ستة معارض ترصد التنوع الاجتماعي والوجداني للشعب اليوناني
************
يحتفي المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» بالعاصمة اليونانية ضيف شرف في دورته العاشرة، عبر تجربة بصرية تحمل عنوان «فضاء أثينا». وتضم التجربة أكثر من 140 عملاً لستة فنانين بصريين، وتقدم سرداً مصوراً يلتقط ملامح المدينة وحكاياتها، ويستحضر ما تختزنه من ذاكرة حضارية.
يأتي جناح أثينا ضمن ركن «فضاءات» المخصص للسرد القصصي المصور، الذي يعيد المهرجان من خلاله تقديم المعارض بوصفها منظومات ثقافية متكاملة يقرأها الزائر ويعيشها حكاية واحدة، لا أعمالاً فنية منفصلة تعرض متجاورة.
وخلال أيام المهرجان، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في منطقة الجادة من 29 يناير/ كانون الثاني إلى 4 فبراير/ شباط المقبلين، يقدّم «فضاء أثينا» أعمالاً حازت اعترافاً دولياً لما تطرحه من موضوعات إنسانية عميقة توثق حياة مجتمعاتٍ مهمشة، وتنوّه بجهود ممارسات الحفاظ على الهوية، وترصد التداعيات الإنسانية للتحولات الاجتماعية.
ويتقاطع هذا التوجه مع شعار «إكسبوجر» 2026: «عقد من السرد القصصي البصري»، مؤكداً مكانة المهرجان نقطة لقاء عالمية للثقافة البصرية والأفكار الإبداعية.
تجمع دورة 2026 من «إكسبوجر» أكثر من 420 مصوراً وصانع أفلام وفناناً بصرياً في أكثر من 570 فعالية، تشمل 95 معرضاً تتضمن 3,200 عمل فني، و126 خطاباً وجلسة، و72 ورشة عمل، و280 جلسة تقييم السير الفنية، إلى جانب معرض تجاري لأبرز العلامات الرائدة في تقنيات التصوير.
التقاء الثقافات
تسلط المعارض الستة في «فضاء أثينا» الضوء على التنوع الاجتماعي والوجداني للشعب اليوناني، من عائلات الرعاة الرحّل، وأحياء المهاجرين، إلى مجتمعات تشكّلها الشعائر الدينية والعادات والإيمان والذاكرة المشتركة.
وفي معرض «ديافا» Diava، وهو الاسم الذي يطلق على المسار التقليدي الذي يسلكه الرعاة في الترحال الموسمي، يقدّم ديميتريس توسيديس توثيقاً بصرياً حياً لتقاليد الرعي والترحال التي تعود إلى قرون في شمال اليونان، وهي ممارسة أدرجتها «اليونسكو» في قائمة التراث الثقافي غير المادي.
ويركز توسيديس على تصوير آخر العائلات التي لا تزال تتمسك بهذه الهجرة الموسمية سيراً على الأقدام، فتلتقط عدسته روح الصمود في مواجهة تسارع الحداثة، وتستحضر أسئلة الذاكرة والفقدان، وما يتبدل من حياة كانت تتوارثها الأجيال.
وفي معرض «أوطان التنوع الصغيرة»، توجه المصورة مارو كوري عدستها نحو مجتمعات المهاجرين في أثينا، كاشفةً كيف يصوغ الناس معنى الانتماء داخل المدينة، وكيف تتشكل الأحياء متعددة الثقافات وتتحول مع مرور الزمن. وتتناول أعمال البورتريه، التي نشرتها مارو كوري في أبرز وسائل الإعلام الدولية، قضايا التعايش والهوية وواقع الحياة اليومية لأشخاص اتخذوا من أثينا موطناً لهم.
أما سلسلة «ديانة العالم» للمصور أثناسيوس مالوكوس، فتستكشف الحالات الوجدانية داخل الطقوس والشعائر الدينية، مسلطة الضوء على الحِداد، وشدة التجربة الروحية، ولحظات الارتقاء والسمو الروحي.
وفي معرض «الأثينيون»، يقدم سقراط بالتاجيانيس أعمال بورتريه لأثينا من خلال وجوه مجتمعاتها، موثقاً تفاصيل حياة يومية صاغتها مدينة تمرّ بمرحلة تحوّل اجتماعي واقتصادي. أُنجزت سلسلة هذه الصور في فترة تحول جذري مر بها المصور والعاصمة اليونانية أثينا على حد سواء، لتعكس تشابك حكايات الأفراد الشخصية وقدرتهم على التكيف مع الظروف في النسيج الحضري للمدينة، بما يوثق بشكل صادق وهادئ حياة الناس في أثينا المعاصرة.
ويقدم الفنان أنطونيس باسفانتيس دراسة امتدت لعقد كامل حول نهر «إيفروس» الذي يشكل الحد الطبيعي الفاصل بين اليونان وتركيا. ويرصد عمل باسفانتيس «إيفروس: الحياة على الضفتين» تفاصيل الحياة على طول الحدود، متتبعاً مجتمعات تتأثر حكاياتها بالجغرافيا والتاريخ والتحولات السياسية.
كذلك، يسلط مشروع باسفانتيس الضوء على صور التعايش بين المسيحيين والأقلية المسلمة السنية إلى جانب آخر مجتمع علوي في اليونان، موثقاً طقوسهم واحتفالاتهم وتحدياتهم اليومية.
وفي معرض «ميتوس: خيط اليونان»، يوثّق المصوّر مايكل باباس الأزياء والملابس التقليدية عبر مناطق اليونان المختلفة، كاشفاً السرديات الثقافية المتجسدة في اللباس والطقوس والهوية. ويستكشف المشروع الأزياء بوصفها أرشيفاً حياً لمعانٍ اجتماعية وتاريخية واقتصادية وثقافية.
مساحة للتفكير والتأمل
بما يعكس بنية المهرجان الجديدة القائمة على الهوية، لن يقتصر «فضاء أثينا» على عروض ثابتة، بل تتضمن أيضاً خطابات وجلسات وحوارات تبحث دور التصوير أداة لتوثيق الذاكرة والتراث والحقيقة.
ومن أبرز الفعاليات جلسة رئيسية تقام على «المنصة X» بعنوان «قصص عن الهجرة والثقافة والإنسانية» ينظمها مهرجان أثينا للتصوير الصحفي، وتستكشف كيفية توثيق السرديات البصرية النزوح والتعايش والكرامة الإنسانية، وكيف تسهم الصور في فهم الهجرة والتحول الاجتماعي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
