مصر اليوم / الطريق

حكاية نسّاج الخيزران.. ”عم سعيد” يتحدى الزمن بالفن الأصيلاليوم السبت، 19 أكتوبر 2024 05:27 مـ

في زاوية هادئة بمنطقة العطارين بالإسكندرية، تقع ورشة تفوح منها رائحة الخشب، وتطل منها خيوط الخيزران الرفيعة، وتتناثر فيها أدوات يدوية قديمة، يجلس أمام بابها رجل قرر أن يمتهن حرفة أقرب للفن من الصنعة، فيستخدم أنامله الذهبية في نسج قصصًا من الخيزران، لتتحول تلك الخيوط بين يديه من إلى شبكة متماسكة ولوحة فنية أضاف إليها لمساته الخاصة التي استمدها من روحه دون أن تؤثر عليها الشيخوخة بعد، متسلحًا في هذا الفن برغبته في حماية تراث أجداده من الاندثار.

التقت "الطريق" بـ "سعيد محمد" صاحب الـ 77 عامًا ليروي حكايته مع نسج الخيزران الكانيه فيقول: "ورثت هذه المهنة عن جدي ووالدي، وبدأت العمل بها منذ أن كنت في السابعة عشر من عمري، وقد أحببتها بشدة ووجدت سعادتي بها، لذلك استمررت بها حتى هذا السِن، وحاليًا أبدأ عملي منذ العاشرة صباحًا وأفرغ منه عندما أشعر بالتعب".

ويضيف: "الناس تطلق على الخيزران اسم القش، ولكنه خيزران كانيه مستورد من وأفغانستان والبلدان التي تحتوي على غابات، إذ يُستخرج من قشور الأشجار التي تُروى بأمطار الشتاء، ثم يذهب إلى فرنسا لتجهيزه وإخراجه بهذا الشكل، ويتم تصديره إلى باقي الدول".

وأكمل: "نسج الخيزران الكانيه هي حرفة ذات أصول فرنسية وإيطالية، ولذلك تُلقى التقدير المناسب ولها قيمة في هذه الدول، ولكنها لا تُقدر في بالشكل المطلوب إلا من قِبل قلة قليلة من القادرين على شراء تلك المنتجات، فعلى سبيل المثال يصل ثمن عمل المقعد الواحد إلى 300 جنيه".

وبنبرة حزينة يقول: "هذه المهنة على وشك الانقراض، فالشباب في الوقت الحالي ليس لديه استعدادًا لتعلمها، لأنه يبحث عن المكسب السريع، ونسج الخيزران يحتاج إلى صبر وصفاء ذهن، فقد استغرق حوالي يومين في تنفيذ مقعد واحد، وهو ما لا يناسب الشباب حاليًا، لذلك لا أجد من لديه رغبة حقيقية في تعلمها".

وتابع: "أمارس هذه المهنة منذ زمن وحتى الوقت الحالي، فبعد أن بلغت سن الشيخوخة لا زلت أعمل بها لملء وقت فراغي، فأقوم بنسج الخيزران في المقاعد وأطقم الجلوس والأسِرة، وغيرها".

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا