دونالد ترامب، رجل الأعمال الأمريكي الذي اشتهر بنجاحاته في مجال العقارات وبرنامج "The Apprentice" التلفزيوني، دخل عالم السياسة بشكل مفاجئ عام 2015، وأحدث تغييرات جذرية في الحياة السياسية الأمريكية. إذ تمكّن من الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ليصبح الرئيس الخامس والأربعين، وقدم نفسه كمدافع عن المواطن الأمريكي العادي وسياسات "أمريكا أولًا".
الخلفية والانتقال إلى السياسة
رجل الأعمال المشهور
قبل دخوله المعترك السياسي، كان ترامب رجل أعمال بارزًا، يتمتع بثروة كبيرة وشبكة من الشركات الناجحة التي تحمل اسمه. حصل على شهرته في الثمانينيات والتسعينيات من خلال مشروعاته العقارية الفخمة، كبرج ترامب في نيويورك، والفنادق والمنتجعات التي تحمل اسمه حول العالم. وبفضل شخصيته القوية وحضوره الإعلامي، أصبح وجهًا معروفًا في أمريكا.
بداية المسيرة السياسية
في يونيو 2015، أعلن ترامب ترشحه للرئاسة الأمريكية كمرشح عن الحزب الجمهوري، وذلك خلال خطاب ألقاه في برج ترامب في نيويورك. وخلال حملته، ركز ترامب على قضايا مثل الهجرة، ومحاربة الإرهاب، وخلق الوظائف، وتحقيق العدالة الاقتصادية، مقدماً نفسه كمرشح خارجي عن المؤسسة السياسية التقليدية.
الرئاسة (2017-2021)
الفوز بالرئاسة
بعد حملة انتخابية شرسة ومثيرة للجدل ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، فاز ترامب في انتخابات 2016، وأدى اليمين الدستورية في يناير 2017، ليصبح أول رئيس أمريكي يتولى المنصب دون خبرة سياسية أو عسكرية سابقة.
السياسات الداخلية
الإصلاحات الضريبية: في 2017، أقر «ترامب» قانون تخفيض الضرائب، والذي خفض الضرائب على الشركات والأفراد، بهدف تحفيز الاقتصاد وتعزيز الاستثمارات.
الهجرة: تبنى «ترامب» سياسات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية، وأمر ببناء جدار على الحدود مع المكسيك للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين. كما عمل على تقليص برامج الهجرة القانونية.
النظام الصحي: حاول «ترامب» إلغاء قانون "أوباما كير"، إلا أن محاولاته لم تنجح بشكل كامل. ولكنه أجرى بعض التعديلات على النظام الصحي بهدف خفض التكاليف وزيادة المنافسة.
السياسات الخارجية
سياسة "أمريكا أولًا": عمل ترامب على تقليل تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الدولية، وركز على حماية المصالح الأمريكية. انسحب من عدة اتفاقيات دولية، منها اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني.
التجارة: خاض حربًا تجارية مع الصين، وأعاد التفاوض على عدة اتفاقيات تجارية، أبرزها اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (NAFTA)، التي عدلها إلى الاتفاقية الأمريكية-المكسيكية-الكندية (USMCA).
الشرق الأوسط: تبنى «ترامب» سياسات مؤيدة لإسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. كما توسط في اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية ضمن «اتفاقيات أبراهام».
وشكلت فترة «ترامب» نقلة نوعية في العلاقات المصرية الأمريكية، حيث دعمت الإدارة الأمريكية مصر بقوة في ملفات إقليمية وأمنية، واعتبرت مصر شريكًا استراتيجيًا مهمًا في المنطقة.
وتظل العلاقة التي بناها «ترامب» مع الرئيس السيسي نموذجًا للتعاون بين البلدين في قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي، على الرغم من التحفظات الدولية في بعض الجوانب الحقوقية.
الانتخابات الرئاسية 2020 وما بعدها
الخسارة أمام جو بايدن
في عام 2020، خاض «ترامب» انتخابات صعبة ضد الديمقراطي جو بايدن. رغم حصوله على دعم قوي من قاعدته الانتخابية، خسر «ترامب» الانتخابات بعد منافسة شديدة. وقد رفض ترامب الاعتراف بالنتائج، وأدعى أن الانتخابات شهدت تزويرًا، مما أدى إلى جدل واسع في الولايات المتحدة وتوتر سياسي.
أحداث الكابيتول
في 6 يناير 2021، اقتحم عدد من أنصار ترامب مبنى الكونغرس الأمريكي (الكابيتول) أثناء التصديق على نتائج الانتخابات، في حادثة هزت الرأي العام الأمريكي والعالمي. وتم تحميل ترامب جزءًا من المسؤولية عن التحريض، مما أدى إلى مساءلته في الكونغرس، ليصبح أول رئيس يُساءل مرتين خلال فترة رئاسته.
ما بعد الرئاسة
بعد مغادرته البيت الأبيض، بقي «ترامب» شخصية مؤثرة داخل الحزب الجمهوري، معتمدًا على شعبيته الواسعة بين الجمهوريين، وبدأ بالتحضير للعودة المحتملة إلى السياسة من خلال التجمعات والفعاليات، وذلك بعد أن ألمح «ترامب» إلى إمكانية ترشحه للرئاسة مرة أخرى في انتخابات 2024.
رغم الجدل المستمر حول سياساته، إلا أن «دونالد ترامب» ترك بصمة عميقة في السياسة الأمريكية، حيث مثّل اتجاهًا جديدًا قائمًا على الشعبوية والوطنية الاقتصادية، مما أحدث تحولاً داخل الحزب الجمهوري، وبعد عودته للرئاسة، فإن تأثير «ترامب» على السياسة الأمريكية يظل حاضرًا لسنوات قادمة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.