لا يزال ملف سحب "الجناسي" في الكويت يستحوذ على هالة نقاش واسعة في الأوساط الخليجية والكويتية، إذ كثّفت اللجنة العليا لسحب وفقد الجنسية في الكويت المزيد من إجراءتها، الأمر الذي كشف المزيد من تفاصيله وزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد اليوسف في أولى حلقات برنامج مسرح الحياة مع الإعلامي السعودي علي العلياني، حيث أكد أن الكويت كانت مختطفة بفعل مزيج الجنسيات المختلفة المنصهرة في المجتمع الكويتي دون وثائق تثبت صحة أنسابهم.

اليوسف في سياق حديثه أوضح أن الحكومة الكويتية اتخذت خطوات جادة في السابق من أجل تشكيل لجان خاصة بـتصحيح الأوضاع في ملف الجنسية التي على ضوئها تُسحب الجنسيات من الذين اكتسبوها عن طريق الغش والتزوير والتبعية، غير أن تلك الخطوات اصطدمت بمحاولات الرفض من قبل مجالس الأمة المتعاقبة حتى لا ينفتح الملف على مصراعيه كما هو في الوقت الراهن طبقاً لما قال.

"أزمة الهوية الوطنية"

إلى ذلك، قال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، بأن الجنسيات المختلفة التي اكتسبت الجنسية الكويتية تعد دخيلة على المجتمع الكويتي سواء في نمط حياتها الاجتماعية أو لغتها وطباعها، أو في علاقاتها الاجتماعية، فضلاً عما كانت تحدثه من اختلاط في الأنساب، مشيراً إلى أن بلاده كانت تعاني من أزمة في الهوية الوطنية تمتد إلى أربعين أو خمسين عاماً، رافضاً الاستمرار في هذه الأزمة إلى ما لا نهاية.

"هيئة مستقلة للجنسية"

في سياق متصل، كشف اليوسف عبر برنامج مسرح الحياة عن خطوات جادة لإنشاء هيئة مستقلة للجنسية، قائلاً: "الهيئة في طور التأسيس، ستكون مستقلة ولها كيانها المستقل ولكن نحن نعمل على تشكيلها ووضع آلياتها عبر إدارة الفتوى والتشريع وذلك لبيان صلاحياتها والدور الذي ستقوم به.

"الكويتيون لم يتركوا بلد إلا وتزوجوا منه"

يقود الحديث عن سحب الجنسيات في الكويت الذي يعد ضمن حزمة إجراءات إصلاحية اتخذتها الحكومة للحاق بركب التنمية، والحفاظ على المواطنة، إلى قصة المادة الثامنة، إذ تنص بأن المرأة الأجنبية التي تتزوج من كويتي تصبح كويتية، إلا إذا أعلنت رغبتها في الاحتفاظ بجنسيتها الأصلية في أثناء عام واحد من تاريخ هذا الزواج.

إذ قال الشيخ فهد اليوسف في برنامج مسرح الحياة الذي يقدمه الإعلامي السعودي علي العلياني: إن فتح هذا الملف كشف عن وجود زوجات لكويتيين تعود جنسياتهم إلى 66 بلد، "الكويتيون لم يتركوا بلداً في العالم إلا وتزوجوا منه"، وكشف الشيخ فهد اليوسف في الوقت ذاته أن بلاده تتواصل مع بعض السفارات في إشارة إلى معالجة أوضاع أولئك النسوة اللواتي سُحبت جنسياتهم بفعل إلغاء المادة الثامنة.

الفنانين .. ماذا قدموا للكويت؟

وبشأن سحب جنسيات الفنانين الكويتيين، تسائل الشيخ فهد اليوسف الصباح بسؤال مفاده: ماذا قدموا للكويت؟ موضحاً أن معظمهم يتمتعون بمزايا جنسيات أخرى، وهو الأمر المنافي للدستور الكويتي الذي يمنع ازدواجية الجنسية.

وقال في السياق ذاته، بعض الأشخاص حصلوا على الجنسية الكويتية تحت مسمى الأعمال الجليلة، لكنها في الحقيقة كانت مصالح شخصية لمسؤولين وأعضاء بمجلس الأمة، وستسقط الجنسية عنهم في حين مراجعتنا ملف الأعمال الجليلة.

وأشار إلى أن أبناء الكويتيات سيحصلون على إقامة تصل إلى 15 سنة قابلة للتجديد، فيما ستحصل زوجة الكويتي على امتيازات، بشرط أن يكون ملفها الأمني بحالة سليمة، وتحافظ على ذلك دون مخالفات جسيمة.

"الإساءة للرموز الكويتية"

وأعتبر اليوسف المواطنين المقيمين في الخارج الذين يهاجمون رموز الدولة بأنهم يستحقون سحب الجنسية الكويتية، فيما ألمح في المقابل إلى أن مجلس الأمة في الفترة المقبلة يشهد تركيبة مختلفة في الأربع أعوام المقبلة.

"ريتز كويتي"

في إطار موسع، برز ملف الفساد في مساحة الحوار الذي قدمه الزميل علي العلياني عبر برنامج مسرح الحياة، وقال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ فهد اليوسف : إن هذا الملف مفتوح على مصراعيه ... هناك بالفعل "ريتز كويتي".. - في إشارة إلى حملة الريتز كارلتون الشهيرة في السعودية -، موضحاً أن خطوات اجتثاث الفساد في الكويت قائمة منذ نحو 4 أعوام، غير أنه استدرك قائلاً: هذه الأمور تحتاج إلى إجراءات تقاضي وقبل التقاضي هناك نيابة وتحقيق.. وهو بخلاف موضوع الجنسية الذي لا يخضع لذلك.

في السياق نفسه، أضاف اليوسف عبر قناة الرأي: هناك مفاجآت قادمة تحتاج إلى مزيد من الوقت، ستجدون فيها وزراء سابقين وأعضاء مجلس أمة أيضاً، السجون الكويتية باتت تضم زنزاناتها وزراء سابقين وأعضاء مجلس أمة أيضاً، فضلاً عن مدراء سابقين على خلفية تهم مدانين فيها، "نعم لدينا رتز في الكويت"، كما قال لـ برنامج مسرح الحياة الذي يقدمه الإعلامي السعودي علي العلياني، في أولى حلقاته في شهر رمضان.