اقتصاد / ارقام

بين العقوبات والحصار .. كيف يؤثر تصعيد ترامب ضد على أسواق النفط؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

استولت القوات الأمريكية على ناقلة نفط قبالة سواحل في وقت سابق هذا الشهر، وبعد أيام أمر الرئيس "ترامب بمنع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات من دخول البلاد والخروج منها في تصعيد حاد لحملة الضغط التي تشنها واشنطن ضد حكومة الرئيس "نيكولاس مادورو" من العقوبات إلى ما يمكن اعتباره عملاً عسكريًا، مما أثار حالة من الارتباك في أسواق .

 

 

الهدف الحقيقي

لم يستبعد "ترامب" في ضغوطه وتهديداته المستمرة إرسال قوات برية إلى فنزويلا  - موطن أكبر احتياطيات نفطية في العالم - في إطار ما وصفته إدارته بحملة لمكافحة تهريب المخدرات، لكن يرى "مادورو" أن الاستيلاء على احتياطيات النفط الهائلة في بلاده هي الهدف الحقيقي للرئيس الأمريكي، وحذر من تهديد ذلك لاستقرار إنتاج النفط الفنزويلي والسوق الدولية.

 

التدخل العسكري

يعرقل التصعيد الأخير صادرات النفط الفنزويلية للأسواق العالمية، إلى جانب أنه يوتر العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة ويثير ردود فعل انتقامية من كاراكاس وحلفائها لا سيما حال استهدفت واشنطن المنشآت العسكرية الفنزويلية، ويرى محللون أنه في حال إجبار "مادورو" على التنحي، فإن التداعيات الفوضوية المحتملة قد تزعزع استقرار الإنتاج في فنزويلا.

 

مكانة فنزويلا

لا تزال فنزويلا لاعبًا مهمًا في سوق النفط، لكنها ليست بنفس أهميتها السابقة، يقدر إنتاجها حاليًا عند مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل ثلث ذروة إنتاجها البالغة 3 ملايين برميل قبل 25 عامًا، وذلك حسب "باتريك دودي" السفير السابق لدى فنزويلا في عهدي "جورج دبليو بوش" و"باراك أوباما"، كما أن لديها احتياطيات هائلة، لكن قطاع النفط نفسه يعاني من نقص التمويل منذ سنوات.

 

 

إنتاج هش

عند النظر في تاريخ فنزويلا وتحديدًا في الفترة بين عامي 2002 و2003، يتضح أن صادراتها النفطية انخفضت إلى أقل من 200 ألف برميل يوميًا من 3 ملايين برميل يوميًا بسبب إضراب عمال النفط الذي شنته المعارضة مما وجه ضربة قاصمة للاقتصاد، ويظهر مدى سرعة تراجع إنتاجها حتى من دون أي تدخل عسكري.

 

التعافي طويل المدى

إلى جانب أن الإنتاج الفنزويلي سيحتاج إلى سنوات عديدة للتعافي من أي تدخل عسكري أمريكي واسع النطاق، خاصة وأن الدولة المثقلة بالديون أهملت صيانة البنية التحتية الرئيسية لحقولها النفطية، ومن المرجح أن تؤدي الانقطاعات طويلة المدى في الإمدادات الفنزويلية إلى ارتفاع أسعار النفط ولا سيما الديزل.

 

لماذا الديزل؟

أنواع الخام الثقيل الحامض الفنزويلية مناسبة للغاية لإنتاج الديزل الذي يعتبر عنصرًا رئيسيًا في معظم الصناعات تقريبًا، وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن أسواق المشتقات النفطية المتوسطة - بما في ذلك الديزل - تعاني بالفعل من نقص المعروض، لذا فإنه في حال توقف وصول إنتاج فنزويلا إلى السوق فقد ترتفع أسعار الديزل مما يعزز التضخم العالمي.

 

سوق النفط العالمي

سوق النفط حساسة للصراعات أو التوترات الجيوسياسية وحالات عدم اليقين، لذلك ارتفعت الأسعار بأكثر من 2% في تعاملات اليوم بعد قرار حصار موانيء فنزويلا، وقد تواصل الصعود إذا طال أمد النزاع، ومثلاً بالعودة إلى تاريخ السوق يبرز ارتفاع سعر النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

 

أكبر المشترين

هي أكبر مشتر للنفط الخام الفنزويلي، ورغم أن الإمدادات الفنزويلية لا تمثل سوى 4% من إجمالي وارداتها من الخام، إلا أن البدائل قد تكون مكلفة وغير متاحة بشكل فوري لمشتري خام "ميري" الفنزويلي الثقيل للغاية، لكن قد تحمي وفرة إمدادات النفط السوق الصينية من التأثير قصير المدى للاضطرابات في فنزويلا.

 

وفرة الإمدادات

من المتوقع على نطاق واسع أن تشهد سوق النفط العالمية فائض في الإمدادات في العام المقبل، هذا إلى جانب التقدم المحرز في المفاوضات الهادفة لإنهاء الحرب في أوكرانيا والتي قد تؤدي إلى تخفيف أو ربما رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على شركات النفط الروسية مما يزيد المعروض في السوق.

 

كيف تؤثر ضغوط "ترامب" ضد فنزويلا على أسعار النفط العالمية؟

المحلل/الجهة

 

التوضيح

 

"فاندا فيلباب براون" الباحثة لدى معهد "بروكينغز"

 

 

تناولت تأثير الأزمة على الصين التي استثمرت بصورة كبيرة في النفط الفنزويلي من خلال تقديم قروض للحكومة الفنزويلية، موضحة أنها قد تقرر زيادة مشترياتها من روسيا أو من الشرق الأوسط.

وود ماكينزي

 

 

ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسعى لتغيير النظام في فنزويلا، أو كيف ستسير الأمور حال حدوث ذلك.

لكن في حال رفع العقوبات وتوفير الدعم التشغيلي والمالي الذي تشتد الحاجة إليه في فنزويلا فقد يكون لذلك أثر كبير على إنتاج البلاد على المديين القريب والبعيد.

 

"آندي ليبو" رئيس "ليبو أويل أسوشيتيش"

 

 

الحظر الكامل على النفط الفنزويلي سيؤثر على ما يتراوح بين 800 ألف و900 ألف برميل من النفط يوميًا، مما قد يرفع الأسعار بحوالي من دولارين إلى ثلاثة دولارات للبرميل.

وأشار إلى أن سوق النفط سيراقب رد فعل الصين التي قد تتردد في الالتزام بالعقوبات الأمريكية.
 

 

الخلاصة

في وضع تشوبه حال من عدم اليقين خاصة وأن عدد ناقلات النفط الذي سيتأثر بقرار الحصار الأخير لا يزال غير واضح، ومن المحتمل أن يسعى "ترامب" لتعزيز ضغوطه على "مادورو"، لكن بالتأكيد سيؤثر تصعيد الأعمال العدائية الأمريكية على أسواق النفط العالمية.

 

المصادر: أرقام – فنزويلا أناليسيز -  أويل برايس – بوليتيكو – أتلانتك كونسل – أويل أند جاز جورنال – إنرجي واير – سي إن بي سي

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا