لم يعُد مفهوم الجراحات الروبوتية في الكويت مجرد فكرة بعيدة، بل حقيقة مطبّقة بالفعل ومتطورة، وتقود الكويت ثورة كبرى في هذا المجال، لتؤكد ريادتها الإقليمية في دمج التكنولوجيا المتقدمة مع الرعاية الصحية.
فمن جراحة البروستاتا الدقيقة إلى استبدال المفاصل والجراحة عن بُعد، تكتب الكويت حاليا فصلاً جديداً في كتاب الرعاية الصحية الذكية وهي لا تتوقف عند حدود الإنجاز، بل تستثمر في التدريب، وتفتح أبواب البحث والابتكار، لتظل في صدارة دول المنطقة في تقديم رعاية طبية تليق بالقرن الحادي والعشرين.
منذ عام 2014، ومع إدخال نظام Da Vinci Xi في مركز صباح الأحمد للكلى والمسالك البولية، بدأت الكويت أولى خطواتها نحو الجراحة الروبوتية الدقيقة، واليوم تستخدم هذه الأنظمة في تنفيذ عمليات معقدة تشمل استئصال البروستاتا وأورام الكلى، واستئصال المثانة وتصحيح التشوهات الخلقية في المسالك البولية، وجراحات دقيقة في البطن والسمنة والقولون.
توسع
وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد بلغ عدد العمليات الروبوتية المنفذة في مستشفيات الوزارة أكثر من 1800 عملية، منذ بدء تطبيقها بالكويت عام 2014 حتى شهر أبريل من العام الحالي، كما وصل عدد أجهزة الجراحة الروبوتية بالمستشفيات أكثر من 7 أجهزة، وهو ما وفر بدوره ميزات نوعية لخدمة صحة وسلامة المرضى تشمل تقليل النزيف، الألم، والحاجة إلى فتحات جراحية كبيرة، إلى جانب تقليص مدة الإقامة في المستشفى، ما جعله مرجعاً إقليمياً في هذا المجال.
عمليات عن بُعد
وسجّل مركز صباح الأحمد للكلى والمسالك البولية إنجازاً طبياً غير مسبوق على مستوى الشرق الأوسط، حيث تم إجراء أول عملية استئصال جزئي للبروستاتا عن بُعد باستخدام الروبوت، إذ قاد العملية الدكتور سعد الدوسري من الصين، بينما كان المريض في غرفة العمليات بالكويت، على بُعد أكثر من 7 آلاف كيلومتر، وقد حققت العملية نتائج دقيقة لتتوالى بعدها 9 عمليات روبوتية عن بُعد، أجريت إحداها من فرنسا، وأخرى من شنغهاي، ما يعكس مدى كفاءة البنية التحتية الرقمية والتقنية في الكويت.
ولم تتوقف الطموحات عند هذا الحد، ففي يوليو 2025، سُجّل إنجاز آخر حين أُجريت عملية استئصال جزئي للبروستاتا من مدينة ستراسبورغ الفرنسية، في أول جراحة روبوتية عن بُعد بين أوروبا والشرق الأوسط.
إمكانات متقدمة
وأظهر مستشفى جابر الأحمد إمكانات متقدمة في الجراحات العامة الروبوتية حيث بدأ مسيرته عبر محطة بارزة في يناير 2020، حين نفّذ المستشفى أول عملية استئصال جذري للكلية باستخدام روبوت جراحي، تلتها أول عملية شق في الكلية بذات التقنية، ما مثل انطلاقة قوية نحو توسيع استخدام هذه التكنولوجيا في القطاع الصحي.
كما في عام 2022، تجاوز عدد العمليات الروبوتية في مستشفى جابر الأحمد الـ100 عملية، وشملت تخصصات متنوعة مثل الجراحة العامة، وجراحات البدانة، والقولون، وجدار البطن، والفتق، واستئصال المرارة.
وأخيراً حققت الكويت سبقًا عالميًا جديدًا عبر تنفيذ أطول جراحة روبوتية عن بُعد في التاريخ، بين الكويت والبرازيل، على مسافة تتجاوز 12000 كيلومتر، في إنجاز اعتبر «غير مسبوق» عالميًا من حيث بُعد المسافة ودقة التنفيذ.
وكان مستشفى الفروانية قد أعلن عن استخدام تقنيات الجراحة الروبوتية في عمليات تكميم المعدة وإصلاح الفتق الإربي المعقد.
استبدال ركبة
في سياق هذا التطور شهدت الكويت أول عملية استبدال ركبة مدعومة بالكامل بالتقنية الروبوتية في مارس 2022 كما تم إدخال نظام MAKO الروبوتي في مستشفيات خاصة، وهو مصمم بدقة لإجراء عمليات استبدال الركبة والورك، ما يقلل من نسبة المضاعفات ويسرّع التعافي.
وبفضل هذه الإنجازات المتلاحقة، تضع الكويت نفسها في موقع الريادة الطبية إقليمياً، وتستعد لتكون مركزاً إقليمياً للجراحات الذكية في السنوات المقبلة.
ميزانية ضخمة
وخصصت وزارة الصحة ميزانية ضخمة لاستقدام أجهزة روبوتية متقدمة تستخدم حالياً في مستشفيات حكومية كبرى، بقيمة تقدّر بمليون دينار للجهاز الواحد وتأتي هذه الاستثمارات ضمن إستراتيجية لتعزيز الكفاءة الجراحية، وتقليل نسب الخطأ، وتقصير مدة بقاء المرضى في المستشفى.
نمو مطرد لسوق الجراحات الروبوتية
على الصعيد الاقتصادي، يظهر قطاع الجراحات الروبوتية في الكويت نمواً مطرداً، إذ بلغ حجم سوق أنظمة الروبوتات الجراحية 38 مليون دولار في عام 2024، مع توقعات بأن يصل إلى 59.8 مليون دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.9 في المئة.
أما سوق خدمات الروبوت الجراحي، والتي تشمل التدريب والصيانة والبرمجيات، فقد سجل 5.3 مليون دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يتضاعف تقريباً ليبلغ 10 ملايين بحلول عام 2030، ما يؤكد التوجه الإستراتيجي طويل الأمد نحو التحوّل الرقمي في الرعاية الصحية.
الاكتفاء الذاتي وتوطين التكنولوجيا
أكد وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، في وقت سابق، أن الوزارة تضع الاستثمار في التكنولوجيا الطبية ضمن أولوياتها، مشيراً إلى أن الروبوتات الجراحية أصبحت جزءاً أساسياً من البنية التحتية للقطاع الصحي، خصوصاً مع تزايد الإقبال على التدخلات الجراحية الدقيقة والمعقدة، لافتاً إلى أن تدريب الكوادر الوطنية على هذه التقنيات مستمر، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوطين هذه التكنولوجيا.
7 مزايا
1- تحسين النتائج الطبية حيث توفر الروبوتات مثل رؤية مجسمة ثلاثية الأبعاد، ما يعزز سلامة الإجراءات ويقل المضاعفات.
2- تقصير زمن التعافي بفضل استخدام فتحات أصغر وحد أدنى من النزيف.
3- تقليل فترة الإقامة في المستشفى، ما يسهم في تسريع عودة المريض إلى حياته الطبيعية.
4 – تعزيز البنية التحتية الطبية الرقمية ورفع جودة الرعاية الصحية.
5 – تقليص الاعتماد على العلاج بالخارج.
6 – الاستجابة لمتطلبات المستقبل حيث الجراحات الروبوتية تمثل التقاء التكنولوجيا والطب، وتضمن أن تبقى الكويت في طليعة التطور الطبي.
7 – رفع سمعة الكويت دولياً إذ تصبو الكويت اليوم لتكون مركزاً إقليمياً للجراحات الذكية.
5 عمليات معقدة تُجريها الروبوتات 1- استئصال البروستاتا 2- استئصال أورام الكلى3- استئصال المثانة 4- تصحيح التشوهات الخلقية في المسالك البولية5- جراحات دقيقة في البطن والسمنة والقولون
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة المصريين في الكويت ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة المصريين في الكويت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.