الأكثر إثارة للجدل في تصريحات ترامب كان اقتراحه بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن؛ هذا التصريح لم يكن مجرد موقف سياسي، بل كان بمثابة تحدٍ مباشر لحسابات المنطقة ومواقف الدول الكبرى التي لطالما اعتبرت القضية الفلسطينية محورية في سياستها.

تهجير الفلسطينيين: تصريح يثير الجدل

أكد الكاتب الصحفي أسامة الدليل، رئيس قسم الشؤون الدولية، أن حديث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر يمثل خطوة غير مدروسة، وتجاهلاً لحقيقة أن مصر، كدولة كبرى ذات سيادة، تحملت عبء الدفاع عن القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى اليوم.

ترامب والمكسيك: فتح الحدود بدلاً من الإغلاق

وأضاف «الدليل»، في تصريح خاص لـ«الطريق»، أن ترامب بدلاً من التحدث عن تهجير الفلسطينيين، عليه أن ينظر إلى أزمة المكسيك وسكانها، وأن يفتح حدود أمريكا أمامهم بدلًا من السعي لإغلاقها، مشيرًا إلى أن الحديث عن تهجير الفلسطينيين مع دولة ذات تاريخ طويل في الدفاع عن حقوقهم يُعد تجاهلًا صارخًا لدور مصر ومكانتها الإقليمية.

الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط: المخاطر والتحديات

وأوضح «الدليل» أن هذه التصريحات قد تكون بمثابة إعلان ضمني لتخلي الولايات المتحدة عن وجودها في الشرق الأوسط، مما سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المستويات الاقتصادية والجيوسياسية؛ فمن أزمة نفط عالمية محتملة إلى قطع سلاسل الإمداد، ومرورًا بخسارة صفقة تطبيع مع إسرائيل تُقدر بتريليون دولار، كلها ستكون في مهب الريح إذا استمر ترامب في الترويج لأفكار كهذه.

صفقة التطبيع مع إسرائيل: مستقبل غامض

واختتم «الدليل» تصريحاته بتشبيه ساخر، واصفًا هذه الخطة بأنها "أفشل صفقة يمكن أن يعقدها تاجر عقارات"، مضيفًا أن ترامب يبدو وكأنه يحاول بيع أراضٍ في جهنم بجريدة الأهرام، في إشارة إلى عدم واقعية وفشل هذه الأفكار التي لا تحترم تاريخ المنطقة وتعقيداتها.