في عالم الموضة، هناك علامات تجارية لا تُصنع فقط لتقديم الأزياء، بل لتصنع التاريخ، ودار فيرساتشي Versace واحدة من هذه العلامات الأيقونية التي استطاعت أن ترسم ملامحها الخاصة في عالم الأناقة، بفضل رؤيتها الجريئة وتصاميمها الخارجة عن المألوف، ومع بداية مارس، تصدرت الأنباء عن مغادرة دوناتيلا فيرساتشي منصبها كمديرة إبداعية للدار واجهة المشهد، لتصبح لاحقًا سفيرتها العالمية، في خطوة تزامنت مع إعلان بيع العلامة لمجموعة برادا القابضة بعد ست سنوات من ملكية مجموعة كابري. هذا التحول الكبير يمهّد لمرحلة جديدة في تاريخ الدار العريقة، تحت قيادة المصمم داريو فيتالي.

وبينما نترقّب ما سيحمله المستقبل من تغييرات، لا يسعنا إلا أن نستسلم لموجة الحنين، ونتأمل أبرز المحطات التي شكّلت هوية فيرساتشي، وأهم القطع التي أصبحت محفورة في الذاكرة الجماعية لعشاق الموضة. قطع لم تكتفِ بإبراز براعة التصميم، بل تجاوزت حدود الأقمشة لتصبح رموزًا للتمرد، والثقة، والترف الصاخب.

فيرساتشي: دار الترف المتمرد

1. منذ تأسيسها عام 1978 على يد المصمم الراحل جياني فيرساتشي، عُرفت الدار بطابعها الجريء والمثير للجدل.
2. جمعت في تصاميمها بين الفخامة الإيطالية الأصيلة واللمسة الدراماتيكية، فكانت تعكس القوة والأنوثة في آنٍ واحد.
3. وعندما تولت دوناتيلا فيرساتشي الإدارة الإبداعية بعد رحيل شقيقها، حرصت على الحفاظ على هذا الإرث، مع إضافة لمستها الخاصة التي تميل إلى الجرأة والتألق.

دوناتيلا فيرساتشي: سيدة المرحلة الذهبية

1. بعد أكثر من عقدين في قيادة الدار، استطاعت دوناتيلا أن تُعيد لفيرساتشي بريقها في عالم الأزياء الفاخرة.
2. تعاونت مع أبرز النجوم، وأطلقت مجموعات لاقت صدى واسعًا على منصات الموضة العالمية.
3. وقد ارتبط اسمها بلحظات أيقونية، من بينها فستان جينيفر لوبيز الأخضر في حفل غرامي عام 2000، الذي أحدث ثورة في عالم البحث الإلكتروني.

داريو فيتالي: المصمم الذي سيقود المرحلة الجديدة

1. مع إعلان تولّي المصمم داريو فيتالي القيادة الإبداعية للدار، تزايدت التساؤلات حول الاتجاه الجديد الذي ستسلكه فيرساتشي.
2. يحمل فيتالي خلفية غنية في عالم الموضة، ويمتلك رؤية معاصرة قد تعيد تعريف ملامح الدار، وتفتح آفاقًا إبداعية مختلفة، فهل سيتمسك بإرث الترف والتمرد؟ أم سيعيد صياغته بلغة أكثر حداثة؟

أبرز القطع الأيقونية في تاريخ فيرساتشي

فستان جينيفر لوبيز الأخضر (2000):

• من أكثر القطع شهرة في التاريخ الحديث للموضة، وسببٌ في إطلاق خدمة Google Images.
• تصميم جريء بطبعات استوائية، برقبة مفتوحة حتى أسفل البطن، عكس جوهر فيرساتشي في تحدي القواعد.

البدلة السوداء المزينة بالدبابيس (إليزابيث هيرلي – 1994):

• أحد أبرز إطلالات السجادة الحمراء، جسّدت فيها هيرلي الثقة والجاذبية.
• أصبحت البدلة بمثابة قطعة ثورية تمزج بين الأناقة والخطورة.

تصاميم ميدوسا المعدنية:

• شعار ميدوسا، المستوحى من الأسطورة اليونانية، أصبح عنصراً أساسياً في تصاميم الدار.
• من الأحزمة إلى القمصان والحقائب، رمز للقوة والغموض والجمال القاتل.

الذهب والتصاميم الفاخرة:

• من السمات المميزة الأخرى التي جعلت فيرساتشي لا مثيل لها في عالم الأزياء هو استخدام الذهب.
• سواء في الأحزمة الكبيرة، الأقراط الضخمة، أو القلائد المذهبة، كان الذهب عنصرًا أساسيًا في كل قطعة من تصميمات جياني فيرساتشي.
• هذا المعدن الثمين كان يرمز إلى الثروة والخلود، ويعكس طموحات المصمم لتقديم الفخامة التي لا تضاهى.

فساتين الكوتور المرصعة بالكريستال:

• تميزت بها نجمات مثل بيونسيه، وأنجلينا جولي، وكيم كارداشيان.
• مزجت بين الإبهار والدقة في القصّات، ما جعلها الاختيار الأول للنجمات في حفلات الجوائز العالمية.

أشهر اللحظات في تاريخ المجوهرات التي ارتبطت بعلامة فيرساتشي كانت لحظة ظهور إليزابيث هيرلي في فستانها الذهبي مع المجوهرات الذهبية في العرض الأول لفيلم "Four Weddings and a Funeral" عام 1994، كان هذا الفستان، الذي تميز بالفتحات الجانبية والأحزمة الذهبية الكبيرة، أحد أكثر اللحظات شهرة في تاريخ الموضة.

الأحذية البلاتفورم الضخمة:

• منذ أن تولت دوناتيلا قيادة فيرساتشي بعد وفاة شقيقها، قامت بتقديم العديد من الابتكارات التي ساهمت في تغيير توجهات الموضة العالمية.
• أحد هذه الابتكارات كان إدخال الأحذية ذات المنصة، التي أصبحت جزءًا من هوية فيرساتشي في عروضها.
• كانت الأحذية ذات الكعب العالي والمنصة القوية جزءًا أساسيًا من المجموعات.
•  وأصبحت "أحذية براتز" في عام 2021 رمزًا مميزًا لعصر الموضة الجديد.

لقد شكلت هذه الأحذية الاتجاه السائد في ذلك الوقت، وأصبحت محط اهتمام العديد من محبي الموضة والمشاهير على حد سواء.

الطباعة الباروكية الشهيرة:

1. لا شك أن إحدى أبرز السمات التي تميز فيرساتشي هي الطباعة الباروكية المميزة بالأحرف الذهبية، التي كانت دائمًا جزءًا من تصميمات العلامة التجارية منذ تأسيسها.
2. هذه الطباعة استوحت من الفن الإيطالي في القرن السابع عشر، وخاصة من الطراز الباروكي، مما يعطي تصاميم فيرساتشي طابعًا مميزًا يجمع بين الفخامة والجمال.
3. بعد وصول دوناتيلا إلى القيادة، شهدت الطباعة تطورًا ملحوظًا، حيث أصبحت أكثر حداثة وأكثر تهوية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تم استخدام الألوان النيون والباسيل، مما أضفى لمسة عصرية على المطبوعات التاريخية للعلامة.

فيرساتشي في السينما والموسيقى

1. كان لفيرساتشي حضور قوي في الثقافة الشعبية، من خلال تعاوناتها مع نجمات الغناء مثل مادونا وليدي غاغا.
2.  وكذلك ظهور تصاميمها في أفلام ومسلسلات تركت بصمة في ذاكرة المشاهدين، ما ساهم في ترسيخ مكانتها كدار أزياء تحتفل بالنجومية والبريق.

فيرساتشي بعد البيع: هل ستتغير الهوية؟

1. بعد بيع الدار إلى مجموعة برادا القابضة، بدأت التكهنات حول احتمالات التغيير في هوية العلامة.
2. وبين من يعتقد أن ذلك سيمنحها دفعًا جديدًا نحو العالمية، وآخرين يتخوّفون من فقدان لمسة التمرّد الخاصة بها، يبقى السؤال الأهم: هل ستظل فيرساتشي وفية لروحها الصاخبة التي أحبها العالم؟
3. منذ ولادتها، لم تكن فيرساتشي مجرد علامة تجارية، بل كانت حركة فنية وأسلوب حياة، ومع تغيّر القيادات والتحولات الكبرى التي تمر بها، يبقى إرثها حياً في كل قطعة جسّدت القوة والأنوثة والانطلاق.
4. وبين الحنين إلى الماضي والترقب للمستقبل، تبقى فيرساتشي عنوانًا للأناقة المتمرّدة والترف الجريء الذي لا يخشى كسر القواعد.