ظاهرة طبيعية أسفرت عن أحد أهم المعالم السياحية بمحمية رأس محمد التابعة لمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، يحرص آلاف السائحين على زيارتها يوميًا للتأمل في جمال الطبيعة وقدرة الخالق على شق قناة داخل الصحراء، وهذه القناة تحوي عالما خاصا من الحياة البحرية بعد أن تسربت مياه البحر إليها، وهذه الظاهرة هي “الشق الزلزالي”. وقال وليد حسن، مدير عام محميات جنوب سيناء، إن “الشق الزلزالي” فالق أرضي غير مرئي ضيق تحت الأرض، ويحتوى على مياه تسربت إليه من البحر منذ آلاف السنين، وظهر خلال زلزال عام 1968 بعد أن حدث كسر في الطبقة الأرضية السطحية، وكشفت عن مجرى مائي تحت سطح الأرض بطول 42 متر مربع، وعرض يتراوح بين 0,2 حتى 2 متر، وعمق 14 متر، ويوجد على جانبيه صخور من الشعاب المرجانية المتحجرة.وأوضح مدير عام محميات جنوب سيناء في تصريح، أن “الشق الزلزالي” متصل بالبحر عن طريق قنوات ضيقة تحت الأرض، ويظهر هذا الاتصال من خلال توافق ارتفاع وانخفاض منسوب المياه به مع معدل منسوب المياه بالبحر خلال حركات المد والجزر، ومياهه تبدو صافية مما يؤكد تجديدها باستمرار تزامنًا مع ظاهرة المد والجزر، وجرى رصد العديد من الكائنات البحرية الحية التي تتكيف مع طبيعة المكان المظلمة وعاشت في بيئة الكهوف، ومنها الجمبري الأحمر الأعمى الذي يطوع طاقته إلى حاسة تعتمد على المتغيرات الفيزيائية والكيميائية بالبيئة المحيطة به لتساعده في الإبصار من خلال التحسس، إضافة إلى وجود بعض أنواع الرخويات و الطحالب. وأكد أن المنطقة تعد أحد أهم المناطق السياحية بمحمية رأس محمد، ويحرص السائحون من مختلف جنسيات العالم على زيارتها يوميًا، والاستمتاع بمشاهدة الكهوف التي تظهر على جانبي الشق، والأسماك المتنوعة التي تتميز بها، وتحظى على إعجاب وإبهار جميع المترددين عليها، كونها تعد مجرى مائي تحت سطح الأرض وسط الصحراء بالقرب من مياه البحر التي تغذيه بالمياه، وعلى الرغم من اتساعه تحت الأرض إلى أن فتحته الأرضية ضيقة جدًا.