احتفل الفرنسيون ليلة أمس بوفاة جان ماري لوبان، الوجه التاريخي لليمين المتطرف الفرنسي، وهذا في ساحة الجمهورية الشهيرة.
وشهدت عدة تجمعات مساء امس في عدة مدن بفرنسا بعد ساعات قليلة من إعلان وفاة جان ماري لوبان.
وتجمع مئات من الأشخاص في مدن معينة في فرنسا للاحتفال، بالأغاني والقنابل الدخانية والألعاب النارية، بوفاة الشخصية التاريخية لليمين المتطرف.
وحسب الاعلام الفرنسي، فقد تجمع مساء الثلاثاء في باريس، 650 شخصًا في ساحة الجمهورية للاحتفال بوفاة جان ماري لوبان. وأشار مقر الشرطة إلى أنه تم القبض على ثلاثة منهم.
وفي المجمل، شارك 650 شخصًا في المسيرة وفقًا للشرطة الفرنسية. ورفعت العديد من اللافتات، فضلا عن الأغاني التي تحتفل بوفاة المؤسس المشارك للجبهة الوطنية الفرنسية.
ووقعت تجمعات من نفس النوع في أماكن أخرى في فرنسا، ولا سيما في ليون، حيث تظاهر حوالي 600 شخص وتم اعتقال سبعة، وفقًا لمحافظة الرون. كما رصدت مشاهد الابتهاج في مرسيليا.
وحسب الفيديوهات المتداولة على المواقع الاعلامية الفرنسية، فقد حمل المحتفلون لافتات عبروا من خلالها عن فرحتهم بموت ماري لوبان. مثل ” يا له من يوم جميل”، “تشاو جان ماري”، بينما شوهدت حرائق في بلدة الرون.
ورد وزير الداخلية الفرنسية على هذه الاحتفالات بالقول “لا شيء، لا شيء على الإطلاق، يبرر الرقص على جثة. إن وفاة رجل، حتى لو كان معارضًا سياسيًا، لا ينبغي إلا أن توحي بضبط النفس والكرامة. إن مشاهد الابتهاج هذه مخجلة بكل بساطة”.
ودافعت زعيمة النواب المتمردين، ماتيلد بانوت، اليوم الأربعاء، عن المظاهرات التي احتفلت بوفاة جان ماري لوبان، والتي جرت في جميع أنحاء فرنسا.
وقالت: “لا أحد يرقص على جثة، علينا أن نتوقف عن الكلام الفارغ”.
وقد توفي المتطرف الفرنسي جان ماري لوبان، أحد أبرز رموز اليمين المتطرف، الثلاثاء عن عمر ناهز 96 عاما.
ماض غامض في الجزائر
أثير جدل كبير حول ما إذ كان الملازم لوبان المتطوع في فوج المظليين بالخارج. ارتكب أعمال تعذيب خلال تواجده في الجزائر لمدة 6 أشهر عام 1957.
ففي 9 نوفمبر 1962، قال لوبان في مقابلة مع صحيفة “كومبا” (Combat) “لقد مارسنا التعذيب في الجزائر. لأن القيام بذلك كان ضروريا”، لكنه فيما بعد نفى ما قاله موضحا أنه كان يعني بـ”نحن” الجيش الفرنسي و”ليس أنا ورفاقي”.
وأكد لوبان أنه “كانت هناك استجوابات خاصة وصعبة.. تحدثنا عن التعذيب، وكان الجيش الفرنسي عائدا من الهند الصينية. ورأى هناك عنفا رهيبا يفوق الخيال ويجعل خلع الأظافر يبدو إنسانيا إلى حد ما.. لذا، نعم، لقد مارس الجيش الفرنسي ذلك للحصول على معلومات خلال معركة الجزائر. لكن الوسائل التي استخدمها كانت الأقل عنفا. كان هناك ضرب وتعذيب كهربائي لكن بدون تشويه أو أي شيء يمس السلامة الجسدية”.
وفي عام 1984، كتبت جريدة “لو كانار أونشيني” (Le Canard Enchaîné) أن جان ماري لوبان. شارك في أعمال التعذيب أثناء ثورة التحرير الجزائرية التزاما بالتراتبية العسكرية المفروضة آنذاك.
وفي عامي 2000 و2002، نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية سلسلة من الشهادات. التي كشفت عن طرق التعذيب التي شارك في تنفيذها لوبان في الربع الأول من عام 1957 في الجزائر.
ولعل أهمها “قضية الخنجر”، حيث وجد محمد شريف، وهو ابن لجزائري تعرض للتعذيب أمام زوجته وأطفاله الستة. خنجرا نُقش عليه عبارة “جون ماري لوبان، الفوج الأول للمظليين” (JM Le Pen, 1er REP).
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.