الشرقية – فتحية الديب
الإثنين، 22 ديسمبر 2025 03:00 صفي قلب مدينة صان الحجر بمحافظة الشرقية، تلك المدينة التي احتضنت على أرضها واحدة من أعرق الحضارات المصرية القديمة، لا يزال أهالي المنطقة متمسكين بالمهن التراثية التي توارثوها عن الآباء والأجداد، في مشهد يعكس ارتباط الإنسان بجذوره وهويته.
حداد القرى الشعبيةفي زاوية صغيرة داخل أسواق قرى ومراكز صان الحجر والحسينية ومنشأة أبو عمر، يجلس العم عوض محمد، الشهير بـ"عوض الحداد" نافخ الكير، منتظرا المزارعين من الرجال والسيدات لإعادة الحياة من جديد إلى أدواتهم الزراعية. لم يكن مجرد حرفي، بل أصبح صديق وأخ للفلاحين في القرى والنجوع، بتمسكه بمهنة والده التي تمثل إرث ثقافي أصيل.
أكثر من 30 عاما قضاها العم" عوض محمد" متنقلا بين الأسواق في نطاق شمال محافظة الشرقية، معتز بحرفته التي ورثها عن والده نافخ الكير، وهي من أقدم الحرف التقليدية التي لا تزال تصارع للبقاء في زمن الآلات الكهربائية والمواتير الحديثة.
الكير روح الحرفة
يقول العم "عوض"أن صانع الكير، مهنة شاقة وتتطلب مهارة وحرفية عالية، أوديها بحب قبل أن تكون وسيلة لجمع المال، فهي مهنة تراثية أصيلة، لافتا أن الكير هو روح الحرفة، ولو انطف الكير توقفت الحياة، وبحكم الممارسة اكتسبت كثيرا من الخبرة لمعرفة متى تزيد النفخ ومتى تقلله، وكيف توجه الحرارة لتصل إلى قلب قطعة الحديد،، فالأمر ليس قوة جسدية فقط، بل إيقاع وزمن، ورغم ما شهدته المهنة من تطور، لا يزال العم "عوض" محتفظ بالكير كرمز للأصالة، مؤكدا أنه تعلم الحرفة من والده منذ أن كان في الحادية عشرة من عمره، وحرص على تعليمها لأبنائه حتى لا تندثر.
ويضيف العم " عوض" أن أدوات المهنة بسيطة، لكنها تحتاج إلى مجهود جبار،و أنه ما زال يحتفظ بالكير الذي يستخدمه منذ أكثر من 20 عاما وهو المسؤول عن ضخ الهواء على الفحم لإشعال النار ورفع درجة حرارتها،وبابتسامة ممزوجة بروح الدعابة، يؤكد العم "عوض" أن أغلب زبائنه من الفلاحين، إلا أن أكثر المترددين عليه من السيدات، مشيرا إلى أن أكثر ما يسعده هو رؤية فرحة الزبائن بعد الانتهاء من العمل.
ويعمل العم "عوض" مع صديقه العم " محمد أبو إسماعيل"، حيث يتقاسمان العمل؛ فيتولى هو جزء التسخين والتجهيز، بينما يتولى صديقه الجزء الآخر وهو سن الأسنان للشقارف والأدوات الزراعية.
فيما أشار العم " محمد " أنه يجيد حرفة صانع الكير منذ طفولته، وأن الكير هو المنفاخ الجلدي الضخم المستخدم في ضخ الهواء لإشعال النار وزيادة حرارتها، ثم تأتي أدوات أخرى مثل المرزبة والسندان لتليين الحديد حتى يصبح جاهز للتشكيل، في مشهد يجسد صراع حرفة أصيلة للبقاء وسط زحف التكنولوجيا.

اشهر نافخ كير بالشرقية

الجزء الثانى من مهنة نافخ الكير

عوض الحداد 1

نافخ الكير
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
