور هذه الأعراض في حدود الطبيعي والمعتاد ويجب ألا تستمع لخرافات الأخريات حولها، بل عليها أن تتبع نصائح صحية في التعامل مع هذه الأعراض الطبيعية التي تختفي بالتدريج. من الأعراض الطبيعية التي تظهر على المولود نقصان وزنه في الأيام الأولى بسبب تخلصه من احتباس السوائل في جسمه ثم يعاود اكتساب الوزن بعد أيام قليلة، وهناك أعراض أخرى يجب أن تعرفها الأم لكي تطمئن على صحة مولودها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة رغدة عبدالعليم، حيث أشارت إلى 6 أعراض طبيعية تحدث مع المولود ولكنها تكون مقلقة للأم ومنها، الفواق وكثرة النوم، وكذلك تساقط الشعر، وتقشر جلد بشرته وغيرها في الآتي:
1- النوم لفترات طويلة
مولود نائم
لا تنزعجي من نوم مولودك لساعات طويلة متواصلة، فمن الطبيعي أن ينام المولود حديث الولادة بهذه الوتيرة، وذلك بسبب عدم تعوده بعد على الحياة خارج رحمك، وما دام مولودك يرضع رضعات مشبعة ويقوم بالإخراج غالباً بعد كل رضعة فصحته تكون جيدة ولا داعي للقلق. احرصي على أن ينام رضيعك على ظهره، وهي أفضل طرق نوم الرضع الصغار ولا تقومي بتنويمه على بطنه إطلاقاً كما تفعل الكثير من الأمهات إلا في حال قيامك بخطوة تكريعه، مع ملاحظة أن نوم المولود المتواصل والعميق والذي لا تزيد مدته عن أربع ساعات في كل مرة هو المؤشر الحيوي على نموه الصحي والسليم خصوصاً في شهوره الأولى، ولكن يجب عليك الشعور بالقلق والبحث عن الأسباب المرضية وراء ساعات النوم الطويلة لحديثي الولادة والتي تترافق معها أعراض أخرى، مثل قلة النشاط وضعف وصعوبة الرضاعة.
2- ظهور حبوب على وجنتي المولود خصوصاً
توقعي ظهور حبوب حمراء على وجنتي مولودك في الأيام الأولى من الولادة، وتظهر غالباً على الأنف أيضاً وبالقرب من العينين، ويلعب العامل الهرموني المتسرب إليه من الأم دوراً في ظهور مثل هذه الحبوب التي توصف بأنها حب شباب المواليد أو حب الشباب الوليدي، حيث تتسرب الهرمونات الأنثوية من الأم إلى جسم الطفل فتظهر حبوب حمراء في وجهه، ومع مرور الوقت يتخلص المولود من الهرمونات المتسربة عن طريق البول. وقد أشارت الدراسات العلمية المطمئنة للأم إلى أن ما نسبته نحو 20% من الأطفال حديثي الولادة يعانون من ظهور حب الشباب الوليدي، وغالباً ما يزداد ظهور ما يعرف بحب الشباب الوليدي حتى الأسبوع السادس من عمر رضيعك، وهي تظهر في الأسبوع الثاني من عمر المولود وتنتهي من دون الحاجة إلى تدخل طبي. وقد أشارت الدراسات أيضاً إلى أنها تختفي خلال النصف الأول من عمر الرضيع من دون أي حاجة للعلاج، ولكن يجب ألا تقومي بتعصير الحبوب أو لمسها بأصابعك لكي لا تتلوث ولا تستخدمي أي مراهم أو كريمات من تلقاء نفسك لكي لا تتسبب في مضاعفات غير محمودة وتكون مؤلمة للطفل، ولكن يجب عليك تركها حتى تزول من تلقاء نفسها.
3- تقشّر جلد المولود وتساقط شعره
شعر المولود
لاحظي أنه من الطبيعي، ويجب عليك عدم القلق، أن يحدث تقشر لجلد المولود وكذلك تساقط الشعر، حيث إن تقشر جلد بشرته يكون طبيعياً، فجلد داخل الرحم يحميه طلاء شمعي سميك نوعاً من تأثيرات السائل الأمنيوسي الذي يسبح فيه، وبعد الولادة بأسابيع يبدأ فقدان هذه الطبقة الخارجية مما يؤدي إلى حدوث تقشير طبيعي للجلد، حيث تختلف نسبة تقشير بشرة الأطفال حديثي الولادة باختلاف وقت حدوث الولادة؛ فغالباً ما يعاني الأطفال الخدج، أي المواليد قبل إتمام الأربعين أسبوعاً، من حدوث تقشر جلدي بنسبة أقل. توقعي أيضاً أن يتساقط شعر مولودك، حيث إن بصيلات شعر جنينك تبدأ في التكون مع بداية الأسبوع العشرين من أسابيع الحمل، ومعنى ذلك أن كل الأطفال في أرحام أمهاتهم يكون لديهم شعر، ولكن قد لا يظهر كثيراً أحياناً، فيولد الطفل وهو أصلع الرأس، مما يثير بعض المعتقدات الخاطئة حول صلع رأس المولود، ولكن يتساقط شعر المولود الذي ولد بشعر طويل وغزير تدريجياً حتى يفقده بشكل كامل بعد ستة أشهر من الولادة، ويبدأ بعد هذه السن تكوين الشعر الطبيعي والحقيقي لطفلك والذي سوف يلازمه طيلة حياته وتتغير طبيعة وهيئة وكثافة شعر الطفل مع مراحل نموه، وتلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً في تحديد طبيعة شعر الطفل الذي يستمر معه طيلة حياته.
4- إصدار أصوات أثناء النوم
توقعي أن يصدر مولودك أصواتاً أثناء النوم، حيث إنه من الطبيعي يصدر المواليد أصواتاً أثناء النوم لعدة أسباب وخاصة من الفم والأنف، حيث إن الجهاز التنفسي لدى المولود لا يكون مكتمل النمو بعد، كما أن هناك أسباباً أخرى منها تلين القصبتين الهوائيتين لديه مما يحدث أزيزاً، وكذلك احتقان الأنف الطبيعي، إضافة لأن المولود غالباً ما يمر بمرحلة النوم النشط الذي يصحبه إصدار بعض الأصوات مثل التململ والتبسم. لاحظي أنه يجب عليك الشعور بالقلق في حال ظهرت أعراض أخرى على مولودك مترافقة مع الأصوات التي يصدرها خلال النوم فيجب عليك في هذه الحالات استشارة الطبيب على الفور، ومن هذه الأعراض ارتفاع الأصوات بشكل غير طبيعي عما قد يصدر من جسم مولود صغير وكذلك في حال مواجهة الرضيع لصعوبة في الرضاعة، أو حدوث زيادة الوزن بشكل غير طبيعي، أو في حال تغير لون جلد الطفل إلى اللون الرمادي.
5- كثرة التجشؤ والإصابة بالفواق "الزغطة
أب يحمل مولوده
اعلمي أنه من الطبيعي أن يصاب المولود بكثرة التجشؤ، وما يعرف بالفواق أو الحازوقة أو الزغطة، وذلك لأن يحدث لديه انقباض لا إرادي في عضلة الحجاب الحاجز، وغالباً ما يكون السبب الأساسي هو بلع المولود لكمية من الهواء الزائد أثناء الرضاعة، لأنه ما زال صغيراً وكمية الحليب أكبر من احتياجاته مما يؤدي إلى تمدد معدته وحدوث تشنج في الحجاب الحاجز، وقد يُصدر صوت الفواق نتيجة لانغلاق الأحبال الصوتية عند المولود فجأة أيضاً. توقعي أن تزول كثرة التجشؤ والفواق من تلقاء نفسها عند مولودك مع تقدمه في العمر ما لم تحدث أعراض أخرى، مثل أن يستمر لأكثر من يومين أو إذا كان الفواق والتجشؤ مصحوباً بأعراض أخرى، مثل حدوث القيء المتكرر أو البكاء الشديد والشعور بالضيق بعد الرضاعة، فينبغي استشارة طبيب الأطفال للتأكد من عدم وجود مشكلة ارتجاع المريء المنتشرة عند الرضع، وكذلك تجب استشارة الطبيب إذا كان الفواق مصحوباً بحدوث تغير في لون وجه الطفل أو حدوث صعوبة وضيق في التنفس.
6- كثرة العطس خلال النهار
لاحظي أن العطس والرشح المتكرر يكونان عرضين طبيعيين عند المولود خاصة لو تمت ولادتك في المستشفى، حيث يتعرض المولود نظراً لظروف الولادة إلى أجهزة التكييف المركزية، وكذلك تتغير درجة الحرارة في محيطه بسرعة من وسط دافئ وهو رحم الأم إلى وسط نوعاً ما يكون بارداً، وسوف تزول حالة العطس المتكرر بالتدريج حين يعتاد المولود على تنفس الهواء الطبيعي المحيط به وليس عن طريق المشيمة والحبل السري المرتبط بها مثلما كان يحدث في رحم أمه. ضعي قطرة واحدة من حليبك في فتحة أنف المولود المحتقن والمسدود في حال لو استمر الانسداد في أنفه لعدة أيام وأدى إلى صعوبة الرضاعة، حيث يُعد حليب الأم وصفة سحرية لعلاج احتقان أنف المولود لما يحويه من مضادات حيوية طبيعية وليس هناك داعٍ لاستخدام القطرات الدوائية التي تُصرف في الصيدليات، ويمكنك أيضاً ترطيب محيط منطقة الأنف بمسحها بفوطة صغيرة قطنية مبللة بماء دافئ، لا تقلقي من سماع خنفرة وعطاس مولودك، خصوصاً في فترة الليل أو أثناء الرضاعة، فقد تكون هذه الحالة البسيطة بسبب حدوث صدمة القسطرة الأنفية التي يتم استخدامها خلال إجراءات ما بعد الولادة لمساعدة المولود على التنفس عن طريق إزالة الإفرازات المتراكمة من الفم والأنف خلال نزول الجنين من مجرى الولادة. قد يهمك أيضاً: كيف تساعدين طفلك على النوم بهدوء؟ من عمر 3 وحتى 12 شهراً؟ *ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
