شهد قطاع السياحة والضيافة في دولة الإمارات خلال عام 2025 أحد أقوى أعوامه على الإطلاق، مدفوعاً بنمو قياسي في الإيرادات، وزخم متواصل في أعداد النزلاء، وتوسّع غير مسبوق في الاستثمارات والمشاريع الفندقية والسياحية على مستوى الدولة.
عزز القطاع مكانته كركيزة أساسية في مسار التنويع الاقتصادي والنمو المستدام، مع مساهمة بلغت 257.3 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي، واستقطاب عشرات الملايين من الزوار من مختلف أنحاء العالم. 
واصلت دبي وأبوظبي تصدر المشهد السياحي إقليمياً وعالمياً، برزت الشارقة والإمارات الشمالية لاعبين صاعدين في خريطة الضيافة العالمية، مدعومة بمشاريع نوعية، وبنية تحتية متطورة، وحضور دولي متنامٍ.
جاء هذا الأداء الاستثنائي مدعوماً بحملات سياحية ناجحة، وجوائز عالمية، وتدفقات قياسية للأثرياء والمستثمرين، ما رسّخ مكانة الإمارات وجهة سياحية واستثمارية عالمية تجمع بين الفخامة والاستدامة والجدوى الاقتصادية. وحققت دولة الإمارات نمواً في العديد من المؤشرات السياحية، وتميزت في الإشغال الفندقي على مستوى العالم خلال فترات من عام 2025.
إيرادات قياسية
شهد قطاع الضيافة في الدولة نمواً لافتاً هذا العام، حيث كشفت عدة تقارير عن انتعاش قوي للقطاع خلال عام 2025. وبحسب بيانات دائرة الاقتصاد والسياحة، حقق القطاع إيرادات فندقية بلغت 89 مليار درهم خلال الشهور العشرة الأولى من العام الجاري فيما وصل عدد المنشآت الفندقية في الدولة إلى 1243 منشأة تضم أكثر من 216 ألف غرفة. وهو من بين الأعلى إقليمياً وعالمياً بما يعكس مواصلة نمو القطاع السياحي في الدولة الذي يعد ركيزة أساسية في مسيرة التنويع الاقتصادي والنمو المستدام، وبلغت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي 257.3 مليار درهم أي ما يمثل 13% من الاقتصاد الوطني.

استقبلت المنشآت الفندقية خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري 23.27 مليون نزيل بنمو 4.9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، كما تم تسجيل أكثر من 79.3 مليون ليلة فندقية، وارتفعت الإيرادات الفندقية بنسبة 7.2% لتتجاوز 35.9 مليار درهم حتى الشهور التسعة الأولى. وزاد معدل الإشغال الفندقي إلى 79.3%.
وارتفع عدد الغرف المشغولة بنسبة 3.5% ليصل إلى 46.17 مليون غرفة مع زيادة في متوسط السعر اليومي للغرف بنسبة 4.2% ليصل إلى 557 درهماً، في ظل طاقة استيعابية بلغت 216248 غرفة موزعة على 1246 منشأة. وبحسب تقرير صادر عن شركة موردور إنتليجنس للأبحاث السوقية، فإن هذا النمو المتواصل جاء مدفوعاً بالزخم السياحي والاستثمار المتزايد في البنية التحتية الفندقية، حيث توقّع التقرير بلوغه 35.14 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.88%، بين عامي 2025 و2030.
ووفقاُ لبيانات مجلس السياحة والسفر العالمي فإن إنفاق السياح الدوليين في الإمارات من المتوقع أن يزيد 5.2% بنهاية 2025، ليصل إلى 228.5 مليار درهم، في حين سيزداد إنفاق السياح المحليين بنسبة 4.3%، ليصل إلى 60 مليار درهم.
33 مليون نزيل متوقّع
استقبلت المنشآت الفندقية في الامارات خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري أكثر من 23 مليون نزيل بنمو 4.9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، كما تم تسجيل أكثر من 79.3 مليون ليلة فندقية، وارتفعت الإيرادات الفندقية بنسبة 7.2% لتتجاوز 35.9 مليار درهم.
وتوقّعت وزارة الاقتصاد والسياحة أن يصل عدد نزلاء الفنادق في الدولة إلى 33 مليون نزيل خلال عام 2025.
وأكدت وكالة فيتش سوليوشنز نظرتها الإيجابية لقطاع السياحة في الدولة، متوقعةً أن يسجل نمواً قوياً في أعداد السياح هذا العام، بنسبة 7.2%، ليصل إلى 29 مليون سائح، كما توقعت أن يتوسّع عدد السياح الوافدين خلال الفترة بين 2025 و2029، ليصل إلى 33 مليون سائح في عام 2029، بمعدل نمو سنوي متوسط يبلغ 4.2%. مرجّحة أن يصل إجمالي عدد ليالي المبيت في الإمارات إلى 111.2 مليون ليلة في 2025. تصدّرت دبي المشهد الفندقي في 2025 مستحوذة على نحو 62.33% من إجمالي سوق الضيافة في الدولة، بحسب تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي، الذي لفت إلى أن السوق لم يعد محصوراً فقط في دبي وأبوظبي، بل امتدت الاستثمارات إلى الإمارات الشمالية، خاصة رأس الخيمة والفجيرة.

وفي موازاة ذلك، كشفت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي أن الإمارة استقبلت 17.55 مليون زائر دولي، حتى نوفمبر/ تشرين الثاني، في مؤشر على جاذبية دبي المتواصلة وتكامل منظومتها السياحية.
في الوقت ذاته، أوضحت شركة «اس تي ار» المتخصصة في أبحاث بيانات الضيافة، أن فنادق دبي تتجه لتحقيق متوسط إشغال يتجاوز 81% بنهاية 2025، بدعم الإقبال من السياح والفعاليات وهجرة الأثرياء إليها.
وكشفت بيانات الوكالة عن أن فنادق أبوظبي تتّجه لتحقيق مستويات إشغال بنسبة 80.8% بنهاية 2025، بدعم استضافتها الأحداث الرياضية والتجارية الكبرى مثل الفورمولا و«إيديكس»، والحفلات الموسيقية. وقد شهدت أبوظبي في 2025 زيادة قوية في أعداد الزوار، حيث استقبلت أكثر من 4 ملايين زائر في النصف الأول وحده.
الشارقة.. نمو لافت
تواصل إمارة الشارقة تعزيز مكانتها على خارطة السياحة العالمية، بكونها وجهة حيوية وعائلية وثقافية ومفضلة للزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث سجلت نمواً ملحوظاً في قطاع السياحة خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري. واستقبلت فنادقها نحو 1.47 مليون نزيل فندقي. فازت مجموعة الشارقة للضيافة التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، ب8 جوائز عالمية ضمن «جوائز الفنادق الفاخرة 2025»، على المستويين الإقليمي والعالمي، في إنجاز يعكس ريادة إمارة الشارقة في تطوير وجهات ضيافة تجمع بين الفخامة والاستدامة. فيما لعب مركز إكسبو الشارقة دوراً لافتاً في تعزيز السياحة في الإمارة من خلال عشرات الأحداث والفعاليات الدولية التي استضافها خلال العام.

مشاريع واعدة في الدولة
بحسب شركة «Lodging Econometrics» فإن عدد المشروعات الفندقية «قيد الإنشاء» في السوق الإماراتية خلال 2025 وصل إلى 103 مشروعات، بطاقة تجاوزت 26 ألف غرفة، وبزيادة سنوية قدرها 20% من حيث عدد المشاريع، و10% من حيث عدد الغرف.
شهد عام 2025 الإعلان عن تطوير مشروع عالم ومنتجع ديزني الترفيهي في جزيرة ياس في العاصمة أبوظبي، كما شهدت أبوظبي افتتاح أول محمية فراشات تفاعلية تابعة لحديقة الفراشات بأبوظبي.
وتواصل دبي العمل على مجموعة من المشاريع السياحية والترفيهية، منها مسار المشي الجبلي في حديقة مشرف الوطنية، إلى جانب مضمار حتا للدراجات الجبلية. وأعلنت دبي عن إطلاق مشروع «ثيرم دبي»، الذي يضم منتجعاً صحياً وحديقة تفاعلية، مع توقع اكتماله بحلول عام 2028.
وشهد 2025 إطلاق مجموعة من المشاريع السياحية في الشارقة، حيث تواصل هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» العمل على مشروع «شاطئ كلباء»، ويضم 11 وحدة تجارية. إضافة إلى مشروع جزيرة مريم متعدد الاستخدامات الذي يقع على الواجهة المائية.وتدخل رأس الخيمة مرحلة محورية في توسعها السياحي، بخريطة طريق طموحة تتضمن تطورات كبرى مثل افتتاح مشروع جزيرة المرجان، وإطلاق منطقة شاطئ المرجان الجديدة، والتقدم في مشروع «راك سنترال».
وفي إمارة أم القيوين أعلن عن إطلاق مشروع «داون تاون أم القيوين» على ساحل الإمارة، إلى جانب افتتاح مشروع «لكس غلامب» أحد أحدث المشاريع السياحية البيئية. وفي الفجيرة وقّعت مجموعة فنادق ماينور اتفاقية إطلاق منتجع «أفاني+ الفجيرة» المقرر افتتاحه عام 2028. كما تواصل عجمان دفع خطط تطوير البنية التحتية السياحية، وتحسين الواجهة البحرية، والمرافق المتعلقة بالفنادق والترفيه. ما يعزز فرص إطلاق مشاريع فندقية لاحقة.

«أجمل شتاء في العالم»
حقّقت حملة «أجمل شتاء في العالم»، في نسختها الخامسة نتائج اقتصادية نوعية للسياحة الداخلية، إذ بلغت إيرادات المنشآت الفندقية 1.9 مليار درهم بزيادة قدرها 86.9% مقارنة بالنسخة الثانية من الحملة، كما بلغ إجمالي عدد نزلاء المنشآت الفندقية في الدولة خلال فترة الحملة أكثر من 4.4 مليون نزيل، وبنسبة زيادة بلغت 62% مقارنةً بالنسخة الرابعة للحملة، وكذلك زيادة في معدل الإشغال الفندقي وصلت إلى 74%.
وجهة الأثرياء
شهدت الإمارات، وفي مقدمتها دبي، طفرة غير مسبوقة في استقطاب الأثرياء حول العالم، ما جعلها الوجهة الأكثر جذباً للمليونيرات في عام 2025، فوفقاً لتقرير «هينلي لهجرة الثروات الخاصة»، من المتوقع أن ينتقل إلى الدولة نحو 9800 مليونير هذا العام وحده، وهو الرقم الأعلى عالمياً، بما يعادل تدفق ثروات تُقدَّر ب63 مليار دولار. 
حضور دولي
شهد قطاع السياحة الإماراتي إنجازات دولية خلال 2025، أبرزها تولي شيخة ناصر النويس، ابنة الإمارات، منصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة. كما تصدّرت قائمة أعلى 7 وجهات عالمية في الإنفاق الدولي للسياح. وحازت العين لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2026. وحصلت دبي على شهادة أول وجهة سياحية معتمدة للتوحد في النصف الشرقي للكرة الأرضية، كما واصلت احتلال المراكز الأولى بوصفها أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2025، ضمن تصنيفات دولية عدّة. أما أبوظبي فقد حصدت جوائز سياحية عدّة، أبرزها جائزة الوجهة الرائدة لسياحة الأعمال في الشرق الأوسط، وجزيرة السعديات التي نالت جائزة الوجهة الشاطئية الرائدة في الشرق الأوسط، و«قصر الوطن» الذي حاز جائزة الوجهة الرائدة في السياحة الثقافية كما برز خلال عام 2025 فوز قرية مصفوت بلقب أفضل قرية سياحية عالمياً. واختارت جامعة الدول العربية مدينة العين لتكون عاصمة السياحة العربية لعام 2026.