عرب وعالم / النهار

فهمي للأمور عقد حياتي وسلبني فرحتي

سيدتي، لا يسعني اليوم وأنت بصدر رحب تستقبلين نجواي هاته سوى أن احيي قراء منبر قلوب حائرة. وأحيي سعة صدرك ورحابتها، ولن أجد من الكلمات. سوى أن اثمّن جهودك الطيبة في سبيل إرساء دعائم السكينة وراحة القلوب.

سيدتي، مشكلتي لا تعدو إلا أن تكون مشكلة العديد من الناس ممن جبلوا على الكياسة والطيبة. أمر لم يجدوه في العالم الكبير الذي نحيا به والذي فيه الكثير من اللغط والنفاق والتجهم. أي نعم سيدتي، فنحن في زمن لم يعد للعقلاء مكان، ولم يبقى للطيبين نصيب. كما أن من يفهم الأمور ويتسم بالكياسة بات قاب قوسين أوأدنى من أن يجد لنفسه مكانا بين الناس.

أصف نفسي بالتعيسة سيدتي أمام أناس يعتبرون الطيبة غباءا، وحسن التقدير خنوعا، والصدق جبنا.

لست أجد لي مكانا امام هؤلاء، ولست أقوى الإنسلاخ من مبادئي وما جبلت عليه من أخلاق. أحسّ بأنّ فهمني للأمور سيسلبني فرحة ويحرمني سعادتي. فهل هذا صحيح سيدتي؟

أختكم ف.رحيل من الغرب الجزائري.

الرد:

من الصعب أختاه أن تحيي مثل هذا الشعور بالنفور أو عدم التقبل من الآخر. ولعل الأفدح أنك تجدين نفسك مجبرة يا إما على التغير من أجل واقع مر، أو التشبث بما يراه الآخرون بلا جدوى أو داع.تتمتعين بحس عال من المسؤولية أختاه، ما جعلك تحسين بهذا الإحساس، لكنني أدعوك عوض التجهم و الإحساس بالنقص إلى التمسك والتحامل بما ترينه واجبا وصحيح.حيث أنه ليس بمقدورك التنصل لما عشته به ومن أجله طيلة سنوات والجميع يدرك أنه صحيح فقط حتى تركبي أمواج المواكبة وترضي الأخرين من المتنصلين من مبادئهم ، المتشبثين بالعنجهية والشماتة تجاه من هم أحسن منهم.
لا تتغيري من أجل أحد، وعليك أن تدركي أ، السعادة التي ترومين إليها تكمن في بقائك على النحو الصحيح الذي يكفل ويضمن لك راحة البال وعزة النفس. وإياك أن تفكّري يوما من أنك لوحدك فالعديد من الأنقياء يعانون من صمت.الفوز العظيم هو أن يبقى المرء على سجيته والندامة أن يخسر المرء نفسه من أجل إرضاء الأخرين.
ردت:”ب.س”

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا