تفرض إدارة العمليات العسكرية في سورية بقيادة أحمد الشرع، سلطتها على مفاصل الدولة بالسرعة الخاطفة نفسها التي سيطرت بها على البلاد متعهدة إقامة «دولة قانون»… ففي غضون أيام قليلة نشرت شرطة وسلمت السلطة لحكومة موقتة وعقدت اجتماعات مع مبعوثين أجانب، وتتجه لتجميد الدستور والبرلمان خلال الفترة الانتقالية التي ستمتد ثلاثة أشهر، وسط مخاوف في شأن ما إذا كان حكام دمشق الجُدد سيلتزمون بعدم إقصاء أحد.
ومنذ أطاحت «هيئة تحرير الشام» تحت قيادة الشرع (أبومحمد الجولاني) وبدعم تحالف من قوات معارضة بالرئيس بشار الأسد من السلطة يوم الأحد، انتقل موظفوها الذين كانوا حتى الأسبوع الماضي يديرون «إدارة إسلامية» في شمال غربي سورية إلى مقر الحكومة في دمشق.
وكان تعيين محمد البشير، رئيس حكومة «هيئة تحرير الشام» في إدلب رئيساً للحكومة الموقتة يوم الاثنين، بمثابة تأكيد على مكانة الهيئة باعتبارها الأقوى بين الفصائل المسلحة التي حاربت لأكثر من 13 عاماً لإنهاء عهد الأسد الذي حكم بقبضة من حديد.
ورغم أن الهيئة كانت تابعة لتنظيم «القاعدة» قبل فك الارتباط معها عام 2016، فقد نجحت في طمأنة زعماء العشائر والمسؤولين المحليين عموماً خلال زحفها إلى دمشق بأنها ستحمي الأقليات، وقد حظيت بدعم واسع النطاق.
وساعدت هذه الرسالة في تسهيل تقدم مقاتلي المعارضة. ويكرر الشرع، الرسالة نفسها منذ الإطاحة بالأسد.
وفي مكتب محافظ دمشق، حيث الجدران المزينة بالخشب المطعم والزجاج الملون، قلل مسؤول تم جلبه من إدلب لتولي المسؤولية من شأن المخاوف من أن سورية تتجه نحو حكم إسلامي.
ورغم ذلك، ساور البعض القلق من الطريقة التي اتبعتها الهيئة في تشكيل الحكومة الموقتة، من خلال استقدام كبار الإداريين من إدلب.
وقالت أربعة مصادر من المعارضة وثلاثة دبلوماسيين لـ«رويترز»، إن لديهم مخاوف إزاء شمول العملية حتى الآن.
وصرّح زكريا ملاحفجي، الأمين العام للحركة الوطنية السورية والذي عمل في الماضي مستشاراً سياسياً للمعارضة في حلب «أنت عم بتجيب من لون واحد، مفروض يكون في تشارك مع الآخرين… هذه الطريقة ليست صحيحة، يعني المفروض القوى السياسية العسكرية والسياسية أن تأتي كلها إلى الطاولة وترتب وتوضع حكومة انتقالية بالتشاور مع الآخرين، هذا يعطي دعماً للحكومة».
وأضاف «المجتمع السوري مجتمع متعدد الثقافات، فبصراحة هيك مقلق».
كما يتولى رجال شرطة قدموا من إدلب تنظيم حركة المرور في دمشق، في محاولة لاستعادة الوضع الطبيعي.
إلى ذلك، أكد مصدر من المعارضة مطلع على مشاورات الهيئة أن كل الطوائف سيكون لها تمثيل في حكومة تصريف أعمال. وأوضح أن من الأمور التي سيتم تحديدها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ما إذا كان ينبغي أن يكون نظام الحكم، رئاسياً أم برلمانياً.
وقال مصدر مقرب من الحكومة المشكلة حديثاً لـ «رويترز»، إن الإدارة الجديدة ستجمّد البرلمان والدستور الحاليين، مشيراً إلى أنها ستُشكّل لجنة خبراء لإدخال تعديلات على الدستور.
كما أعربت إدارة الشؤون السياسية في حكومة الإنقاذ، عن الامتنان لكل من من مصر، العراق، السعودية، الإمارات، الأردن، البحرين، عمان وإيطاليا «على استئناف عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق».
وأضافت: «نؤكد أننا تلقينا وعوداً مباشرة من قطر وتركيا لإعادة افتتاح سفارتيهما».
من جانبها، حضت إدارة الرئيس جو بايدن الهيئة على عدم تولي القيادة بشكل تلقائي في سورية، وإنما تبني عملية لا تقصي أحداً لتشكيل حكومة انتقالية.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أمس، إن الانتقال في سورية يجب أن يؤدي إلى «حكم موثوق وشامل وغير طائفي» بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الرقم 2254.
وفي روما، أعربت مجموعة السبع، عن استعدادها لدعم عملية انتقال نحو حكومة «جامعة وغير طائفية» في سورية، داعية القيادة الجديدة إلى دعم حقوق النساء وسيادة القانون و«الأقليات الدينية والإثنية».
وجاء في بيان صادر عن المجموعة «نحن مستعدون لدعم مسار انتقال يفضي إلى حكومة تكون ذات صدقية وجامعة وغير طائفية وتضمن احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية وحرية التعبير والديمقراطية»، مع تحميل بشار الأسد «المسؤولية عن جرائمه».
وفد تركي – قطري في دمشق
أعلنت وزارة الإعلام السورية، وصول وفد يضم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن ورئيس جهاز أمن الدولة القطري خلفان الكعبي برفقة فريق استشاري موسّع، للقاء القائد العام لغرفة التنسيق العسكري أحمد الشرع ورئيس الوزراء محمد البشير.
ويهدف الاجتماع وفق بيان الوزارة، إلى «تطوير رؤى مستقبلية للواقع السوري ودفع القيادة الجديدة للانخراط في البيئة العربية والإقليمية والدولية».
كما سيتم العمل على «الدفع نحو حوار سياسي داخلي بين كل الأطراف المعارضة، والمساهمة في عملية النهضة السياسية والاقتصادية».
وذكرت وكالة «يني شفق» التركية أن كالن زار الجامع الأموي في دمشق.
«تحرير» أميركي
أعلنت إدارة الشؤون السياسية التابعة للحكومة الانتقالية «تحرير» مواطن أميركي يدعى ترافيس تيمرمان ونقله إلى مكان آمن، مبدية استعدادها «للتعاون المباشر مع الإدارة الأميركية لاستكمال البحث عن المواطنين الأميركيين المغيبين من قبل نظام (بشار) الأسد السابق».
وقال تيمرمان، وهو من مواليد ولاية ميسوري، لـ«العربية» و«الحدث» إنه كان في لبنان قبل أن يدخل سورية في رحلة دينية، مؤكداً «كنت سجيناً في دمشق منذ 7 أشهر».
وفي العقبة (الأردن)، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن ليس لديه أي معلومات محدثة بشأن الصحافي الأميركي أوستن تايس، الذي خُطف في سورية عام 2012.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة المصريين في الكويت ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة المصريين في الكويت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.