سوهاج أحمد عبدالعال
الجمعة، 19 ديسمبر 2025 04:00 صفي قلب الصحراء الغربية بمحافظة سوهاج، وعلى بعد 21 كيلومترا فقط من المدينة، يقف الدير الأحمر شامخا كأحد أهم معالم التراث الديني والإنساني في مصر، وواحد من أعرق الأديرة التي شهدت بدايات الرهبنة في القرن الرابع الميلادي.
ويعد الدير محطة رئيسية على خريطة السياحة الدينية، نظرا لمكانته التاريخية ودوره البارز في الحياة الروحية للكنيسة المصرية عبر أكثر من 1600 عام.
يرجع تأسيس الدير الأحمر إلى الأنبا بيجول، خال الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، الذي جاء إلى هذه الصحراء في بدايات القرن الرابع الميلادي ليؤسس نواة الحياة الرهبانية هناك، ويعيش معه ما يقرب من ثلاثين راهبًا اتخذوا من الزهد والتأمل نهجا لحياتهم اليومية ومع مرور الزمن، تحوّل المكان إلى مركز روحي بارز، وواحد من أعظم الأديرة في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية.
جاء الاسم من الطوب الأحمر الذي بنيت به جدران الدير في تصميم معماري فريد، امتزج فيه الطوب الأحمر مع حجر الجير الأبيض وبعض أعمدة الجرانيت الوردية والسوداء، ليشكل تناغمًا بصريا بديعا يعكس عبقرية البناء القبطي المبكر.
لم يخلو تاريخ الدير من المحن، فقد تعرض لحريق كبير خلال العصر الروماني، ثم لحريق آخر على يد البربر، إلا أن ذلك لم يُفقده مكانته أو معالمه الأساسية إذ بقيت الكنيسة الرئيسية والحصن الجنوبي قائمين حتى اليوم، شاهدين على قدرة الدير على الصمود أمام الزمن.
يضم الدير كنائس متعددة تحمل طابعا معماريا وروحانيًا فريدا، من بينها كنيسة الأنبا بيجول والأنبا بيشاي، وهي الكنيسة الرئيسية ذات الصحن المستطيل المقسّم إلى ثلاثة أجنحة، بالإضافة إلى كنائس أخرى مثل كنيسة السيدة العذراء وكنيسة الأنبا كاراس السائح وكنيسة الشهيد أبسخيرون القليني، وكنيسة القديسين مكسموس ودوماديوس، وتوجد كنيسة ملحقة في الركن الجنوبي الغربي تُعرف أيضا باسم السيدة العذراء
يعد الحصن من أبرز معالم الدير، ويعتقد أنه بني في عهد الإمبراطورة هيلانة. صمم بطريقة تمكن الرهبان من البقاء داخله لفترات طويلة في أوقات الغزو، حيث يضم قلالي ومخازن وكنيسة صغيرة ومصادر مياه، وهو نموذج فريد من العمارة الدفاعية في الأديرة القديمة.
بقايا حضارية.. مدينة صناعية كانت هناإلى الشمال من الكنيسة الرئيسية، تظهر بقايا معمارية قديمة يعتقد أنها كانت جزءا من مدينة صناعية قديمة، ما يجعل منطقة الدير ذات قيمة أثرية متعددة الجوانب تجمع بين التاريخ الديني والإنساني والعمراني.
وجهة سياحية وروحية لا تفوتك زيارتهااليوم، يعد الدير الأحمر مقصدا مهما للسياحة الدينية والباحثين في التراث المسيحي، نظرا لما يحمله من تاريخ طويل وحياة رهبانية أصيلة، ومعمار فريد يروي حكايات قرون مضت.
كيفية الوصول إلى الدير الأحمرمن أقرب الطرق لو أنت قادم عبر مطار سوهاج الدولى ومنها تستقل تاكسى إلى الدير ، أما لو قاصد الدير قادما عبر السكة الحديد من الوجه البحرى أو القبلى يصل لمحطة سكك حديد سوهاج ومن المحطة يستقل سرفيس أو تاكسى إلى الدير ليستمتع بأروع المناظر الخلابة داخل الدير العظيم، الذى يعد من أهم المعالم القبطية الشهيرة ليست في محافظة سوهاج فقط بل على مستوى كل المحافظات المصرية.

منظر للدير من الداخل

رسومات بالدير

رسومات الصحن

الرسومات بالداخل

الدير الأحمر بسوهاج

أعمدة الدير
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
