أثبت باحثون في جامعة «لوبورو» البريطانية أن مخلفات القهوة اليومية تمتلك قدرة فائقة على تنقية المياه الملوثة، من خلال تحويلها إلى مرشحات مستدامة ومنخفضة الكلفة قادرة على امتصاص المعادن الثقيلة السامة مثل الرصاص والنحاس والزنك.

وكشفت دراستان حديثتان للجامعة أن الهياكل النباتية المسامية الموجودة في تفل القهوة تعمل كمصائد طبيعية تلتقط أيونات المعادن الضارة بكفاءة عالية.

وأظهرت النتائج أن استخدام مخلفات القهوة، سواء في صورتها الخام أو بعد معالجتها، نجح في إزالة 96% من الملوثات المعدنية، ما يفتح آفاقاً جديدة لتبني حلول بيئية تعزز مفهوم الاقتصاد الدائري.

وأوضحت د. مونيكا ماهاجان، المؤلفة الرئيسية للدراسة الأولى:«هذا الابتكار يحول منتجاً يُلقى عادة في مكبات النفايات إلى مادة ماصة عالية القيمة، مشيرة إلى أن تحسين ظروف تحلل هذه البقايا ساهم في تعزيز أدائها مع الحفاظ على الكلفة الزهيدة للعملية.

وركزت الدراسة الثانية على دمج بقايا القهوة مع قشور الأرز، وهو مزيج أثبت فعالية أكبر عند التعامل مع مستويات التلوث العالية، ما يقلل من استهلاك الطاقة وتكاليف معالجة المياه التقليدية.

ويأتي هذا الكشف في وقت يستهلك فيه العالم سنوياً ملايين الأطنان من القهوة، ما يخلف كميات هائلة من النفايات العضوية.

وبدلاً من أن تسهم هذه النفايات في زيادة أعباء البيئة، يؤكد البحث أن تحويلها إلى أدوات لتنظيف المياه، سيوفر مواد بأسعار معقولة للدول والمجتمعات التي تعاني تلوث المصادر المائية.