مرصد مينا

اعترف جنرال إيراني كبير بهزيمة بلاده في سوريا، ما يمثل تبايناً ملحوظاً مع التصريحات الرسمية التي حاولت التقليل من تأثير هذه الخسارة.

وخلال خطاب صريح ألقاه الأسبوع الماضي، اعترف الجنرال بهروز إسباتي بتعرض إيران لانتكاسة كبيرة في سوريا، مشيراً إلى أن هذه الهزيمة لن تمنع طهران من مواصلة نشاطاتها في البلاد.

التصريحات، التي تسربت عبر تسجيل صوتي للجنرال، تحدت الخطاب الرسمي الإيراني الذي قلل من تأثير سقوط نظام بشار الأسد الشهر الماضي.

وعلى عكس التصريحات الرسمية التي أكد فيها المسؤولون الإيرانيون استعدادهم لتقبل أي نتيجة سياسية يقررها الشعب السوري، اعترف الجنرال إسباتي أن “إيران هزمت بشكل سيء جداً وتلقينا ضربة كبيرة”.

كما أشار إسباتي إلى وجود توترات سابقة بين إيران ونظام الأسد، حيث رفض الأخير مطالب طهران بفتح جبهة ضد إسرائيل من الأراضي السورية بعد الهجوم الذي شنته حماس في أكتوبر 2023.

وأوضح أن إيران قدمت خططاً عسكرية للأسد لاستغلال الموارد العسكرية الإيرانية في سوريا لمهاجمة إسرائيل، لكن هذه الخطط قوبلت بالرفض.

وفي انتقاد آخر، وجه الجنرال الإيراني سهام النقد إلى روسيا، حليف طهران الرئيسي في المنطقة، حيث اتهمها بالخداع والتعاون غير المباشر مع الهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، لافتاً إلى أن الطائرات الروسية كانت تقصف مواقع فارغة بينما كانت تعطل الرادارات الإسرائيلية.

والجنرال بهروز إسباتي هو أحد كبار القادة العسكريين في القوات المسلحة الإيرانية. يشتهر بدوره البارز في العمليات العسكرية الإيرانية في سوريا، حيث قدم استشارات وخططاً عسكرية لدعم نظام بشار الأسد المخلوع خلال النزاع السوري.

جدير بالذكر أن تصريحات إسباتي تعتبر بمثابة تحدٍ كبير للرأي العام الإيراني، نظراً لمكانته في الجيش الإيراني، مما يفتح الباب لتفسير التباين بين بعض القيادات العسكرية والإعلام الحكومي، وهو ما وصفه المحلل الإيراني مهدي رحميتي بأنه تحول في الطريقة التي يتواصل بها المسؤولون الإيرانيون مع الشعب.