اقتصاد / صحيفة الخليج

المستقبل للمعادن.. والذهب والفضة يتوهجان

ارتفاع قياسي خلال 2025
الفضة 127%
الذهب 66%
النحاس 34%
الليثيوم 30%
لفائف الفولاذ المدرفلة 27 %
الألومنيوم 14%


«الاقتصادات الذكية» والطاقة الخضراء سببان للصعود

تعريفات ترامب والسياسات الحمائية خفضت المعروض


رغم أن العام كان حافلاً بالأحداث على صعيد الأسواق، إلا أن الأبرز كان بلوغ الذهب والفضة، مستويات قياسية جديدة، مسجلين أحد أفضل أعوامهما على الإطلاق.


وتشهد أسواق المعادن النفيسة انتعاشاً لافتاً مع نهاية عام 2025، حيث ارتفعت أسعار الذهب والفضة إلى مستويات قياسية جديدة مدعومة بعوامل اقتصادية وسياسية انعكست بقوة على معنويات المستثمرين في الأسواق العالمية. في جلسات الجمعة الماضي، استمر الذهب في التماسك قرب أعلى مستوياته في سبعة أسابيع، بينما ارتفعت الفضة لتقترب من مستويات قياسية كسرها المعدن في الجلسات الماضية، في ظل توقعات مستمرة بخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة خلال العام المقبل.


وسجلت أسعار الذهب والفضة، الجمعة بنهاية تعاملات الأسبوع، مستويات قياسية، حيث تجاوزت الفضة 67 دولاراً للأوقية بارتفاع سنوي 127%، والذهب 4342 دولاراً بزيادة 66%.


ولم يكن الذهب والفضة وحيدين في تحقيق المكاسب اللافتة. فقد ارتفعت أسعار المعادن الصناعية، كالنحاس والألومنيوم والصلب، بشكل كبير هذا العام، وكذلك الليثيوم، وهو معدن يُستخدم في صناعة البطاريات. وعلى عكس الذهب والفضة، اللذين يُقبل عليهما الناس كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين العالمية، فإن جزءاً كبيراً من تحركات أسعار هذه المعادن مدفوع بتوسع الذكاء الاصطناعي والتحول في قطاع .


وقد قال جيم ويدرهولد، مدير أوعية السلع في بلومبيرغ، في مذكرة للعملاء: «ينتقل العالم من اقتصاد يعتمد على الوقود الأحفوري إلى اقتصاد يعتمد على تقنيات تتكون من المعادن».

زيادة الطلب


تُصنع الأسلاك من النحاس، والهياكل من الفولاذ، ووحدات التبريد من الألومنيوم، والبطاريات من الليثيوم، ويتزايد الطلب على هذه المواد باستمرار. فقد ارتفعت أسعار النحاس 34% منذ بداية العام، بينما ارتفعت أسعار لفائف الفولاذ المدرفلة والألومنيوم 27% و14% على التوالي، كما ارتفع سعر الليثيوم بنسبة 30%.


يُمثل الطلب الناتج عن ثورة الذكاء الاصطناعي، والتحول في قطاع الطاقة، وغيرها من الصناعات، أحد جوانب المعادلة التي تدفع أسعار هذه المعادن إلى الارتفاع. لكن ضغوط العرض دفعت أيضاً أسعار المعادن الصناعية إلى الارتفاع طوال العام.على سبيل المثال، تأثرت الإمدادات العالمية من النحاس سلباً بسبب سلسلة من الكوارث البيئية.


في مايو/أيار 2025، تسببت الفيضانات في مجمع كاموا-كاكولا التابع لشركة إيفانهو في جمهورية الكونغو الديمقراطية في توقف مؤقت للإنتاج في أحد أكبر مناجم العالم. وبعد أشهر قليلة، أدى انهيار نفق في مجمع تعدين رئيسي في تشيلي وانزلاق طيني في منجم غراسبرغ التابع لشركة فريبورت-ماكموران في إندونيسيا إلى مزيد من التباطؤ في الإنتاج العالمي.


وفي سوق الليثيوم، أدى تعليق مؤقت للعمليات من قبل الحكومة الصينية في أحد مواقع التعدين الرئيسية لشركة «كالت» الصينية لصناعة البطاريات إلى ارتفاع حاد في الأسعار.

الألومنيوم والصلب


في أسواق الألومنيوم والصلب، حدّ ارتفاع أسعار الطاقة، الناجم عن الحرب في أوكرانيا وظهور الذكاء الاصطناعي، من عمليات مصافي التكرير حول العالم. كما أشار بنك «أي إن جي» في مذكرة بحثية إلى أن تقترب من بلوغ الحد الأقصى لإنتاجها من الألومنيوم.


عندما تظهر مخاطر جيوسياسية، أو عندما تقوم حكومة ما بفرض حظر على الصادرات في محاولة لرفع الأسعار، فإن هذا القطاع يستفيد بشكل مباشر من ارتفاع الأسعار. وقد أدت التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب إلى تقلبات في أسواق المعادن.


وتخضع واردات كل من الصلب والألومنيوم حالياً لتعريفة جمركية بنسبة 50%. أما بالنسبة للنحاس، فتخضع المنتجات نصف المصنعة والسلع كثيفة النحاس، مثل الأسلاك والأنابيب، لتعريفة جمركية مماثلة بنسبة 50%، مع استثناء خامات النحاس الخام.


عندما أعلن الرئيس ترامب في يوليو/تموز عن خطط لفرض تعريفات جمركية على النحاس، سارع التجار إلى نقل مخزونات النحاس من مستودعاتهم في الخارج إلى الولايات المتحدة لتجنب هذه الرسوم، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد. وعندما أوضحت الإدارة أن هذه التعريفات لن تُطبق على خامات النحاس الخام، عادت الأسعار إلى الانخفاض.


والآن، فإن النقص المتوقع في إمدادات النحاس والزيادة في طلبات سحب النحاس من مستودعات بورصة لندن للمعادن قد 'فاقما المخاوف بشأن نقص عالمي في الإمدادات.


تستعد شركة غلينكور، إحدى أكبر شركات تجارة المعادن في العالم، لزيادة إنتاجها من النحاس من حوالي 850000 طن هذا العام إلى1000000 طن في عام 2028 و1600000 طن بحلول عام 2035، وفقاً لبحث أجرته شركة جيفريز. وتوسع مصاهر الألومنيوم الإندونيسية، سعياً منها للاستفادة من ارتفاع الطلب، طاقتها التكريرية من هذا المعدن.


ولا يمثل هذا التفاعل بين الأسواق المالية والفعلية سوى جزء من الصورة الكاملة لسوق المعادن، حيث يؤثر الطلب المتزايد الناتج عن تطوير الذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً في الأسعار والتخطيط لدى شركات التعدين والتكرير والمستثمرين.


بالنسبة للألمنيوم، الذي يتطلب تكريره كميات هائلة من الطاقة الرخيصة، من المتوقع أن يؤدي معدل النمو المتوقع في الطلب على الكهرباء الناتج عن الذكاء الاصطناعي إلى تقليص هوامش أرباح مصاهر الألمنيوم ورفع الأسعار بشكل كبير. ومن المتوقع أن يؤدي توسع شبكات الطاقة، ومراكز البيانات، والأسلاك المستخدمة في رقائق الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، إلى زيادة الطلب على النحاس والصلب.

الليثيوم


أما الليثيوم، الذي تعاني الصين محدودية إمداداته، فيُستخدم في كل شيء بدءاً من التحول في قطاع الطاقة والمركبات الكهربائية وصولاً إلى تخزين الطاقة في البطاريات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا