في أسبوع الموضة في نيويورك New York Fashion Week لربيع وصيف 2026، قدّمت كاثرين هولشتاين، المديرة الإبداعية لعلامة Khaite، عرضًا استثنائيًا يوازن بين الهشاشة والقوة، وبين المألوف والمفكك، استلهمت هولشتاين تصاميمها من فكرة المخاطرة وانعدام الأمان، لتخلق مجموعة تُجسّد جماليات غير مكتملة عمدًا، لكنها في الوقت ذاته متقنة وواعية، موجهة للمرأة التي ترى في التناقض مصدرًا للجاذبية.

تفكيك القطع الكلاسيكية وإعادة تشكيلها

1. افتتح العرض ببليزر جلدي مفتوح الجانبين بتصميم غير متناسق، ليضع خطًا عريضًا لمفهوم المجموعة: المعروف يُعاد تفكيكه ليتحوّل إلى جديد.
2. السترات، الفساتين، والمعاطف جاءت بأكتاف محددة وياقات دقيقة، لكنها فقدت توازنها في الحواف غير المتماثلة أو المشابك غير التقليدية، وكأنها إعادة كتابة لقواعد الخياطة الكلاسيكية.

فساتين بين الرقيّ والعفوية

1. اتبعت الفساتين منهجًا مشابهًا من "التفكيك البنّاء"، تحوّلت فساتين الكوكتيل من خطوط أنيقة مستقيمة إلى صدريات مُرفرفة وتفاصيل من التول المحشو، ليظهر مزيج بين الرقي المرح والجرأة الطفولية.
2. الأقمشة المحبوكة الواسعة بدت وكأنها تتحدى القطع الأكثر صلابة، مانحة المرأة حرية وانسيابية تقابل البنية الصارمة.

لعبة الألوان والأنسجة

1. لوحة الألوان بقيت وفية لهوية Khaite المألوفة: الأسود، الكراميل، والدرجات الداكنة، مع إدخال لمسات قوية كالأحمر الجلدي أو البولكا دوت كبيرة الحجم التي أضافت بُعدًا مفعمًا بالحيوية.
2. هذا التنوع اللوني لم يأتِ منفصلًا، بل انسجم مع تنوع الخامات، من الجلد الصلب إلى التول الرقيق، ومن الحرير الناعم إلى الجينز الثقيل، مما عزز ديناميكية المجموعة.

تفاصيل متمردة بروح طفولية

1. الزخارف لم تكن كاملة أو مصقولة دائمًا، بل عكست مقاربة غير مثالية عمدًا، تطريزات بخطوط بدت طفولية، تداخلت مع تفاصيل راقية كالباسك والمآزر، ما أوجد حوارًا مثيرًا بين البراءة والدقة الحرفية، مزجت كاثرين هولشتاين بين الصرامة الراقية واللمسات الطفولية المتمردة، حيث برزت تطريزات غير متقنة ورسومات خياطة بدت وكأنها مرسومة يدويًا ببراءة.

2. هذه التفاصيل العفوية منحت التصاميم طابعًا شخصيًا وحميميًا، وكأنها استعادة لذكريات الطفولة وتجاربها الأولى مع الإبرة والخيط، التناقض الواضح بين تلك اللمسات العفوية والبُنى المحكمة للأزياء أوجد جماليات جديدة تُوازن بين الجرأة والبساطة، والترف والمرح، مما عزز هوية المجموعة كعمل فني حيّ يخرج عن القواعد التقليدية.

الإكسسوارات كامتداد للسردية

لم تكتمل القصة دون الإكسسوارات:

• سراويل جينز عميقة الكعب مع موكاسين جلدي قصير.
• أحذية بلون الكراميل مع جاكيت جلدي أحمر.
• لوفر سوداء أنيقة منحت التجارب الجريئة لمسة كلاسيكية.

لكن القطعة التي أثارت الانتباه كانت الفستان الأسود القصير بظهرٍ مكشوف يصل إلى أسفل الظهر، إطلالة صادمة جسدت جوهر المجموعة: الجرأة التي لا تخشى الكشف.

القصات غير المتوقعة: بين الصرامة والحرية

1. ركزت هولشتاين على اللعب بالقصات بشكل جريء؛ فظهرت التنانير القصيرة جدًا التي تكشف عن طول الساقين بجرأة، إلى جانب فساتين واسعة بخطوط انسيابية تسمح بحرية الحركة.
2. هذا التناقض بين الصرامة في الخياطة والبساطة في الانسدال أظهر قدرة المصممة على المزج بين اتجاهات مختلفة تخدم أنماط الحياة الحديثة.

حضور الجينز كعنصر أساسي

1. لم يكن الجينز مجرد قطعة ثانوية في العرض، بل جاء كأحد أركان التشكيلة، فقد أُعيدت صياغته في قصات مبتكرة مثل سراويل بأكمام عميقة وأطوال غير مألوفة، أو في مزيج مع الحرير والتول، ليؤكد أن الجينز لا يفقد مكانته مهما تغيّرت صيحات الموضة.

2. أعاد عرض Khaite تعريف الجينز كأحد أعمدة الموضة العصرية، إذ لم يأتِ كخلفية محايدة، بل كعنصر بارز يُضفي قوةً على الإطلالات، وظهرت السراويل ذات الأكمام العميقة والتفاصيل غير المألوفة، إلى جانب مزج الجينز مع أقمشة مترفة مثل الحرير والتول، ليؤكد أن هذه الخامة الكلاسيكية قادرة على التطور والاندماج مع أجواء السهرة والفخامة.

بهذه المقاربة، قدّمت كاثرين هولشتاين الجينز كرمز للمرأة العصرية التي تجمع بين البساطة العملية والجرأة في التعبير عن ذاتها.

الأنوثة المتمردة

1. رغم الطابع البنيوي للتصاميم، ظلّ عنصر الأنوثة حاضرًا بقوة، لكنه اتخذ منحى متمردًا. ظهرت قمصان ذات خصر باسكي وأحزمة جلدية سميكة تبرز القوام.
2.  بينما عكست الفساتين المكشوفة أو ذات القصات المفككة رغبة في التحرر من القواعد النمطية. هذه الازدواجية بين الجرأة والنعومة شكّلت جوهر فلسفة المجموعة.

بين الموضة والفن

1. عرض Khaite لم يكن مجرد مجموعة أزياء، بل بدا أقرب إلى تجربة فنية على منصة العرض.
2. التفاصيل غير المكتملة أعطت انطباعًا بأن الملابس لا تزال في مرحلة "التجريب"، وكأن المصممة أرادت إشراك الجمهور في العملية الإبداعية ذاتها.
3. هذا البعد الفني جعل العرض مختلفًا، يعكس الهوية الجريئة للدار ويضعها في مصاف العلامات التي تتحدى المألوف.

الألوان واللمسات النهائية

1. حافظت المجموعة على لوحة ألوان خايت المميزة، حيث سيطر الأسود والكراميل والألوان الترابية الداكنة، لتجسيد الأناقة الكلاسيكية التي ترتبط بالدار.
2. لكن هولشتاين لم تكتفِ بذلك، بل أضافت لمسات غير متوقعة أعطت حيوية للعرض، مثل الجلد الأحمر الصارخ الذي عكس طاقة متمردة، أو النقاط البيضاء الضخمة التي كسرت حدة الألوان الداكنة بروح مرحة.
3. هذه التناقضات الدقيقة في الألوان واللمسات النهائية رسخت فلسفة المصممة في تقديم أزياء تحمل ثنائية القوة والبراءة، والترف والعفوية، مما جعل كل إطلالة تبدو كحكاية مستقلة في إطار المجموعة الكاملة.

أناقة ما بين التوازن والخلل

1. مع مجموعة ربيع وصيف 2026، تُثبت كاثرين هولشتاين أن الأناقة لا تكمن دائمًا في الكمال، بل أحيانًا في الجرأة على التفكيك وترك المجال للصدفة.
2. عرض Khaite جاء بمثابة دعوة للمرأة المعاصرة لتجد جمالها في التناقضات، حيث يلتقي الرقي مع العفوية، والصلابة مع الانسيابية، لتولد صورة جديدة للأناقة العصرية.