عرب وعالم / السعودية / صحيفة عاجل

مجالس البيوت الطينية.. تاريخ محفور في الذاكرة

تم النشر في: 

20 ديسمبر 2025, 7:20 مساءً

تعد مجالس البيوت الطينية في القرى والبلدات القديمة أحد أبرز الملامح الاجتماعية والثقافية، حيث لم تكن مجرّد فراغات معمارية تقليدية، بقدر ما كانت فضاءات حيّة نابضة بالتفاعل الإنساني، تتشكّل فيها العلاقات، وتُصاغ من خلالها ملامح الهوية، وتُحفظ بين جدرانها الذاكرة الجمعية لأبناء المكان.

وفي قرى منطقة الحدود الشمالية، مثل قرية لينة التاريخية، ولوقة، والدويد، وأم رضمة، برزت هذه المجالس بوصفها القلب النابض للحياة اليومية، وملتقى الأهالي، ومحطة استقبال الضيوف، ومنطلق الحكايات التي تناقلتها الأجيال، حتى غدت جزءًا لا يتجزأ من ملامح المكان وروحه.

ورغم بساطة تلك المجالس ومحدودية مساحاتها، إلا أنها كانت تتّسع للجميع، تحتضن الحشود ولا تضيق بأهلها، وكأنها خُلقت لتمنح الإنسان شعور الألفة والانتماء.

فجدرانها الطينية، التي حفرت فيها تشققات الزمن، لم تكن علامات وهن، بل شواهد حيّة على أعمارٍ مضت، وحكايات تعاقبت، وأجيال مرّت وخلّفت أثرها في تفاصيل البيوت والأفنية.

ولم تُشيَّد تلك المجالس وفق مقاييس الترف أو مظاهر التكلف، بل بُنيت من مواد المحيطة، بما يلبّي الحاجة ويعكس بساطة العيش ونقاء السجية، وتشكّلت شخصية الإنسان الفطرية بعفويتها وصفائها، بعيدًا عن التعقيد، لتغدو المجالس مرآةً صادقة لروح المجتمع، وقيمه الأصيلة، وأنماط تواصله القائمة على القرب والتكافل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة عاجل ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة عاجل ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا