اقتصاد / صحيفة الخليج

تشيلي.. جبال الأنديز تعانق ساحل الهادئ

تشيلي أرضٌ تزخر بجمال طبيعي أخّاذ وتناقضات خلابة، حيث تلتقي قمم جبال الأنديز الشاهقة مع ساحل المحيط الهادئ الشاسع، وتتناقض الصحارى القاحلة والشواطئ البكر، والينابيع الحرارية الأرضية الساخنة والأنهار الجليدية، فهي أرض مرتبطة بشكل عميق بالبيئات الطبيعية التي شكّلت تاريخ شعوبها وهويتها الوطنية.
وتتعدد في تشيلي العجائب الطبيعية ذات الشهرة العالمية، إضافة إلى مناطق ريفية لا تزال تقاليدها راسخة ومراكز حضرية حديثة، وسواء كانت العطلة بهدف قضاء الوقت في المغامرة أو الاسترخاء أو الانغماس في أجواء ثقافية مختلفة، فإن الوجهات التالية تحقق هذه الرغبة.


سيرو سان كريستوبال
في الغالب يمرّ زوار تشيلي، عبر سانتياغو بدافع الضرورة، على سبيل المثال عندما يكونون في طريقهم إلى البراري، التي تشتهر بها تشيلي، إلا أن هذه المدينة النابضة بالحياة تستحق التوجه إليها خصيصاً لاستكشافها. وأفضل الطرق للاستمتاع بمشاهدتها تكون على ارتفاع نحو 1800 قدم فوق سطح الأرض، من على قمة جبل سيرو سان كريستوبال، أحد أعلى جبال المدينة.
بحسب وسيلة الوصول يمكن إما القيام برحلة مشي لمدة ثلاث ساعات ذهاباً وإياباً إلى القمة، أو ركوب القطار الجبلي. ويقع الجبل في أكبر حديقة حضرية في أمريكا اللاتينية، وهي حديقة سانتياغو الحضرية التي تمتد على مساحة 1800 فدان من المساحات الخضراء. وللاستمتاع بالرحلة على أكمل وجه يمكن الجمع بين ركوب القطار والتنزه في حي بيلافيستا العصري ذي الطابع البوهيمي على الجانب الجنوبي من الجبل. ومن محطة بيو نونو تستغرق الرحلة 10 دقائق فقط إلى المحطة الأخيرة في كومبري، أي القمة. وهناك توجد إطلالة بانورامية على العاصمة وفرص رائعة لالتقاط الصور.
ومن يرغب في التعمق أكثر في الطبيعة الحضرية، يمكنه إضافة محطة في طريق عودته إلى حديقة الحيوانات في تشيلي، والتي تقع أيضاً على الجبل. ففي الداخل تتوفر فرصة مشاهدة مجموعة متنوعة من الحيوانات، من طيور البطريق إلى الأفيال والجمال، والتعرف إلى الجهود الوطنية المبذولة في مجال الحفاظ على .


منتزه باتاغونيا
من أبرز معالم الجذب السياحي في تشيلي، براري باتاغونيا الشاسعة والخلابة، فهي موطن لتنوع بيولوجي مذهل، فضلاً عن كونها من أفضل المواقع لمشاهدة الشفق القطبي الجنوبي. وتُعد حديقة باتاغونيا الوطنية من أفضل الحدائق لمشاهدة غزال الهويمول الرائع والمهدد بالانقراض، والذي يظهر رمزياً على شعار النبالة التشيلي. ومن المرجح أن يصادف الزائر أيضاً حيوانات الغواناكو (وهي من فصيلة الجمال) رغم صعوبة رصده، وأيضاً البوما المعروفة باسم أسود الجبال أو الكوجر.
وافتُتحت حديقة باتاغونيا الوطنية عام 2018، وهي من أحدث الحدائق الوطنية التي تُتيح فرصة الاستمتاع بجمال الطبيعة البكر، وتقع على طول طريق كاريرا أوسترال الشهير (طريق باتاغونيا)، وتمتد على مساحة تقارب 640 ألف فدان من سهوب الأنديز الوعرة، بمياهها الزرقاء المتجمدة، وحقولها المزدانة بالزهور البرية. ونظراً لحداثتها تكون مسارات المشي والتنزه فيها أقل ازدحاماً من غيرها من الحدائق الأخرى في المنطقة.
وتضمّ العديد من المنتزهات في باتاغونيا تضاريس وعرة لا يمكن الوصول إليها إلا للزوار ذوي الخبرة ومع ذلك تُعدّ حديقة باتاغونيا مكاناً رائعاً للعثور على مسارات مختلفة ما بين سهلة ومتوسطة الصعوبة، لاسيما في قطاع تامانغو. وتقع الحديقة على بُعد بضعة كيلومترات فقط من مدينة كوكرين، وتضمّ العديد من مسارات المشي النهارية المريحة على طول مياه نهر كوكرين الزرقاء الصافية، ما يجعلها مثاليةً للتعرّف إلى المنطقة لأول مرة.


منتزه توريس ديل باين
أدى التراجع الجليدي التدريجي على مدى آلاف السنين إلى نحت مناظر طبيعية تعد من الأجمل في العالم، والتي تتجلى في توريس ديل باين المصنفة أيضاً كمحمية للمحيط الحيوي من قبل اليونسكو. وبفضل جهود الحفاظ الوطنية، يعد المنتزه موطناً لواحدة من كبرى كثافات حيوانات البوما في العالم كما أنه موطن ل118 نوعاً من الطيور، ما يجعلها وجهة مثالية لهواة مراقبة الطيور. وتتوفر مسارات تقود الزائر عبر الأنهار المتدفقة، والوديان المملوءة بالأزهار البرية المتفتحة، والجسور المعلقة، والمنحدرات الشاهقة، والمضائق الجليدية، وغيرها الكثير. وما أجمل مناظر الأبراج الجرانيتية الضخمة التي سُمي المنتزه باسمها، والتي ترتفع إلى نحو 6500 قدم.
ويعد منتزه توريس ديل باين، بلا شك، أفضل منتزه في تشيلي للمُتنزهين المُتمرسين، بفضل مساحته الشاسعة، وهناك يمكن الاستمتاع بأقصى قدر من هذه الجنة البرية التي تبلغ مساحتها 550,000 فدان، من خلال استكشاف المناطق النائية على مدار عدة أيام، أو حتى أسبوع كامل. ويوجد العديد من الفنادق الشاملة داخل المنتزه لمن يرغبون في قاعدة مريحة للانطلاق منها في رحلات المشي النهارية، ومغامرات ركوب الخيل، ورحلات السفاري لمشاهدة الحياة البرية برفقة مرشدين.


حي بيلافيستا
حيّ بيلافيستا، الواقع شمال مركز سانتياغو مباشرةً، حيٌّ نابضٌ بالحياة يُشبه مسرحاً بوهيمياً حالماً أو مستقل، وشوارعه غير المصقولة تضمّ منازل أشهر أدباء تشيلي، بمن فيهم بابلو نيرودا، الحائز على جائزة نوبل في القرن العشرين. ولا يزال الحيّ مركزاً للإبداع ويزخر بالمقاهي والمتاجر الأنيقة.
وينبغي لعشاق الأدب والقراءة زيارة أحد منازل نيرودا، المعروف باسم «لا تشاسكونا»، والذي يُحافظ عليه كمتحف، كما تزخر بيلافيستا بالعديد من المطاعم الراقية، التي تضمن متعة الحواس بمجرد التجول فيها. ولتجربة مميزة، يمكن حجز تذاكر في أحد المراكز الثقافية العديدة في المنطقة لحضور عرض حي أو فعالية فنية، مثل مسرح موري بيلافيستا وقاعة إس سي دي بيلافيستا.
وتتميز هذه المنطقة حقاً بالفن الذي يمكن الاستمتاع به في شوارعها، فالجداريات والكتابات على الجدران والباعة المتجولون والفنانون يغطون كل مساحة متاحة تقريباً، فلا عجب أن يصف الكثيرون الحي نفسه بأنه «معرض فني مفتوح».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا