كان عرض أزياء كوبرني Coperni لموسم ربيع وصيف 2025 أشبه بمشهد خيالي ساحر، يجمع بين حنين القصص الخيالية القديمة واللمسات العصرية، أُقيم العرض في مدينة ديزني لاند باريس في آخر يوم في أسبوع باريس للموضة Paris Fashion Week، مما جعله حدثاً تاريخياً بكونه أول عرض أزياء يُقام في هذا المنتزه الشهير.

جمع هذا الحدث بين أجواء الشباب المتمردين، والأشرار، وحوريات البحر، والأميرات، وحتى كايلي جينر التي ختمت العرض بفستان الأميرات باللون الأسود، وسط مشهدية مذهلة على خلفية قلعة "الجميلة النائمة"، ومع الألعاب النارية التي أضاءت السماء، والبرق، وإيقاعات الموسيقى التقنية التي ترددت في أنحاء المملكة السحرية، قدم العرض رؤية سريالية حول عالم الأزياء والشهر العالمي للموضة.

البداية: حنين إلى الماضي بلمسة عصرية

• بدأت الإطلالات الافتتاحية بأسلوب حلو وبريء، حيث برزت السترات البيضاء المزينة بزخارف الأزهار، والمزودة بحواف مكشكشة، والممزوجة بالسراويل الداخلية. كان هذا المزيج يعكس أجواء أوائل القرن العشرين ولمسة من إحياء الطابع القوطي المميز في تصاميم ديزني.
• كما زُينت بعض التصاميم بالفراشات المصنوعة من الأورجانزا، التي كانت ترفرف برقة على أسطح الفساتين، لترمز إلى التحول من البراءة إلى مخلوقات أسطورية ذكية.
• نجح المصممان بذكاء في مزج عناصر ديزني الكلاسيكية مع إبداعات جديدة، بما في ذلك القمصان التي تحمل شعارات مثل "أميرة كوبرني" وقمصان مزينة بشخصيات ديزني المحبوبة مثل "لوميير" الشمعدان الشهير، مع جملة ساخرة مكتوبة عليها: "لقد أحرقتني من قبل"، كما ظهرت تفاصيل أخرى مثل بنطال الجينز المزود بحواف لامعة وحقيبة "سويب" الشهيرة مرصعة ببلورات الملح، في إشارة إلى عالم القصص الخيالية بلمسة ساحرة تضفي لمسة مرحة على العرض.

التحول إلى عالم أكثر قتامة

• مع تقدم العرض، تغيرت الأجواء بشكل جذري، وأصبح المشهد أكثر قتامة، كانت أصوات الرعد الأولى تشير إلى تحول العرض من مجرد تجسيد لشخصيات حديقة ديزني الساحرة إلى استحضار شخصيات ديزني الخيالية الأكثر غموضًا.
• تضمنت المجموعة حوالي 10% من القطع التي تم إنتاجها بالتعاون مع ديزني، وشملت قطعاً بارزة مثل فستان "بوستير" مستوحى من فيلم Maleficent مع قلنسوة مزودة بقرون، بالإضافة إلى فساتين مزينة بصورة ظلية لتاج مستوحى من فيلم "Sleeping Beauty".
• أضفت هذه الإطلالات ذات الساق الواحدة والتصاميم الدراماتيكية لمسة من الأجواء المسرحية والخيالية، وكانت تعبيرًا عن الذوق الفني الجريء الذي يتميز به المصممان.

النهاية: الانتقال من الظلام إلى النور

• اختُتم العرض بتحول كبير من الأجواء القاتمة إلى النور، حيث ظهرت العارضات ببدلات جسم مغطاة بطبقات من السيليكون ومزينة بأزهار مصنوعة من كابلات كهربائية، وهي رؤية مبتكرة وصفها المصمم ماير بأنها "أميرات التكنولوجيا الحديثة"، حيث مزجت التصاميم بين مفاهيم المستقبل والخيال.
• وكانت أحد الإطلالات اللافتة تحمل حقيبة "سويب" الشهيرة من كوبرني، ولكن هذه المرة بتصميم ثلاثي الأبعاد، تم تصنيعه بالتعاون مع شركة متخصصة في الطباعة ثلاثية الأبعاد مقرها بوسطن، الحقيبة تُباع بسعر خمسمئة دولار فقط، مما يجعلها النسخة الأكثر اقتصادية من العلامة التجارية حتى الآن.

تأثير العرض على صناعة الأزياء

• لم يكن هذا العرض مجرد تجربة بصرية فحسب، بل قدم رسالة عن التحول والابتكار في عالم الموضة، من خلال الجمع بين عناصر القصص الخيالية التقليدية وتقنيات التصميم الحديثة، أعاد المصممان التفكير في كيفية إعادة سرد القصص من منظور جديد، مع الحفاظ على جذور العلامة التجارية.
• كانت المجموعة بمثابة دعوة للتفكير بشكل مختلف في الحدود التي تفصل بين الموضة والفن والتكنولوجيا، في وقت تسعى فيه العلامات التجارية إلى تقديم تجارب تتجاوز المألوف، وبذلك، نجح عرض كوبرني في أن يكون ليس مجرد احتفاء بالأزياء، بل تجربة متكاملة جمعت بين الترفيه، والفن، والابتكار.

لحظة ختامية لا تُنسى لشهر الموضة

• وصف فايانت العرض الذي أُقيم في تلك الليلة بأنه "أكبر مشروع في حياتنا"، ولا شك أن هذا العرض كان بمثابة لحظة ختامية لا تُنسى لشهر الموضة.
• تمحورت مجموعة كوبرني لربيع وصيف 2025 في ديزني لاند باريس حول اندماج سحري بين الماضي والحاضر والمستقبل، مما ترك انطباعًا دائمًا على عالم الموضة وجمهورها.

تأثير كوبرني على جمهور الموضة وأهمية الشراكة مع ديزني

• كان لعرض كوبرني لربيع وصيف 2025 صدى كبير بين محبي الموضة وعشاق ديزني على حد سواء. فالجمع بين عوالم الموضة والخيال أتاح للجمهور فرصة للتفاعل مع العلامة التجارية بطريقة فريدة، تتجاوز مجرد متابعة الأزياء إلى تجربة مليئة بالعواطف والذكريات.
• اختيار ديزني لاند باريس كموقع للعرض لم يكن مجرد قرار استراتيجي، بل كان خطوة ذكية نجحت في جذب اهتمام الجماهير الأصغر سنًا التي تربطها علاقة عاطفية قوية بشخصيات ديزني.
• شكلت هذه الشراكة نقطة تحول في مسار كوبرني، مما عزز مكانتها كعلامة تجارية مبتكرة تجرؤ على كسر التقاليد وتقديم رؤى جديدة في كل موسم. فمشاركة ديزني لم تمنح كوبرني فقط فرصة الوصول إلى قاعدة أوسع من المعجبين، بل أضفت أيضًا لمسة من الحنين والتشويق جعلت العرض تجربة استثنائية في تاريخ الموضة.
• قد تكون هذه الشراكة بمثابة بداية لاتجاه جديد في عالم الموضة، حيث تسعى العلامات التجارية إلى إعادة إحياء التراث الشعبي والثقافي من خلال الموضة المعاصرة، مع الأخذ في الاعتبار كيفية دمج تقنيات المستقبل لتقديم عروض تجمع بين الحنين والابتكار.
• ومن خلال هذا العرض، أثبتت كوبرني أنها ليست مجرد علامة تجارية، بل راوية قصص قادرة على تحويل المدرج إلى مسرح يحكي قصصًا تُحفر في ذاكرة عالم الأزياء.