عرب وعالم / الكويت / بوابة المصريين في الكويت

هوية “الأمازيغ”.. أزمة جديدة بين والإمارات سببها “بودكاست”

كتب- محمود الطوخي
تشهد العلاقات بين والجزائر، مرحلة جديدة من التوترات في أعقاب تصريحات استهدفت هوية “الأمازيغ” في العربي.
التصريحات التي أدلى بها المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث في برنامج على قناة “سكاي نيوز ”، المملوكة جزئيا للإمارات، أثارت موجة غضب واسعة في الشارع الجزائري، قبل أن يمتد إلى وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية، التي وصفت الإمارات بأنها “دويلة مصطنعة”.


على ضوء ذلك، أعلنت النيابة العامة الجزائرية، السبت، الأمين بلغيث وإيداعه الحبس المؤقت بعد تصريحاته التي اعتبرتها “مساسا بالوحدة الوطنية وانتهاك صريح للمبادئ الدستورية واعتداء على إحدى ركائز الهوية الوطنية للبلاد”.
ووصف بلغيث، الأمازيغ بأنهم “صنيعة صهيونية فرنسية”، ما أثار غضبا رسميا وشعبيا في ، ودفع نحو تصعيد إعلامي ودبلوماسي غير مسبوق.
جاءت تصريحات بلغيث، في حلقة من برنامج “الحدث” على قناة “سكاي نيوز عربية”، قدمتها المذيعة الجزائرية فضيلة السويسي؛ حيث ادّعى المؤرخ الجزائري أن الأمازيغية هي “مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي” يهدف إلى تقويض وحدة المغرب العربي، وأن الأمازيغ يعودون في أصلهم إلى “العرب الفينيقيين القدماء”.
وأشار بلغيث في تصريحاته التي جاءت في إطار نقاش بشأن الهوية في شمال أفريقيا، إلى أن القضية الأمازيغية تُستخدم لخدمة أجندة فرنسية تهدف إلى فرض هيمنة ثقافية.
وبحسب الجزائري، تعتبر الأمازيغية من بين الأركان الأساسية في الهوية الوطنية الجزائرية إلى جانب الإسلام والعروبة.
الجزائر.. غضب رسمي وشعبي
سرعان ما وصلت الاحتجاجات الشعبية على تصريحات بلغيث إلى مسامع المسؤولين الجزائريين، فأصدرت وزارة الاتصال بيانا ترد فيه على ما اعتبرته مساس و”إساءة لثوابت الجزائر الوطنية”.
ووصفت الوزارة الجزائرية، البرنامج بأنه “حملة عدائية تهدف إلى النيل من وحدة الشعب الجزائري”، مشددة على أن الدولة لن تتراخى في الدفاع عن هويتها.
لم يقتصر الرد الرسمي على بيان الوزارة فقط، بل ذهب برلمانيون جزائريون إلى المطالبة باتخاذ إجراءات دبلوماسية، مثل طرد السفير الإماراتي أو فرض عقوبات اقتصادية وإغلاق مكتب “سكاي نيوز” في الجزائر.
إلى جانب ذلك، بث التلفزيون الجزائري الرسمي، تقريرا وصف خلاله الإمارات بأنها “دويلة مصطنعة”، متوعدًا برد مضاعف على “استهداف الهوية الجزائرية”.

وفي ما يتعلق برد الفعل الشعبي، شهدت مناطق أمازيغية في الجزائر، مثل بجاية وزو وتيزي، تظاهرات عديدة رفع المشاركون فيها لافتات تنتقد الإمارات وتدعو إلى مقاطعة قنواتها.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، عبّر آلاف الجزائريين عن غضبهم مما وصفوه بـ”التصريحات الاستفزازية”، حيث كتب أحد النشطاء على إكس: “لما تطاولت الإمارات على هوية الأمازيغ.. ردت الجزائر بحزم يليق بكرامتها”.
الإمارات.. موقف رسمي بصبغة شعبية
لم يصدر عن أبو ظبي أي بيان رسمي في ما يتعلق بالأمر، غير أن مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش، شارك أبياتا شعرية على حسابه بموقع “إكس” يصف فيها الجزائر بشكل غير مباشر بـ”السفيه”.

وفي محاولة لتدارك الأوضاع، صرّح دبلوماسيون إماراتيون بأن البرنامج يعبّر عن الرأي الشخصي للمؤرخ الجزائري ولا يعبّر عن الموقف الرسمي لدولة الإمارات، وفق هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وذكرت المصادر، أن أبو ظبي قد تقرر استدعاء سفيرها من الجزائر “للتشاور”، غير أن هذه الخطوة لم يتم حسمها بعد.
على الرغم من ذلك، لم تعلّق قناة “سكاي نيوز عربية” بشكل رسمي على ما أُثير من انتقادات بسبب تصريحات بلغيث على شاشتها، ما فتح الباب أمام تفسيرات متباينة بشأن الأمر.

من هم الأمازيغ؟
ويعتبر الأمازيغ أو “الربر”، امتدادا للسكان الأصليين في شمال أفريقيا قبل وصول العرب إليها، ويعيشون في مجتمعات سكانية متفرقة في دول الجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر ومصر وتونس.
وبحسب الموسوعة البريطانية، يتحدث الأمازيغيون اللغة “الأمازيغية” وهي إحدى اللغات الإفريقية الآسيوية.
وتتراوح أعداد الأمازيغ في الجزائر، بين 6.6 ملايين إلى 9.9 ملايين نسمة، ينقسمون إلى مجموعات عرقية متعددة، مثل الشاويّة، الطوارق، بني مزاب والقبايل، وفق مجموعة “حقوق الأقليات” في لندن.
ويعود تسمية الأمازيع بـ”البربر” إلى الرومان، التي يعتقد المؤرخون أنها مشتقة من كلمة “باربادوس” والتي تعني “الأغراب” في اللغة اليونانية، بينما تعني كلمة “الأمازيغ” في لغة الشعوب الأصلية “النبيل الحر”.
ومع انتشار اللغة العربية كلغة ثقافية ودينية في شمال أفريقيا، انحصر استخدام اللغة الأمازيغية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة المصريين في الكويت ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة المصريين في الكويت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا