بعد ان استعرضنا كل ما نعرفه عن Total War Warhammer 40k  الجزء الأول نستكمل القائمه في الجزء الثاني.

فصائل Total War Warhammer 40k المتاحة عند الإطلاق

كما هو الحال مع سلسلة Total War Warhammer الأصلية ستنطلق Total War Warhammer 40k أيضا بعدد أربع فصائل أساسية عند الإصدار الرسمي. هذه الفصائل تمثل أعمدة عالم Warhammer 40k وتعكس تنوعه الكبير من حيث الأسلوب العسكري والعقيدة والهوية القتالية. فيما يلي عرض موسع للفصائل المؤكدة رسميا بناء على ما ورد في التدوينة الرسمية للمطورين.

تعد Space Marines نخبة محاربي البشرية وهم جنود تم تعزيزهم وراثيا ليكونوا أسلحة حرب مثالية. رغم قلة أعدادهم مقارنة ببقية الفصائل إلا أن كل محارب منهم يعادل قوة وحدات كاملة من الجيوش الأقل شأنا. يرتدون دروعا طاقية مقدسة ويستخدمون أسلحة فتاكة مصممة لتحقيق أقصى قدر من الدمار. تعتمد هذه الفصيلة على الضربات الدقيقة والقوة الساحقة والانضباط الصارم مما يجعلها قوة هجومية لا تعرف التراجع.

تمثل Orks فصيلة تعتمد على الفوضى والقوة العددية حيث تتكون جيوشهم من حشود هائلة لا تنتهي من المحاربين المتوحشين الذين يعيشون من أجل الحرب فقط. يندفعون إلى ساحات القتال في موجات ضخمة مستخدمين أسلحة غير متوقعة وآلات حرب بدائية لكنها مدمرة. أسلوب Orks يعتمد على الضغط المستمر والعدد الهائل والدمار العشوائي مما يجعل مواجهتهم مرهقة حتى لأقوى الجيوش المنظمة.

تجسد Aeldari واحدة من أقدم الأعراق الفضائية في المجرة حيث كانوا في زمن ما سادة النجوم قبل أن يتراجع نفوذهم ويصبحوا مهددين بالانقراض. هذه الفصيلة تعتمد على السرعة والرشاقة والدقة النفسية العالية. يستخدم محاربو Aeldari قدرات سايكر متقدمة وأسلحة أنيقة عالية التقنية تسمح لهم بضرب نقاط الضعف ثم الانسحاب بسرعة قبل أن يتم الرد عليهم. أسلوبهم القتالي يعتمد على المناورة والضربات الخاطفة بدلا من المواجهة المباشرة طويلة الأمد.

تمثل Astra Militarum العمود الفقري للقوات البشرية وأكبر قوة عسكرية من حيث العدد داخل Imperium of Man. تعتمد هذه الفصيلة على الجيوش الضخمة والانضباط الصارم والدعم الناري الكثيف. تتقدم صفوف الجنود تحت هدير الدبابات الثقيلة وقصف المدفعية المستمر. ورغم ضعف الجندي الفردي مقارنة ببعض الفصائل الأخرى إلا أن قوة Astra Militarum تكمن في التنظيم والإصرار والقدرة على سحق العدو عبر التفوق العددي والدعم العسكري المتواصل.

قد يتساءل بعض اللاعبين عن غياب Chaos Space Marines عند الإطلاق وهو سؤال متوقع نظرا لأهمية هذه الفصيلة داخل عالم Warhammer 40k. أكدت Creative Assembly أن فصائل Chaos ليست موجودة عند الإطلاق لكنها جزء أساسي من الخطط المستقبلية إلى جانب باقي الفصائل الأيقونية في هذا العالم. هذا التصريح يشير إلى نية المطورين توسيع اللعبة بشكل تدريجي بعد الإصدار.

يذكر أن Creative Assembly واجهت انتقادات كبيرة في أول Total War Warhammer عندما قدمت Chaos كفصيلة DLC للطلب المسبق وهو قرار أثار استياء شريحة واسعة من اللاعبين نظرا للدور المحوري الذي تلعبه Chaos في عالم Warhammer. من المحتمل أن يكون غيابها عند الإطلاق هذه المرة محاولة لتجنب تكرار الجدل السابق ومنح الفريق الوقت الكافي لتقديم الفصيلة بالشكل اللائق الذي يعكس أهميتها الحقيقية داخل الإعداد العام.

بهذه الفصائل الأربع تضع Total War Warhammer 40k أساسا قويا لتجربة استراتيجية متنوعة عند الإطلاق مع وعد بتوسعات مستقبلية تضيف المزيد من الفصائل وتعمق الصراع داخل هذا العالم grimdark الواسع.

قصة وإعداد Total War Warhammer 40k

تقع أحداث Total War Warhammer 40k في المستقبل القاتم للألفية 41 وهو العصر الذي يعرف في عالم Warhammer 40k بحالة الصراع الدائم والانهيار المستمر. في هذا الزمن يقف Imperium of Man محاصرا من جميع الجهات نتيجة الهجمات المتكررة من Xenos وهم الأعراق الفضائية المعادية التي تهدد بقاء البشرية على مستوى المجرة بأكملها.

في الوقت نفسه لا يقتصر الخطر على الأعداء الماديين فقط بل يمتد إلى قوى أعظم وأكثر فسادا تتمثل في آلهة الفوضى القادمة من immaterium وهم Khorne و Nurgle و Tzeentch و Slaanesh. هذه الكيانات تسعى بشكل دائم إلى إفساد العوالم والبشر وتحقيق السيطرة المطلقة بينما تتصارع فيما بينها على النفوذ والهيمنة وتدمير المجرة بالكامل.

تركز Total War Warhammer 40k تحديدا على حقبة Era Indomitus وهي واحدة من أكثر الفترات اضطرابا في تاريخ Imperium of Man. تبدأ هذه المرحلة بعد حدث Fall of Cadia وهو السقوط الكارثي للعالم الحصين الذي كان يمثل خط الدفاع الأساسي ضد قوى الفوضى القادمة من Eye of Terror.

مع تدمير الأعمدة القديمة التي كانت تحمي Cadia ينفتح Eye of Terror بشكل غير مسبوق ويطلق عاصفة Warp هائلة تمتد عبر المجرة بأكملها تعرف باسم Cicatrix Maledictum. هذه العاصفة تشق المجرة إلى قسمين وتفصل الكواكب عن بعضها البعض مما يؤدي إلى عزل أنظمة كاملة وانهيار سلاسل الإمداد والقيادة داخل Imperium of Man.

نتيجة لهذا الانقسام تدخل المجرة في حالة فوضى شاملة حيث تصبح السيطرة على الكواكب أكثر صعوبة وتتزايد الهجمات من جميع الجهات. يجد Imperium of Man نفسه مجبرا على خوض حروب متعددة في وقت واحد بينما تحاول الفصائل الأخرى استغلال هذا الانهيار لتحقيق مكاسب إقليمية أو تدمير أعدائها بشكل كامل.

يعكس هذا الإعداد القاتم جوهر Total War Warhammer 40k حيث لا يوجد أمل حقيقي في السلام بل صراع دائم من أجل البقاء والسيطرة. تمثل Era Indomitus خلفية مثالية لتجربة استراتيجية واسعة النطاق تجمع بين إدارة الإمبراطوريات وخوض حروب شاملة في عالم يمزقه الانقسام والفساد والحرب المستمرة.

ميزات أسلوب اللعب في Total War Warhammer 40k

تشير المعلومات والعرض الأولي لأسلوب اللعب إلى أن Total War Warhammer 40k تحافظ على البنية الأساسية المعروفة للسلسلة مع إجراء تعديلات جوهرية لتناسب طبيعة عالم Warhammer 40k المستقبلي. تعتمد اللعبة على خريطة استراتيجية كبرى تمثل المجرة حيث يتحكم اللاعب في أسطوله الحربي ويتنقل بين الأنظمة النجمية بدلا من الخرائط القارية التقليدية.

على مستوى اللعب الاستراتيجي بنظام الأدوار يقوم اللاعب بالتوسع عبر الأنظمة الشمسية واحتلال الكواكب وبناء الحصون وتطوير البنية العسكرية والاقتصادية إلى جانب ترقية الأسطول الفضائي. كل قرار يتم اتخاذه على خريطة المجرة ينعكس بشكل مباشر على المعارك الأرضية التي تدار في الوقت الحقيقي.

عند الانتقال إلى المعارك تتحول اللعبة إلى نمط RTS حيث تخوض الجيوش اشتباكات برية واسعة النطاق باستخدام وحدات مستقبلية متقدمة تتناسب مع هوية Warhammer 40k. هذا الدمج بين التخطيط الاستراتيجي طويل المدى والمعارك التكتيكية المباشرة يمثل جوهر تجربة Total War المعتادة مع توسع واضح في الحجم والنطاق.

من أبرز الإضافات المؤكدة وجود نظام Army Painter وهو عنصر مهم لعشاق Warhammer 40k حيث يسمح بتخصيص الجيوش بشكل كامل. يمكن للاعب إنشاء فصول Space Marines مخصصة وتعديل ألوان الدروع والشعارات بالإضافة إلى تخصيص الوحدات بقدرات تكتيكية وصفات مميزة ومعدات حربية نادرة. هذا النظام يمنح حرية إبداعية كبيرة ويجعل كل جيش فريدا من نوعه.

أكد المطورون أيضا وجود ميزة Exterminatus وهي إحدى أكثر المفاهيم شهرة في عالم Warhammer 40k حيث يمكن للاعب محو كوكب بالكامل من الوجود لمنع العدو من الاستفادة منه. هذه الميزة تضيف بعدا استراتيجيا خطيرا يعكس قسوة قرارات Imperium of Man ويجعل بعض الخيارات ذات عواقب دائمة على مجرى الحملة.

تلعب الضربات المدارية دورا مهما في المعارك حيث ظهر في العرض استخدام الليزر المداري ومن المتوقع وجود قدرات قصف متعددة تعتمد على الفصيلة. قد تشمل هذه القدرات ضربات مدفعية Basilisk لقوات Astra Militarum أو هجمات جوية باستخدام Thunderhawk لدى Space Marines مما يعزز الطابع السينمائي والدمار واسع النطاق في المعارك.

تشير المعلومات أيضا إلى وجود وحدات ضخمة الحجم حيث سيتمكن اللاعب من تجنيد وحدات نخبة ومحاربين مخضرمين إلى جانب آليات عملاقة وآلات حرب هائلة. يبدو أن مقياس المعارك سيكون أكبر حتى من Total War Warhammer السابقة مع احتمال ظهور وحدات ضخمة مثل Imperial Knights بينما يبقى استبعاد Titans واردا في الوقت الحالي.

تم التأكيد على وجود نظام تفاعل متقدم مع التضاريس حيث تؤثر الضربات والانفجارات بشكل مباشر على أرض المعركة. كل تأثير يعيد تشكيل البيئة ويخلق مناطق غطاء جديدة مما يفتح فرصا تكتيكية متجددة ويجعل التمركز واستخدام التضاريس عاملا حاسما في سير القتال. هذا العنصر ضروري لتجسيد طبيعة القتال في Warhammer 40k التي تعتمد بشكل كبير على الاحتماء والتحرك الذكي.

من النقاط المثيرة للاهتمام أن اللعبة لا تبدو وكأنها تضع اللاعب في دور Primarch مثل Roboute Guilliman عند قيادة Space Marines. نظرا لأن Primarchs يعدون كائنات شبه إلهية فإن وجودهم قد يخل بتوازن اللعب. بدلا من ذلك تشير الدلائل إلى استخدام قائد Space Marine أكثر عمومية مما يمنح اللاعبين حرية أكبر في تخصيص فصولهم دون الارتباط بشخصية واحدة محددة.

هذا التوجه يدعم فكرة Army Painter وإنشاء فصول مخصصة ويمنح اللاعبين مساحة أوسع للتعبير عن أسلوبهم داخل اللعبة. ومع ذلك تبقى هذه التفاصيل غير مؤكدة بشكل نهائي حتى الكشف المرتقب في جلسة المطورين القادمة.

بشكل عام توحي ميزات أسلوب اللعب في Total War Warhammer 40k بتجربة استراتيجية أوسع وأكثر طموحا تجمع بين عمق Total War الكلاسيكي والدمار الشامل والخيال العلمي القاتم الذي يميز عالم Warhammer 40k.