الإسكندرية -أحمد الزغبي

شهدت منطقة أبو يوسف في العجمي غرب الإسكندرية، حادثة بالغة القسوة عندما تحوّلت الصداقة إلى مأساة، وانتهت علاقة جمعتها سنوات، لم يكن أحد يتخيل من أصدقائهم أن الخلاف بينهما يصل إلي أن يقوم المتهم بتنفيذ جريمة تُفقد الإنسان إنسانيته، المتهم لم يقطع جثمان صديقه بل حاول أن يقطع الأدلة ويمحو أثار جريمته، ولكن العدالة لا تنقطع والدم لا يختفي، والحق لا يضيع مهما طال الزمن والمتهم دائما يترك خلفه أثار لجريمته في لحظة سيطر علي المتهم الشيطان فترك خلفه جثمانًا ممزقًا جمع من أماكن متفرقة.

وكشفت التحقيقات، التي يجريها المستشار عمر أبو كليلة وكيل النائب العام لنيابة الدخيلة في الإسكندرية، اعترافات المتهم "ط.ح" والمتهم بقتل المجني عليه "ع.ع.ص" وتقطيع جثمانه ودفن جزء منه وإلقاء باقي الجثمان في مقلب قمامة، حيث اعترف المتهم في صفحات المحضر: لو كنت أعرف أن هما ممكن يعرفوا الجثة عن طريق البصمات كنت قطعت صوابع المجني عليه ودفنتها مع الرأس والقدم اليمني.

كشفت التحقيقات ، أن كاميرات المراقبة كشفت عدة مقاطع للمتهم ، حال تنفيذه الجريمة ، المقطع الأول حيث ظهر المتهم حاملا جوال بلاستيكي ممتلئ ، والمقطع الثاني عقب التخلص من الأجزاء الاولي ، ومقطع ثالث يظهر دون أن يحمل أشياء بيده ، والمقطع الرابع أثناء دخوله فرن ومقطع خامس أثناء خروجه من الفرن ويحمل اجولة بلاستيكية ، المقطع السادس حال توجه لشراء مواد الاسمنت ، والمقطع السابع حال حملة كيس بلاستيكي أسود ممتلئ ، وان تلك المقاطع تتخلص في قيام المتهم بارتكاب الواقعة وحال عرضه عليه اعترف أنه هو من في تلك الصور ومقاطع الفيديو.

وكشف المتهم " ط.ح.ع" عامل باليومية في التحقيقات، انه حضر من الصعيد منذ 3 سنوات واستقر في منطقة أبو يوسف ،وكان يقيم شقة عمال للايجار وهي عبارة عن غرفتين وصاله ، ويسكن بها المجني عليه " ع.ع.ص" عامل واخر يدعي " م.ا" والمجني عليه كان ينام في غرفة وانا والشخص الآخر في غرفة أخرى ، فنحن نعمل باليومية ، وطلب مني المجني عليه " ع.ع.ص" ، اقوم معه في عمل منذ سنة نقل عفش سيدة من منطقة أبو يوسف إلى منطقة البيطاش وذهبت معه ، وعقب الانتهاء نقل العش قالت السيدة آن درج الكمودينو كان يوجد به مبلغ 1200 جنيه ، فردوا عليها انهم لم ياخذوا تلك الاموال وممكن تفتشينا او تطلبي الشرطة فردت خالص ربنا يعوض علي وانتهوا من العمل وذهبوا الى المسكن.

وأضاف المتهم ، بعد مرور سنة وبالتحديد الجمعة الماضية بسبب ان المجني عليه يقوم باقتراض مبالغ مالية ، وطلب من المتهم مبلغ 1200 جنيه ، الخاصين بالسيدة التي عملوا لديها في نقل العفش فحدثت مشادة ، ورد المتهم قائلا : انا مش حرامي فقام المجني عليه بالسب والشتم بألفاظ بالام والاب وحدثت مشادة بينهم ، واستمر المجني عليه في طلب المبلغ وعاد في السب والقذف للمتهم وأهله، فقرر المتهم الانتقام منه.

تفاصيل تنفيذه الجريمة والتخلص من صديقه اعترافات صادمة أدلي بها المتهم أمام هيئة التحقيقات، حيث أكد أنه عقب الخلاف بينه وبين المجني عليه " ع.ع.ص" عامل ، انه عند نزول صديقهم الثالث العمل صباحا، قام المتهم بالنزول وإغلاق باب العمارة وكذلك أغلق باب الشقة جيدا واعد سلاحين سكانتين واحدة كبيرة والأخرى صغيرة ، ودخل الي غرفة المجني عليه وطلب منه الذهاب الي السيدة لأنها ذلك الخلاف فأخرج المتهم السكنية الصغيرة وطعنه بها في الرقبة وأخرج السكينة الكبيرة وطعنه عدة طعنات استقرت في البطن ، وقام بتقطيع الجثة أجزاء ودفن أجزاء منها في الشقة واخذ باقي الجثمان والقي به في صندوق القمامة ووضع متعلقاته داخل جوال حتى لا يفتضح أمره.

وكشف المتهم في التحقيقات، أن فكرة قتل صديقه والتخلص منه تولدت بعد أن قرر الانتقام منه لقيام المجني عليه بسبه وقذفه بالأم والأب واتهمه بالسرقة ، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.